للعيد مظاهر وثقافة خاصة لدى الشعب العمانى وتعتبر «هبطات» العيد فى سلطنة عمان إرثا حافظت عليه الأجيال المتعاقبة ومن التقاليد العمانية العريقة التى يسبق إقامتها الاحتفاء بالعيد وتحقق عوائد اجتماعية واقتصادية ويحرص العمانيون على الإقبال عليها استعدادا للعيد وللتزود باحتياجاتهم من متطلباته. وتقام على مساحات مفتوحة من الأراضى أو تحت ظلال أشجار النخيل والمانغو والغاف أو بالقرب من القلاع والحصون، وتشهد إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين والسياح. ويتنقل الكثير من العمانيين من هبطة إلى أخرى فى الولايات القريبة للبحث فى أسواقها عن الأفضل خاصة من اللحوم الحية أو للاستمتاع بالأجواء المصاحبة للهبطات مثل المناداة وهى عملية بيع الأغنام والأبقار والإبل عبر مزاد علنى. وتمثل هبطة العيد فرحة خاصة للأطفال الذين يحرصون على حضورها فى كامل زينتهم عبر ارتداء أجمل ما عندهم من الملابس العمانية، حيث تلبى تلك الهبطات احتياجات الأم والطفل معا. ويحرص الباعة على توفير العديد من السلع والبضائع من ألعاب وملابس جاهزة ومستلزمات تستخدم للتعبير عن الفرحة بالعيد، إضافة إلى شراء الرجال والنساء لاحتياجاتهم من المواد الغذائية التى يتم بها إعداد العديد من الأكلات العمانية التقليدية ومستلزمات الطبخ. كما تمثل الهبطات فرصة كبيرة لشراء السلالات العمانية من الأغنام والأبقار، وهى مناسبة مميزة للمربين لبيع مواشيهم بأسعار جيدة. ويحرص العديد من قاصدى الهبطات على شراء صغار المواشى والمعروفة باسم «المواليد» لاستخدامها فى الوجبة العمانية التقليدية والمعروفة ب «العرسية» وهى وجبة تؤكل عادة قبل الذهاب إلى مصليات العيد، وتتكون من الأرز واللحم ويضاف إليها السمن البلدى. وتشهد هبطات العيد إقبالا كبيرا منذ ساعات الصباح الأولى ويتوافد عليها الناس من مختلف القرى التابعة للولاية، بعضهم يرتدى الزى التقليدى العمانى والخنجر والعصا. وتزدحم محلات بيع الحلوى العمانية بمختلف أنواعها بالمواطنين والمقيمين قبل قدوم أول أيام العيد، وتعتبر الحلوى العمانية جزءا مهما وأساسيا ومن واجبات الضيافة العُمانية خصوصا فى الأعياد والمناسبات لما تمتاز به من جودة ومذاق ولمكوناتها التى يضاف إليها السمن البلدى والزعفران والهيل وماء الورد والمكسرات، وهى تحظى بشهرة واسعة داخل السلطنة وخارجها ويختلف سعرها باختلاف مكوناتها. كما تمثل فرصة لتكريس قيم التضامن عبر إقامة أنشطة خيرية لصالح المحتاجين وأسر ذوى الدخل المحدود كالأسواق الخيرية التى تقام بمشاركة عدد من المحلات التجارية التى تعرض منتجاتها للجمهور بأسعار مخفضة من أجل توفير مستلزمات المرأة والطفل، ويتم تخصيص مداخيل تذاكر الدخول لهذه الأنشطة لشراء كسوة العيد للأسر المحتاجة.