أغلب وسائل الإعلام تبنت الحديث بشكل سلبى وربما محرض ضد التيارات السياسية الإسلامية خاصة حزبى الحرية والعدالة وحزب النور وذلك قبل وأثناء الانتخابات البرلمانية، إلا أن نتائج الجولتين الأولى والثانية منها جاءت بما لا تشتهى أغلب هذه الوسائل. "الاعلام يؤثر فى وجهات نظر الجماهير" هكذا ينًظر أغلب الأكاديميين فى مجال الإعلام، لكن الواقع المصرى يثبت عكس ذلك فرغم ما قامت به معظم وسائل الإعلام" صحف وقنوات تلفيزيونية " من الحديث السلبى بل والمحرض أحياناً ضد هذه التيارات إلا أن الجمهور المصرى أثبت أنه استثناء من هذه القاعدة حيث أن نتائج جولتى الانتخابات البرلمانية حظى فيها تيار الإسلام السياسى بنسبة تخطت ال60% . " الرأى العام صوت ضد التغطية الإعلامية للانتخابات، كما أن شخصية وأخلاق المرشحين الإسلاميين هى التى أتت لهم بالأغلبية دونما تأثر بما يقوله عنهم الإعلام " هكذا يرى د.هشام عطية أستاذ الصحافة بكلية الإعلام. عطية أضاف أن الإعلام لا يؤثر بشكل مطلق على الناخبين حيث إن خبرة الناخب وتعامله المباشر مع الأحداث يدفعانه لاتخاذ السلوك واختيار المرشح الذى يراه الأصلح . أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة د. محمود خليل يرى أن عناد الشعب المصرى هو الذى يدفعه لاتخاذ رد فعل مضاد لما تروجه وسائل الإعلام لأنه يعلم أن بعضها يعمل لحساب مالكيها والبعض الآخر لحساب السلطة السياسية، والدليل ما حدث فى تغطية الإعلام للانتخابات ونتائج تصويت الجمهور فيها. وأشار خليل إلى أن "المصرى" يكرر كالببغاء ما يسمعه فى وسائل الإعلام ولكن فعله على الأرض الواقع يكون مناقضا لما يقوله، مضيفاً "إذا كان الجمهور يرفض متظاهري التحرير مثلاً فإنه سيقوم بالتظاهر ضدهم أو الذهاب للنقاش معهم، لكن الشعب يحب العناد ولا يتحرك إلا وقت الضرورة القصوى- وهذا هو نهج حزب السرير". وأكد خليل أنه لا يمكن إطلاق حكم على رأى الشعب بأنه مع أو ضد ما يحدث فى التحرير ومجلس الوزارء، لأنه لا توجد أى استطلاعات للرأى العام بشأن ذلك، كما أن الاتصالات الهاتفية بالقنوات التلفيزيونية لا تعبر عن رأى الشعب لأن أغلبها ترتب هذه الاتصالات وتنتقى منها ما يعبر عن وجهة نظرها.