حذرت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية بلادها من مغبة التدخل في الشئون المصرية في تلك المرحلة الانتقالية المضطربة التي تمر بها مصر، مؤكدة أن أي محاولة للتدخل ستكون ضارة، وستحمل إسرائيل ما لا تطيق في هذا الوقت. من جانبه قال الكاتب الإسرائيلي "أنشيل فيفر: "إن الديموقراطية فى الشرق الاوسط والاحزاب الدينية جزء من اللعبة السياسية واى محاولة اسرائيلية للتدخل فى الاحداث ستضر اكثر مما تنفع، مضيفا: "فقط علينا المراقبة من بعيد للتعلم وفهم ما يحدث". وأكد الكاتب أنه لاخوف من فوز الاسلاميين فى الدول العربية، لأن القوات الديموقراطية لديها القدرة على تحفيز مئات الآلاف وجمعهم عن طريق الهواتف المحمولة او الشبكات الاجتماعية في حالة الخروج على أصول الديموقراطية وخاصة بعد أن ذاق الشعب المصري طعم الحرية. وأضاف: إن تخلى الجيش المصرى عن استخدام القوة في وجه شعبه سيسهل عملية الخروج في اعتصامات جديدة إذا رغب الشعب في ذلك، مؤكدا ان الجيش لن يغير موقفه وإذا كان لم يستخدم ذخيرته من أجل مبارك فلن يستخدمها من أجل الإخوان المسلمين. وأوضح أنه بالرغم من استيلاء الاسلاميين على البرلمان فى تونس إلا ان شيئا لم يتغير في المجتمع التونسي فيما يتعلق بقضية الحريات، والدليل على ذلك أن النساء تمشى من غير حجاب والخمر يباع فى الحانات بحرية، وربما يعود ذلك إلى أن الطبقة الوسطى ذات طابع علمانى، فيما تتركز معاقل الاسلاميين فى الاحياء الفقيرة والقرى، وفقا للكاتب. واستطرد الكاتب أن نجاح الإسلاميين في أول انتخابات حرة نزيهة في مصر والمنطقة العربية أمر طبيعي بعد عقود طويلة من الظلم والمضى قدما فى العلمانية ربما كان هذا بسبب الشعور الدينى المتزايد ومساعدة الاسلاميين للفقراء من التمويلات الخارجية التي يحصلون عليها، حسب رأي الكاتب. واوضح الكاتب أن اختيار الناخبين للإسلاميين لا يعني تطبيق الشريعة بالشكل المتشدد ولكن الناس فضلت اختيار المعلوم على المجهول، فالإسلام لديهم مألوف، في فترة اتسمت بالاضطراب والتخبط، وهو القاسم المشترك في المنطقة العربية والإسلامية كلها. وأكد الكاتب ان الليبراليين فى مصر وتونس لم يخسروا المعركة، لأنه فى كل من البلدين مجلس تأسيسى يتمثل دوره فى وضع اللجنة التى ستقوم بصياغة الدستور وبعدها تجرى انتخابات أخرى. وأضاف الكاتب أنه بالرغم من ان الليبراليين اقلية والجدل حول صياغة الدستور العام المقبل لن يمكنهم من توحيد صفوفهم الا ان الانتخابات القادمة سيكون فيها الجمهور على دراية ووعى اكثر من هذا.