"قوة إيمان تعدت الحدود، وابتسامة رضا أنارت الوجوه، وعزيمة أعلت الهمم، وبارقة أمل لمعت في عيون شباب وفتيات أعلنوا العصيان على كلمة مستحيل"..هذا بإختصار ما تملك قوله في يوم تحد جديد نظمه شباب "فريق فُرسان" حيث صعدوا قمة جبل محمية وادي دجله مع عشرات "المحفِزين" المصطلح البديل لمتحدي الإعاقة أو أصحاب القدرات الخاصة، فلم تمنعهم الكراسي المتحركة أو العكازين أو قصر قامتهم، أو نظاراتهم السوداء، أو عدم قدرتهم على التعبير بالكلام عن تحقيق التحدي وكسر حاجز الخوف. نجح "المحفِزين" بجدارة في توصيل برقية عاجلة لنا جميعا تحمل مضمون واحد وهو: "استعن بالله وانفض التراب عن امكانياتك الكامنة تشعر بالسعادة، ولا تنتظرها من أحد إذا لم تهبها أنت لذاتك". التحدي الكبير فهاهو "مصطفى" ذو العشر سنوات لم تمنعه قصر قامته من صعود الجبل ليشعر بالفخر، ويلوح بساعديه حاملا علم مصر منشدا"اسلمي يامصر إنني الفدا". ولم يختلف حال "منار" ذات 14 سنة كثيرا فاليوم أدركت وهي على قمة الجبل أنها ستستطيع بإذن الله الوصول لحلمها في الإلتحاق بكلية الآداب التي طالما حلمت بها لتلقن الأجيال درسا وهو أن الإرادة تكسر حاجز المستحيل. أما "دنيا" ذات 22 ربيعا فبعد حصولها على جوائز رفع الأثقال، تحقق اليوم نجاحا جديدا، لم يمنعها العكازين من صعود قمة الجبل، لترسم على شفتي والدتها ابتسامة ضمت معاني الفخر والسعادة والخوف على ابنتها من الحسد...ولم لا فقد تمكنت بإذن الله من تحقيق نجاحات صعبت على كثير من الأصحاء. وكذالك الحال مع محمد الذي لم يمنعه الكرسي ذو الأربع عجلات من تحقيق الحلم في رؤية مصر من أعلى قمة الجبل، ليؤكد لنفسه أن معوقات العالم ضئيلة أمام رغبتنا في النجاح، وأن فوبيا الخوف من الغد يمكننا التخلص منها بالإيمان بما وهبه الله لنا من نعم تتحدى حدود المشي والكلام والسمع، فهي الإيمان بأننا بشر من حقنا الحياة. ومن خلف النظارت السوداء عبر كل من شريف وسامح وأحمد عن الصورة التي رسموها في خيالهم بمساعدة أصدقائهم للجبل الذي صعدناه بعدهم، فهو جبل من الأماني والأحلام لا يعتلي قمته سوى المؤمن بالله في أن شيئا لا يستطيع قهر امكاناتنا. ومن أعلى قمة المحمية يمكنك سماع صدى صوت ضحكات فريق الصم والبكم الذين لم يكترثوا لاشارات مرشدهم، فانطلقوا في أجواء مرحة، ليسبقوا الأصحاء في الصعود للجبل والهبوط منه، ليستثمروا كل لحظة في رسم وتلويين اللوحة الجدارية التي ضمت صورا لعظماء مصر. كما شارك في الصعود لقمة المحمية "سيد" الذي لم يعوقه العكازان عن العمل سائق أجرة، ليحقق أول تحدي فهو أيضا يستعد لمسابقة رفع الأثقال، ويحتاج لدفعة داخلية تشعره بأنه قادر على كسر حاجز المسحيل. محفِز= قوة كامنة من جانبه قال هشام ،مؤسس فريق فرسان: منذ أربع سنوات ونحن نسعى لتوصيل فكرة معينة وهي أن الدعم المعنوي لهؤلاء "المحفزين" ومساعدتهم في قهر الخوف من المجهول وتحدي ما نظنه نحن الأصحاء مستحيلا، هو الأهم من الدعم المادي والأبقى من حيث التأثير. ويتابع: صحيح كثير منهم يحتاج للماديات لكن كلهم يحتاجون لغرس الثقة في أنفسهم، قد يبتسم لشيئ تعطيه له، لكنك لن ترى الإبتسامة تنير وجهه إلا إذا ساعدته في أن يشعر بالسعادة الحقيقية وبأنه لا يختلف عنا ولا يحتاج لنا، إنهم بالفعل "محفزين" لكل من يتعرف عليهم فيكتشف قدرتهم الكامنه في كونهم قوة دافعة لكل من رزقه الله بنعمة الصحة فتغاضى عنها وقال لا أستطيع فعل كذا أو كذا، الظروف تقف أمام تحقيق أهدافي، وغيرها من الجمل السلبية التي تقلل من عزيمتنا. وعن المشكلات التي صادفت فريق فرسان قال: في البداية واجهنا مشكلة أننا لا ننتمي لمؤسسة معترف بها، إلى أن توصلنا لمؤسسة "ويانا" ، على أساس أننا لا نقبل المساعدات المادية، لكن المساهمة بالجهد والوقت لتسود قيمة الحب والود بين أفراد المجتمع الواحد. عاملوهم بلا تمييز وعن سبل التواصل مع المحفزين قالت آلاء عبد المحسين ،إحدى المتطوعات في فريق الفرسان: الكفيف مثل أي شخص لذا يجب معاملته كشخص عادي وبدون إفتعال، فإظهار الشفقة والعطف تجعله يشعر وكأنه عاجزا حقا. حينما تتحدث مع الكفيف يجب أن تناديه بإسمه خاصة عند تواجده مع مجموعة، ولابد أن تنظر في إتجاهه فهو يشعر بك من خلال إتجاه الصوت، ولا تتفادى استخدام مفردات تتعلق بالنظر مثل أنظر، هل رأيت، من وجهة نظرك، فالكفيف يستخدم هذه الكلمات بالفعل. وتواصل: أما إذا أردت إرشاد الكفيف لأي مكان قل له مثلا على جانبك الأيمن بعد ثلاث خطوات، وحاول شرح المكان من حوله ليكوٍن فكرة في مخيلته عن كل مايدور حوله، وعندما تعطيه شيئا أعطيه له في يده أو قم بإصدار صوت بالشيئ الذي تريد تقديمه له ليعرف اتجاه هذا الشيئ ويتنوله بسهولة. ورجاء أخير لا تعرض عليه المساعدة في الأشياء التي يمكنه القيام بها، فأنت بذلك تجعله شخص عاجز بالفعل ومع الوقت نجده لا يستطيع الإعتماد على نفسه. تفعيل قانون الدمج وعن أهمية تفعيل قانون الدمج قال أحمد عبد الخالق ،مدير التسويق وتنمية الموارد بمؤسسة ويانا للتوعية والدمج في المجتمع: ويانا مؤسسة غير حكومية غير هادفة للربح تهدف الى رفع الوعى فى المجتمع تجاه الافراد "المحفزين". ولا يقتصر دور المؤسسة على التوعية فقط بل نحاول وضع بصمة فعالة فى الناحية التعليمية والتنموية والتشريعية، مع تغير المفاهيم بحيث يصبح "للمحفزين" دور فعال فى التنمية الاقتصادية للمنطقة من خلال تهيئة بيئة تحتوى عملية الدمج وتعمل على نجاحها. وأضاف أحمد مؤسسة ويانا تهدف في المقام الأول إلى الى دمج الاطفال والأفراد ذوى الاعاقة فى المجتمع ورفع الوعي تجاه احتياجاتهم وقضاياهم ومشكلاتهم وتقديم الحلول لتلك المشكلات، وذلك من خلال برنامج دعم الأسر الذي يهتم بجميع أنواع الإعاقة منذ لحظة الميلاد وحتى سن 18 سنة. مع تفعيل قانون الدمج التعليمي-inclucive education في عدة مدارس، فضلا عن توفير فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال برنامج شركات صديقة للإعاقة. شاهد الفيديو ;feature=mfu_in_order&list=UL