اختتمت اليوم فعاليات المؤتمر الوزاري الأول، حول "المرأة وتحقيق الأمن والسلام"، والذي نظمته جامعة الدول العربية بالشراكة مع هيئة الأممالمتحدة للمرأة، أمس الاثنين، لبدء تفعيل الاستراتيجية الإقليمية وخطة العمل التنفيذية لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1325 لعام 2000 والذي يقر بالأثر الخاص للنزاعات علي النساء ويدعو لتضمينهن بفعالية في عمليات بناء السلام، وإعادة البناء والتعافي، وإعطائهن الأولوية في تقديم المساعدات الإنسانية. حضر المؤتمر السيدات والسادة الوزراء العرب المعنيون بشؤون المرأة في المنطقة العربية وممثلو 18 دولة عربية، والسيد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وهيئة الأممالمتحدة للمرأة، والسيدة زينب بانجورا، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للعنف الجنسي في مناطق النزاع، وسفير دولة اليابان بالقاهرة، السيد تاكييرو كاجوا، والمنظمات الإقليمية والدولية وعلي رأسها منظمة المرأة العربية. وصرحت المستشارة إيناس مكاوي، مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية، في البيان الختامي للمؤتمر، "يبني المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم علي سنوات من العمل المشترك، لم تعد المنطقة تحتمل تأجيلاً في الوصول لما تستحقه النساء من تمثيل في دوائر صنع القرار ومن أولوية في تقديم المساعدات الإنسانية، ونحن نؤكد التزام جامعة الدول العربية المستمر لتحقيق أهداف الاستراتيجية الإقليمية للمرأة والأمن والسلام بالعمل مع الدول الأعضاء وتقديم الدعم الفني ومنصات الحوار وتبادل الخبرات". وتابعت أن الدراسات والإحصائيات أثبتت في العقود الأخيرة علي فعالية تضمين النساء في عمليات صنع السلام وحفظ الأمن وتقديم المساعدة الإنسانية وما لذلك من فوائد تعود علي المجتمع ككل وليس علي المرأة وحدها، حيث أن الدراسة العالمية لقرار مجلس الأمن رقم 1325 لعام 2000 والتي تمت في عام 2015 أن فرص استمرارية اتفاقيات السلام لخمسة عشرة عامًا تزيد بنسبة 35% في حالة إشراك النساء في عملية صنع السلام. وأظهر أيضًا أن إعطاء النساء الأولوية في تقديم المساعدات الغذائية يساعد في زيادة تنوع النظام الغذائي للأسر وفي بعض الحالات يؤدي لنقص انتشار الجوع بنسبة تصل إلي 37%. من ناحيتها، علقت السيدة ماريا نويل فيزا، مديرة البرامج بهيئة الأممالمتحدة للمرأة في المنطقة العربية: "لدينا الكثير من الخبرة في العمل مع صانعات السلام في المنطقة عن طريق مكتبنا الإقليمي في ليبيا، سوريا، اليمن والعراق، وقد سجلنا نقطة مهمة في بداية العام الجاري بإنشاء المجلس الاستشاري النسائي للمبعوث الأممي الخاص لسوريا لتمثيل صوت النساء في عملية المفاوضات الرسمية، ونعلم جيداً من واقع تلك الخبرة أن زيادة تمثيل النساء في هذه الدوائر ليس فقط حقاً من حقوقهن لا يمكن المساومة عليه، ولكنه أيضاً قيمة مضافة لا يمكن أن نتخلي عن أهميتها في تلك المرحلة الصعبة من تاريخ المنطقة". وخرجت قرارات المؤتمر بتخصيص الموارد المالية وتقديم الدعم الفني لتطوير خطط العمل الوطنية، تطبيقاً لقرار مجلس الأمن رقم، 1325 استرشاداً بالاستراتيجية والخطة التنفيذية الإقليمية للمرأة وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة العربية. وأقر المؤتمر بأهمية توفير آليات التمويل والمتابعة والمراقبة لضمان الالتزام الجاد بتنفيذ قرار مجلس الأمن، والوصول لنسبة 30% لتمثيل النساء في الجهات التشريعية ومناصب صنع القرار، ودوائر التفاوض. وتناولت القرارات السياق الأعم لمعاناة المرأة العربية في مناطق النزاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا وفلسطين، وأهمية إنهاء النزاعات، ودعوة المنظمات الدولية والمانحين الدوليين لتوفير آليات الإبلاغ عن العنف الجنسي، وتوفير خدمات الرعاية الصحية والنفسية للناجيات من العنف الجنسي في مناطق النزاع، بالإضافة إلى العمل علي تحسين أوضاع اللاجئات وتوفير الخدمات الأساسية لهن. كما أكدت القرارات على إيلاء وضع النساء في فلسطين أهمية خاصة واعتبار الاحتلال الإسرائيلي تهديداً صريحاً لسلامة النساء والأسر الفلسطينية خصوصاً في مدينة القدس.