أسدلت ساقية الصاوى الثقافية الستار على مهرجان الأفلام التسجيلية الذى اختتم أمس الأول الجمعة بإعلان النتائج، حيث فاز فيلم «مستورة» بجائزة الساقية الذهبية لأفضل فيلم قصير، بينما حصد فيلم «عين الحياة» الجائزة الذهبية للساقية عن فئة الأفلام الطويلة. وكانت الساقية أطلقت المهرجان وهو الثانى عشر على التوالى يومى الخميس والجمعة الماضيين بمشاركة عدد من الأفلام التسجيلية التى دخلت المنافسة والتقييم على الجوائز وتنوعت بين الأفلام القصيرة والطويلة وتناول القضايا المجتمعية والتوعوية والسير ذاتية. وافتتح المهرجان بالفيلم التسجيلى (جاى الزمان) للمخرجة دينا محمد حمزة ابنة الشاعر الغنائى الراحل محمد حمزة. وسبق لهذا الفيلم الحصول على جوائز عدة فى أكثر من مهرجان، منها مهرجان الأقصر ومهرجان كازان الدولى للسينما فى روسيا، والفيلم من إنتاج شركة مصر العالمية (يوسف شاهين)، وهو من فئة أفلام السيرة الذاتية ويتناول مشوار محمد حمزة فى الحياة والفن والشهرة عبر مزيج من صور الماضى والتسجيلات الصوتية وذكريات الأصدقاء والمحبين. وتنسج دينا حمزة ببراعة خيوطاً عديدة داخل الفيلم الذى عرضت فيها لحقبة زمنية وهى فترة الخمسينيات والستينيات بظروفها السياسية والفنية وصولا إلى وفاة الشاعر ثم ثورة 25 يناير مع إطلالة أمل من المستقبل تمثلت فى حفيدة الشاعر الراحل (فاطمة). وتجسيداً لرؤية دينا بأن أباها ما زال خالداً بأغانيه وذكراه فى كل مكان. الفيلم نجح فى حمل المشاهد على متن رحلة لزمن الفن الجميل من خلال الموسيقى التصويرية وتسجيلات عبدالحليم حافظ، مقترنة بالتصوير الاحترافى، والمونتاج القوى مما جعل الكثير من الحضور يتفاعل مع الأغانى وحالة الفيلم. وتوالت عروض الأفلام المشاركة فى اليوم الأول ومنها فيلم «مستورة» للمخرج مهند دياب من إنتاج وزارة التضامن الاجتماعي، وفيلم «للضرورة أحكام» للمخرج أحمد حامد عن أصحاب المهن الشاقة، وفيلم «مصرايم» التاريخى للمخرجة نورهان على خفاجي، وفيلم «مدن صنعت تاريخاً» للمخرجة آيات على طه. واستمرت العروض لليوم الثانى حيث عرضت أفلام غلب عليها طابع الحزن والتوعية منها فيلم «عين الحياة» للمخرجة وفاء حسين الذى نجح فى استدرار دموع كثير من الحضور تفاعلاً مع مأساة سكان منطقة عين الحياة التى يرويها أهالى الحى المهمل. كما تفاعل الجمهور مع فيلم «لسه فى روح» الذى تناول قضية المشردين وأصحاب الأمراض العقلية السارحين فى شوارع مصر بلا مأوى، ولا رقيب، حيث نجحت المخرجة ماريان رمسيس واصف فى رسم صورة واقعية مغلفة بالشجن وفى دقائق معدودة لحال هؤلاء المشردين. وفى فيلم «ببتسم» لعب دور البطولة طفل صغير يروى قصته الصعبة للمخرج بيشوى ماهى كامل، وعلى الجانب الآخر كان التفاعل مع المشاهد اللطيفة والمبهجة فى أفلام مثل «آخر شوية أحلام» للمخرج مهند هشام بهجت وفيلم «أ. جمال النهرى وحديقة بهجة القلوب بمصر الجديدة» من إخراج أمينة عبد المجيد. المجهود الواضح والرؤى الثرية والإصرار على صناعة فن يقول شيئاً مهماً هو شعور مؤكد خرج به متابعو المهرجان الذى أعلن فى نهايته عن تكريم الأفلام المشاركة، حيث منح شهاداته التقديرية لفيلم «مصرايم» عن أحسن تصوير « وللضرورة أحكام» للمخرج أحمد حامد عن أحسن إخراج و«آخر شوية أحلام» للمخرج مهند هشام عن أحسن إخراج وفيلم «أ. جمال النهري..» عن الإخراج للمخرجة أمينة عبدالمجيد. وفى فئة الجوائز التقديرية حصل فيلم «مدن صنعت تاريخاً» على جائزتى المهرجان أفضل إخراج، وأفضل مادة علمية وحصل فيلم «مستورة» على جائزة أفضل مونتاج. وفى فئة الجوائز الكبرى حصل فيلم «لسه فى روح» على جائزة الساقية الفضية لأفضل فيلم قصير، بينما حصل من نفس الفئة فيلم «مستورة» على الساقية الذهبية، وفى فئة الأفلام الطويلة، حصل فيلم «هل كان يستحق؟» للمخرج أحمد سيد على جائزة الساقية الفضية، وفيلم «عين الحياة» على الساقية الذهبية. ومن ناحيته أكد محمد عبدالمنعم الصاوى مؤسس ساقية الصاوى ورئيس مهرجان الساقية للأفلام التسجيلية أنه سيعمل على عقد لقاء شهرى لعرض الأفلام التسجيلية ليشاهدها الجمهور بشكل مكثف تقديراً لأهميتها فى رصد الشارع المصرى والتعبير عن مشاكله، مؤكداً أهمية تشجيع الشباب على الإبداع.