(قبل أن تقرأ: عند «عبد الرحمن الشرقاوى» شرف الله هو الكلمة.. وعند الجنزورى والمجلس العسكرى.. قصف الاقلام – وحملتها - عادة موروثة لا قطعها الله!!) - يساق عادل حمودة وريم ماجد ورشا عزب – وغيرهم من زملاء المهنة -الى النيابة العسكرية بعد ثورة يناير العظيمة.. ويصدر حكم آخر لصالح الشيخ يوسف البدرى بسجن صحفيتين من صحافيات جريدة «الفجر» على خلفية نشرهما تفاصيل عن قيامه بإجراء الرقية الشرعية مقابل 400جنيه.. كما قال الباز لزميلنا القرموطى فى «مانشيت».. وهو ما أعتبره – رغم تصويره وتوثيقه جريمة تخل بشرفه وتنال منه وتسىء لسمعته.. لكن ليس هذا وحده هو نتاج ملاحقة البدرى لحملة الاقلام فى مصر.. فأخطر النتائج تمثلت فى اجبار د.نصر أبو زيد على الهروب من مصر.. بعد رفع قضية حسبة عليه انتهت بحكم بتفريقه عن زوجته. - تاريخ الشيخ البدرى مع الصحافة ملىء بالقضايا.. لكن تاريخ النظام المصرى عبر 60 عاما مع الصحافة ملىء بالعنف والقهر والتعسف والتشويه والتشهير والتكذيب والتحقير بترسيخ مقولة فى أذهان الناس وهى ألا يصدقوا الصحف لانها مجرد «كلام جرايد».. مع أن هذا الكلام «كلام مسئولين» فى الأساس وكذبه – أو صوابه - هو كذب أو صواب مسئولين.. واذا كان الصحفيون نقلوا الى «باتا» زمن عبد الناصر فإن السادات منع خصومه من الكتابة وأطلق عليهم أنصاره ليقتصوا له منهم.. (ومن ناصر نفسه) أما مبارك فانه تلاعب بالصحافة و«مرمغ بكرامتها الأرض».. جوع الصحفيين ليلهثوا وراء نقيب يجلب لهم زيادة بضعة جنيهات فى بدل التدريب.. ولما فكروا فى انتخاب نقيب «رأى» –الاستاذ جلال عارف - حاصروه فلم يفعل شيئا سوى بيانات الشجب والإدانة.. لم يحدث ان تحسنت صورة الصحفى فى عهد من العهود.. ترك دائما للمعاناة والحاجة والفاقة جزاء وفاقا لاختياره هذه المهنة المذلة (عذرا) لم يحدث ان أتيحت فرصة حقيقية لتكون هذه المهنة نافذة فكرية حقيقية بل كان هناك تعمد فى تقريب الفاسدين من البلاط الحكومى.. وأبدا كان التحقير هو السمة الاساسية للتعامل مع الصحافة.. كان شراء الذمة بشقة أو بامتيازات أو ما شابه ذلك هو الأسلوب الذى يتبعه النظام.. وكان التلميع الدائم لصحفيى النظام هو المكافأة التى يسيل لها اللعاب.. لم يحدث أن كافأ رئيس الدولة صحفيا واجه خطرا فادحا وهو يكشف قضية فساد بل لان هذا كان ضد توجهات النظام فإن هناك من ووجهوا بحروب شديدة لأنهم تجرأوا على ذلك.. تهددت دوما حريات الصحفيين.. ومنذ الراحل العظيم مصطفى شردى وحتى الآن أحيل عشرات الصحفيين – بصحيفة «الوفد» وغيرها - الى القضاء.. بل الى محاكم أمن الدولة.. ولو فتشنا بدقة عن الأسباب الحقيقية لذلك سنجدها تكمن فى عدم إحترام الدولة لمهنة الصحافة واعتبارها دوما مهنة رخيصة مع الأسف. -ما من نقيب واحد استطاع ان يقدم للمهنة قانونا ل «حرية تداول المعلومات»..او يمنع حبس الصحفيين بل إن الأمور اليوم قد تنذر بمخاطر فادحة.. ففى عهد الرئيس السابق كان هناك –رغم كل السواد والقبح والهوان فى هذه التجربة إلا أنه كان يتعهد بعدم حبس الصحفيين.. الآن نحن أمام ما يشبه الانقلاب حتى على القدر القليل المتبقى من حماية للمهنة وأبنائها.. ناهيك عن أن أحداً لم يسع لتشريع يضمن لهم دخلا كريما أو حياة لائقة.. ليكونوا دوما فى الركاب.. لذا أقول لكم يا زملاءنا الكبار الذين تقفون وقفتكم الاحتجاجية الأولى بعد 25 يناير تمنيت لو كنت معكم.. محتجا ورافضا الاهانات والاعتداءات على الصحافيين.. فما أحوجنا لان نرفع عن حق شعار «إرفع رأسك فوق أنت صحفى». - تمنيت لو عدت للوقوف معكم – كما كنا نقف فى حديقة النقابة مع زميلنا الناضل الشهم محمد عبد القدوس.. أو على سلالم النقابة كما فعل بعضنا عشرات المرات.. فهذه المرة نريد أن نكتب تاريخا جديدا لمهنتنا لم يتلوث بالبحث عن فتات وملاليم يلقيها لنا النظام.. وقد تكون هذه الملاليم التى يستحق الصحفيون أكثر منها تفتح بيوتا وتساعد شبابا وتكون أسرا.. لكنها ينبغى ألا تكون قاهرة للكرامة أو منتقصة للحرية.. كثير من الشرفاء سيقفون اليوم الأحد متضامنين ضد اهانة الصحفيين فاسمحوا لى ان اكون وسطكم وبينكم بقلبى وعقلى وكل جوارحى.. رافضا كل اشكال قهر وإهانة الصحفى.. رافضا وهذا هو المطلب الأغلى والأهم حبس الصحفيين فى قضايا النشر والرأى.. اسمحوا لى ان أحييكم.. وان أحلم معكم بيناير جديد للصحافة المصرية.. تصنعه الأقلام الوطنية الشريفة داخل وخارج الوطن. - (بعد ان قرأت: حتما ستسأل الدكتور الجنزورى لماذا وهو الذى يحتاج للصحافة يملى إرادته على الصحافيين. ولا يسمح إلا بتوجهيهم جميعا سؤالا واحدا فقط.!!.هل لأنه اهانهم بما يكفى بأن تركهم يقفون أمامه ينتظرون تصريحه كما لو كانوا تلاميذ ينتظرون درس معاليه؟.. ربما!)