ترقب وحذر واستنفار، كلمات تصف حال القاهرة قبل ساعات من بداية غد الأحد التاسع من أكتوبر، الذي حذرت فيه عدة سفارات غربية أبرزها أمريكاوبريطانيا وكندا رعاياها من التواجد وسط الميادين والمولات التجارية ودور السينما؛ بسبب مخاوف أمنية. التهديدات التي تحل مع الذكرى الخامسة لأحداث العنف التي وقعت أمام مبنى التليفزيون المصري وسط القاهرة عام 2011، والمعروفة إعلاميًا بأحداث "ماسبيرو" التي راح ضحيتها قرابة 35 شخصًا وأصيب العشرات من بينهم جنود وضباط، جاءت بعد إعلان عدة حركات قبطية إلغاء وقفتها أمام المبنى ذاته بعد رفض وزارة الداخلية إعطائها تصريحًا بالتظاهر لدواعٍ أمنية. تجولت كاميرا "الوفد" في العاصمة لترصد حالات استنفار أمني شديد، وسط حالة هدوء وترقب من قبل المواطنين، فنشرت مديرية أمن القاهرة أفرادها بعدة كباري وميادين القاهرة الكبرى، في ظل سيولة مرورية. وانتشر عدد من أمناء الشرطة على بداية كوبري قصر النيل، في الوقت الذي تواجدت فيه قوات التدخل السريع وسيارتان لقوات الأمن المركزي بميدان التحرير وسط انتشار للحواجز الأمنية على أطراف الميدان. الأمر ذاته بميدان طلعت حرب، وسط حالة هدوء تامة، وانتشار مكثف لرجال المرور وسيارات الإسعاف التي تجوب وسط القاهرة. وعززت قوات الأمن من تواجدها بمحيط نقابة الصحفيين، ودار القضاء العالي، حيث تتمركز 3 سيارات للأمن المركزي وسط انتشار مكثف للجنود والضباط على جانبي الشارع. فيما شهد المعبد اليهودي، بشارع عدلي (المغربي سابقا) تكثيفا أمنيا غير مسبوق لقوات الشرطة مصحوبة بسيارات التدخل السريع، ومحاطا بالحواجز الحديدية وسط حالة من السيولة المرورية. من جانبه، أكد اللواء طارق عطية، مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات، أن الإجراءات التى تتخذها الأجهزة الأمنية تسير فى إطار الخطط الاستراتيجية لوزارة الداخلية والتى نجحت فى ترسيخ مناخ الاستقرار والأمن فى ربوع الوطن. وأضاف"عطية" أن قوات الشرطة تتحلى بالجاهزية واليقظة والاستعداد لتأمين الجبهة الداخلية إزاء جميع المواقف، ونفى توافر أي معلومات أو شواهد حول وجود ثمة تهديدات خلال الفترة الراهنة تدعم ما يروجه البعض من تحذيرات فى هذا الشأن. وقال مصدر أمني مطلع إن قوات الأمن رفعت حالة الاستنفار الأمنى ودرجة الاستعداد القصوى على مستوى الجمهورية للحالة "ج". وأوضح المصدر، ل "الوفد"، أن القوات في حالة استنفار تام على مدار اليوم، مع مراجعة جميع الخطط الأمنية للتعامل الفوري مع أي طوارئ، وأنها عززت من تواجدها في محيط المواقع الحيوية بالقاهرة، تزامنا مع ذكرى أحداث ماسبيرو الخامسة التي تحل بالغد. وتابع أن الأجهزة الأمنية لم ترصد مخططات لاستهداف البلاد، مشيرا إلى استهجانه لتحذيرات عدد من السفارات الأجنبية بالقاهرة، لرعاياها من التواجد ببعض الأماكن بالجمهورية، مشددا على أن البلاد مؤمنة بالكامل. جاء ذلك بعد تحذير سفارات 3 دول في القاهرة، هي بريطانيا وكندا والولايات المتحدة، رعاياها بتجنب التجمعات الكبيرة والأماكن العامة حتى يوم الأحد. وأضافت السفارة في بيانها: "ينبغي على رعايا بريطانيا أن يتجنبوا قاعات الحفلات الموسيقية ودور السينما والمتاحف ومراكز التسوق والملاعب الرياضية في القاهرة، حتى التاسع من الشهر الجاري". جاء ذلك بعد تحذيرات مماثلة أصدرتها السفارة الأمريكيةبالقاهرة لرعاياها بتجنب التجمعات الكبيرة والأماكن العامة، بسبب "مخاوف أمنية محتملة" يوم التاسع من أكتوبر الجاري. وقالت السفارة الأمريكية في بيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "ينبغي أن يكون المواطنون على علم بمحيطهم وممارسة احتياطات أمنية جيدة في جميع الأوقات". وذكرت السفارة الكندية على موقعها الإلكتروني، أنه من الضروري أخذ تحذير السفارة الأمريكية لرعاياها بشكل جدي. وأضافت السفارة أن الموقف في مصر لا يمكن التنبؤ بتطوراته، وأوردت بعضا من التواريخ، التي حذرت مواطنيها من التردد خلالها على الأماكن العامة، من ضمنها الاحتفال بعيد ثورة 25 يناير. وأعربت وزارة الخارجية على لسان متحدث باسمها، عن انزعاجها من البيانات التحذيرية التي أصدرتها الدول الثلاث، مؤكدة أن السفارة الأمريكية لم تخطر أي جهة رسمية بأسباب إصدارها هذه التحذيرات، أو طبيعة التهديدات الأمنية التي تشير إليها، وهو ما "يثير علامات استفهام حول أسباب إصدارها بهذا الأسلوب". وطالبت الخارجية عبر بيان لها، السفارات الأجنبية بتوخى الحذر في إصدار مثل تلك التحذيرات التي اعتبرتها "غير مُبررة". وعادة ما تطلق السفارات والهيئات الأجنبية العاملة في مصر، تحذيرات مماثلة لرعاياها في أوقات ترتبط بأحداث أو اشتباكات عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير.