أحمد فؤاد نجم شاعر موهوب ويملك أدوات فى بناء القصائد لا يملكها غيره ممن ملكوا ناصية الشعر، لذلك كان شعره أكثر تأثيراً وأعمق أثراً، وكان «نجم» ورفيقه الشيخ إمام عيسى زائعى الصيت والشهرة خلال حقبة السبعينيات، ردد أشعاره التى لحنها «إمام» طلاب المدارس والجامعات وعمال المصانع والفلاحون الذين حرص «إمام ونجم» على الوصول إليهم أينما كانوا . وأحمد فؤاد نجم يحمل كثيراً من المتناقضات داخله وتظهر منها على شكله وهيئته وحتى اسمه .. وأحمد فؤاد نجم يحمل اسمه ثلاثة أسماء لملوك مصريين، هما الملك أحمد فؤاد الأول ملك مصر ابن الخديو اسماعيل الذى حكم مصر من 1917 إلى 1922، وغير لقبه ليصبح ملك مصر وسيد النوبة وكردفان ودارفور. والملك أحمد فؤاد الثاني ابن الملك فاروق ملك مصر من 26 يوليو 1952 إلى إعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953. وفى اسم أحمد فؤاد نجم ملك ثالث لمصر هو الملك الصالح نجم الدين أيوب سابع سلاطين بني أيوب بمصر. وإذا كان أحمد فؤاد نجم يحمل اسم ملوك، فلا هيئته ولا شكله ولا حياته حياة ملوك، رغم أنه ملك الصعلكة، فنجم ولد وعاش وسيموت صعلوكاً كما فرضت عليه الظروف وكما أحب أن يكون. وهو رغم ضعفه لا يرهبه ملك ولا سلطان فلم يخش عبد الناصر وزبانيته، ولا السادات وسجانيه، فقال فيهما ما لم يقله غيره وأطلق للسانه العنان ليهجوهما كما لم يهجهما أحد فأمضى سنين من عمره خلف القضبان وسنين أخرى مطارداً شريداً . وقد كنت ومازلت واحداً ممن أحبوا أحمد فؤاد نجم الشاعر, وكنت أتتبع جلساته مع الشيخ إمام وأحافظ على حضورها أيام كنت طالباً فى الجامعة، لكنى لم أجد فى نفسى ميلاً لما يكتبه «نجم» من مقالات فهو شاعر ويكفيه أنه فى الشعر زعيم تحكمه القافية ويحافظ على الوزن، أما فى المقالات بلا قافية ولا وزن؛ يخرج عن القواعد . ففى مقاله بعنوان الباشا عايز يسمع شعرك! فى الصفحة الأخيرة بالوفد يوم السبت الماضى فى زاويته شبه الثابتة (شباك على الثورة) قال نجم : « السادات بعد أحداث 18 و19 يناير 1977 فقد عقله تماماً وفي كل خطبه المذاعة علي التليفزيون كان بيقول «اقتلوهم حيث ثَقِفتمُوهم» وكان يخطب في التليفزيون كل يوم ويردد سأطاردهم إلي أقصي الأرض! طب تصور سيادتك شخص يبلغ به الحزن إلي هذا الحد وفي يده وحده مصير دولة ومقدرات شعب.. ولذلك كنت أنتظر من القوات المسلحة أن تقوم بالقبض عليه وإيداعه مصحة عقلية خوفاً علي البلد من جنونه ولكن هذا لم يحدث مع الأسف حتي جاء يوم 6 اكتوبر 1981 حيث فعلها الفارس الشهيد خالد الإسلامبولي ليغسل عن الشعب المصري عار الخنوع والاستسلام لهذا الخائن المأفون حتي فعل بمصر ما فعل ثم سلمها..» ما سبق هو نص ما قاله الكاتب أحمد فؤاد نجم وليس الشاعر أحمد فؤاد نجم فالفرق بينهما كبير وشاسع، فنجم كتب مقاله وهو مصاب كغيره بمرض إلصاق «الشهادة» بالميتين الذى أصاب المصريين فكل ميت وكل قتيل عندهم شهيد، فجعل هو الآخر خالد الاسلامبولى قاتل السادات شهيداً وكاد فى مقاله يعطيه مفاتيح الجنة لينعم فيها مع حمزة والحسين وأحمد حمدى وشهداء حروب الأعداء من أحد وحتى أكتوبر . وتجاوز «نجم» عندما وصم السادات بالخيانة والجنون . فلا الاسلامبولى شهيداً ولم يغسل عن الشعب المصري عار الخنوع والاستسلام ، ولا السادات مجنوناً أو عميلاً .. ياعم أحمد الشعر أفضل لك ولنا من المقالات «بلا قافية»..