نموذج لتصميم صالة مغطاة للألعاب الرياضية فتحت أمامه أبواب النجاح، معه بدأ مشوار الألف ميل، وبها صعد درجات القمة.. يؤمن بأن الهندسة أسلوب حياة، لم لا وهو صاحب نظرية الدقة الشديدة والنظام، العمل سر سعادته فى الحياة.. فى غرفة مكتبه العادية جلسنا ثلاثة، لا يكسر صوت الغرفة سوى حديثه.. المهندس تامر عثمان، رئيس شركة «المجموعة المتكاملة لأعمال الهندسية» لديه طموحات عريضة، لكن لا يستعجل تحقيقها، يصفه أصدقاؤه بالمنظم الدقيق، واقعى يستكشف إمكانيات شركته، فتزداد لديه قناعة «فى التأنى السلامة» للوصول إلى منصة التتويج. «مثلى كأى مواطن عادى، وليس خبيراً اقتصادياً» يعلق «عثمان»: «هناك من يرى أن المشهد الاقتصادى متعب، وآخرون يرونه أفضل حالاً وهم المصدرون»، أنا أحلل من وجهة نظرى التداعيات على عملى، الوضع يسبب مشاكل متعددة، لها تأثيرات على استثمارات الشركة. «نعم تحول الدولار إلى شماعة، يستمد الجميع منها مبررات رفع الأسعار، وهذا يسبب معاناة ما بعدها، عندما تطلب معدات لإتمام أعمالك، تكون فريسة لرفع أسعار الإيجار، تحت ستار ارتفاع الدولار، رغم أن صاحب العمل مرتبط بعقود بأسعار ثابتة لا تتمكن من تغييرها، وبالتالى تضطر القبول حتى لا تتوقف عجلة الحياة والعمل» هكذا قال. «أنت لا تعرف نهاية الطريق، فالمشهد يزداد غموضاً وضبابية، كنا نسمع أن العام سوف يكون الأفضل مع تدفق الاستثمارات الخارجية، لكن لم يحدث شىء» يرد على حينما سألته عن نسب التفاؤل والتشاؤم، بداخله. المفاجأة حينما تطلب الالتزام بثبات التعاقدات والالتزامات، بحسب تحليل «عثمان» فتتكشف أنك مطالب بسداد الزيادة لصاحب المعدات، وإلا سوف يتجه إلى المقاول الرئيسى، الذى يدفع له أكثر، ويترك المقاول الباطن، وتأثير الدولار على مثل هذه الشركات أقوى، إذ إن مدخلات العمل تقوم على المعدات، والعمالة، وبالتالى فإن الزيادة تصيب قوى العمل، لأن التضخم له ضحاياه، وشركات المقاولات هى الفريسة. شعور انتابنى أن الرجل يحمل أعباء أكبر من طاقته بسبب الدولار، قلت هل الدولار يسبب شللاً اقتصادياً؟ يرد «عثمان» علىّ قائلاً: «لم نصل إلى مرحلة الشلل الاقتصادى، بل يسبب اختناقاً للمستثمرين، وهذا يتطلب إما عمل الحكومة على الخروج من عنق الزجاجة، وتحسين الأوضاع، أو أن تدخل فى نفق مظلم». «عثمان» يعتبر أن عام 90 هو الانطلاق فى حياته حينما تخرج فى كلية الهندسة «مدنى» وشق طريقه بالاعتماد على النفس وبعض خبرات والده، يتمسك بوجهة نظره أن قيام الحكومة بتوفير مصادر دخل، مع تحقيق حياة معيشية، أفضل، ولا بد أن يكون مقابل الضريبة، خدمات تقلل العبء على السواد الأعظم، مع العمل على توظيف القروض والمساعدات المتدفقة بصورة أحسن حالاً. رئيس شركة «المتكاملة» لديه نقاط يحث الحكومة على العمل عليها، تتمثل فى 4 محاور لدعم منظومة المشروعات الصغيرة والمتوسطة تتصدرها ضرورة قيام اتحاد مقاولى التشييد والبناء العمل على إصدار قانون ينظم العلاقة بين المقاول الرئيسى ومقاول الباطن، وكذلك العمل على توفير محفظة أراض للشركات الصغيرة والمتوسطة، حتى تتمكن الشركات، استخدمها كمخازن لها، بما يحقق دعماً ومساندة لمثل هذه المشروعات، وكذلك العمل على تيسير وتسهيل استيراد معدات، والعمل على توحيد المعاملة الضربية، والتزام الجميع بها. الصورة السائدة أن بورصة النيل ملتقى مافيا المتلاعبين، مما أضر بصورتها الذهنية، إلا أن رئيس «المتكاملة» لديه وجهة نظر فى هذا الشأن أنه على الرقيب الضرب من حديد، واتخاذ أقصى العقوبات ضد المتلاعبين، حفاظاً على أموال المستثمرين، وسمعة الشركات، والعمل على إدراج شركات بورصة النيل فى اهتمامات صناديق الاستثمار، بالتعامل عليها، وتقديم إدارات البحوث للدراسات، والتقييمات عن الشركات، بما يحقق المساواة مع شركات السوق الرئيسى. فى جعبة «عثمان» العديد من المقترحات بهذا الشأن، أولها تقديم التسهيلات لشركات بورصة النيل بالقيد بالسوق الرئيسى، وتذليل العقبات، أمامها والسماح لها بالتحول إلى السوق الرئيسى مع وصول رأسمالها إلى 50 مليون جنيه وليست 100 مليون جنيه، فليس مقبولا أن يتم قيد شركات من الخارج بالسوق الرئيسى برأسمال 50 مليون جنيه، ويكون الأمر محظوراً على شركات بورصة النيل. رحلة «عثمان» بدأت مع الشركة فى المهد كشركة تضامن، وساهم طموح الرجل فى أن يكون للشركة كيان من العيار الثقيل، لتكون استراتيجية الشركة بالقيد بالبورصة والتوسع، والاستفادة بتمويل من خلال سوق المال منخفض التكلفة، فالشركة كانت حريصة على عدم الاقتراض من البنوك قبل القيد بالبورصة، فالتمويل اعتمد على الموارد الذاتية. الرجل الأربعينى لا ينكر أن الشركات استفادت من مبادرة دعم المشروعات الصغيرة، يحمل طموحات لا حدود لها لشركته، فهو يأمل إدراج شركته بالسوق الرئيسى، ولديه استراتيجية تقوم على المشروعات المنتظرة، وهى خطة 3 سنوات، بدأت منذ قيد البورصة عام 2014 حتى 2018. «عثمان» رجل عملى يهتم بالإنجازات العملية ويشعر بالارتياح أنه حقق 80% من استراتيجية الشركة التى تنتهى عام 2018، شخصيته تتسم بالدقة الشديدة والنظام الحرفى فى كل شىء ويهتم بالتفاصيل الصغيرة ولا يدع أى شىء دون مناقشته لديه 3 مشروعات جار العمل بهم، ويستهدف نحو مشروعين فى العام القادم، وكان الهدف من زيادة رأس المال هو التوسع وشراء معدات جديدة، وتم الانتهاء من 75% من توفير المعدات. الرجل يتسم بالهدوء يصفه أصدقاؤه بالمنظم والهادئ، كل وقته فى موقع العمل، وليس لديه وقت لالتقاط الأنفاس اكتسب من والده خبرة العمل، يشعر بالرضا لأن إجمالى قيمة أصول شركته بلغ إلى 8. 5 مليون جنيه.. يظل الرجل يتفاخر بأن فلسفته إتقان العمل يحمل طموحات بالوصول إلى شركته إلى القمة، ولكن خطوة خطوة.. فهل يحقق ذلك؟