حالة من الغضب والاحتقان الشديد انتابت الشارع الشرقاوى بعد ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية خاصة السكر بعدما بلغ سعره ال9 جنيهات وسط نقص حاد فى المعرض رغم تأكيد مسئولى التموين بالمحافظة أن الأهالى هم المتسببون فى الأزمة بتكالبهم على الشراء. يقول محمد مجدى، أحد أهالى مدينة الإبراهيمية، إن تعرض البلاد من قبل لارتفاعات قياسية فى أسعار زيت الطعام ومن ورائه السكر ثم الأرز واليوم يعاد الكرة مرة أخرى للسكر، يدل دلالة لا تخفى عن أحد أن هناك أيادى خفية تلعب فى قوت الشعب واقتصاد الدولة، وبالتالى يجب على المسئولين اتخاذ التدابير الكافية لقطع هذه الأيادى. وأضاف أنس رجب، من أهالى مدينة بلبيس، أنه اعتاد خلال الشهور الماضية على شراء كيلو السكر من التموين بخمسة جنيهات ومن المحال التجارية بستة جنيهات، لكنه فوجئ فى نهاية الأسبوع الماضى بارتفاع سعره 3 جنيهات مع امتناع عدد كبير من أصحاب هذه المحال عن البيع بحجة عدم توافره فى السوق ومواجهتهم صعوبات فى الحصول عليه من التجار. وأشار مجدى البقرى، أحد أهالى مركز الحسينية، إلى أن أبناء الحسينية يواجهون الصعوبات فى كل شىء من مياه شرب ورى وسلع غذائية، فرغم ارتفاع أسعار السلع الأساسية من زيت وسكر وأرز إلا أنهم لم يتحصلوا عليها سواء من المحال التجارية أو من مقررات التموين كشهر سبتمبر المنصرم، وإنهم دائماً ما يجدون عند بدالى التموين سلعاً لا تغنى ولا تسمن من جوع كالصلصلة والسلمون والجبنة والمياه المعدنية والمناديل، مؤكداً أن مركز الحسينية هو من أكبر مراكز المحافظة تعداداً فى السكان والمساحة وأكبر مركز فى إنتاج البنجر فى المحافظة ورغم ذلك لا يجدون السكر. وأعرب محمد إبراهيم صيام من قرية الكفر القديم ببلبيس، عن سخطه من موجة الغلاء التى تسبب فيها جشع التجار وأودت بالبسطاء إلى القاع الاجتماعى، مطالباً المسئولين بالتصدى لهذه الموجة وذلك بتفعيل دور الرقابة التموينية والمؤسسات الرقابية على الأسواق، بالإضافة إلى التركيز على دور الجمعيات الاستهلاكية التى تستطيع ضخ سلع غذائية بكميات كبيرة وجودة عالية وبأسعار مخفضة، من أجل خلق سوق منافس فى الأسعار والتصدى لظاهرة جشع التجار. واتهم المهندس حمدى الشربينى وكيل وزارة التموين بالشرقية، المواطنين بالتسبب فى أزمة ارتفاع السكر، مؤكداً أن التجار فى مصر يتعاملون بمنظومة السوق الحر أى عرض وطلب، فعندما ترتفع الأسعار يتكالب الناس عليها ويشترون بكميات أزيد من احتياجاتهم وهو ما يساعد على زيادة الأسعار مرة أخرى، مناشداً الأهالى بضرورة ترشيد استهلاكهم والحصول على احتياجاتهم فقط، وعند ارتفاع الأسعار يجب ومن الضرورى اللجوء إلى الجمعيات التعاونية والمنافذ الحكومية المنتشرة فى ربوع المحافظة التى تبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة. وأضاف وكيل وزارة التموين أن المديرية تقوم بشن عدد (13) حملة مكثفة بصفة دورية على الأسواق والتجار وأصحاب المخابز فى مركز ومدن المحافظة المختلفة، وذلك للتصدى لظاهرة رفع الأسعار وإحكام الرقابة على المحلات التجارية والأسواق، مؤكداً أن هذه الحملات أسفرت عن تحرير 2174 قضية تموينية خلال الفترة الماضية من 1/8 حتى 15/9، لافتاً إلى أنه تم ضخ أكثر من 6 آلاف طن سكر هذا الأسبوع يفى باحتياجات أهالى المحافظة البالغ عددهم أكثر من 7 ملايين نسمة لمدة 3 أشهر مقبلة.