ولإننا بلد العجائب، ولإننا لا نمل ولا نتعب من الكلام بلا هدف أو واقع، فقد خرج علينا البعض (ممن ابتلاهم الله وجعلهم علي وشلك أن يكونوا ممكنين في الأرض)، خرج علينا هذا البعض بانهم قد تقدموا الصفوف ليطبقوا الشريعة حروفاً ونصوصاً وأن ما اختلف فيه من ظني الدلالة ظني الثبوت إنما ستكون المرجعية فيه إلي ما اتفق تسميته بمجمع البحوث الإسلامية. بل إن البعض منهم قد ذهب إلي طول الجونلة هل ستترك لمرتديتها أم ستحدد أطوالها (بالتأكيد لن تكون ميكروجيب) ولم يتحدث واحد منهم في المصيبة التي نحن فيها من زيادة أعداد العاطلين والتراجع الاقتصادي المؤدي إلي هذه الزيادة، بل إن البعض من إخواننا هؤلاء وأولئك لم يكن شغلهم الشاغل سوي هل شرب هذا خمرا أم سحلباً؟؟! بالذمة ده اسمه كلام؟ السادة الأفاضل تصدروا المشهد السياسي ليقوموا علي إعادة تربيتنا من جديد طبقا لمرجعيتهم المفترضة وهي مجمع البحوث الإسلامية ليفصل ويقطع بالرأي بيننا وبينهم إذا خالفنا بالقطع ما ذهبوا إليه. وأقول لسيادتهم انهم يرتكبون أكبر حماقة عرفها البشر بأن يجعلوا مرجعيتهم هي البشر نفسه وتركوا النص المقدس اجتهادا واختلافا ونسوا قوله تعالي: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم». المرجعية يا أفندية هي النص وليس الشخص وكامل احترامي للجميع فإنني لن أستطيع أن أقبل بهذا اللغو وهذا الخطأ. بالقطع بيع الخمر حرام علي المسلم ولكنه مباح لغير المسلم، وهذا غير المسلم ليس لمجمع البحوث الإسلامية سلطان عليه؟ وبالتأكيد أن ارتداء جونلة 10سم (ميكرو يعني) غير محمودللمسلمة ولكنها قد تكون مباحة لغير المسلمة، ثم ما دخل أهل حضراتكم في حرية أي شخص كان مسلما أو غير مسلم في أن يشرب خمرا أو سوبيه أو ارتداء واحدة جونلة ميكرو أو ميدي أو ماكسي! هل أنتم قادمون لانكم ملائكة، فلم نر أجنحة لديكم بل أنتم بشر مثل كثير ممن خلق الله الإسلام دين الحرية وهو يدعو إلي حرية العبادات الفردية ويدعو إلي الالتزام بالفروض الجماعية، ولذا حدد عقوبات للسرقة والقتل والزني ولم يحدد عقوبات للفرائض الفردية مثل ما يرتدي المسلم أو غيره أو ماذا يشرب المسلم أو غيره. أنتم تريدون الاحتكام إلي الشريعة الإسلامية، حسناً هي تمنعكم من تقييد حرية البشر فيما يخصهم ولا تؤثر علي الآخرين، فإذا كان رب العباد قد سمح لخلقه بحرية أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا، فكيف بكم تريدون لأنفسكم ولمجمعكم أن تفرضوا لأنفسكم ما تركه الله لنفسه لاكتمال صفات كماله وجلاله وجماله؟ أنتم تهدمون دين الله، إذا كان عن قصد فهذه مصيبة وإذا كان عن جهل فالمصيبة أفدح وأعظم!!! ولأن البشر خطاء ومليء بالعيوب فرجاء أن تهتموا بعيوبكم وتنشغلوا بإصلاح أنفسكم وإلا فلن يكون لكم مكانا في إدارة شئون البلاد لأنكم لم تكونوا علي قدر من الحدث يذكرني ما تفعلونه وتقولونه بالبعض من المرتبكين في المهنة عندما يكون المريض لديهم مصاباً بالضغط والسكر والالتهاب الشديد وبيفرفر يا ولداه أمامهم ويطالبون أهله بإن يبدأوا العلاج لفسفوسة في قفا هذا المريض!! مصر الآن تعاني من إصابة بالغة من الفساد وسوء الإدارة وتدهور الإنتاج وأنتم تتكلمون في طول الجونلة؟! يا سادة يا أفاضل لا يوجد خلاف علي الهوية ولا يوجد خلاف علي المادة الثانية من الدستور ولا يوجد خلاف علي النص المقدس قطعي الدلالة والثبوت. الخلاف علي أولوية الحل هل يبدأ بإن نكون ملائكة أولاً بلا أخطاء مثل سيادتكم أم الأولوية في الحل أن نكون جادين نأخذ بأسباب الدين والدنيا وإصلاح الفساد بالشفافية والمحاسبة وسوء الإدارة بآلية تداول السلطة وتدهور الإنتاج بإصلاح قانون العمل. يبدو أن البعض قد تخيل أن رجل الدعوة يمكن أن يكون رجل الدولة وهذا خطأ جسيم فلا هو رجل دعوة لتنفيره الناس مما يدعو ولا هو رجل دولة لأنه ترك مصالح الناس وانشغل بجعلهم ملائكة ونسي أن البشر هم البشر لا يمكن أن يكونوا ملائكة. سوف يستشهدون بسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأقول لسيادتهم إنها خاصية لرسول الله صلي الله عليه وسلم لا يستطيع كأنا من كان ينازعه إياها لان رب العزة وصفه بقوله تعالي: «وإنك لعلي خلق عظيم» فهل أنتم علي خلق عظيم مثل سيدنا رسول الله؟ «اتلموا بقي قبل ان ينفد الصبر ويكون الحل قاسياً مثل ذلك عندما أراد الطغاة إجباريا علي قبول ما نرفض وها أنتم تسيرون بين مساكن سابقيكم من الذين ظلموا، ولكن لأن ابن آدم خطاء لم تعتبروا ولم تفهموا ليس لأنكم أغبياء وحسب ولكن لان سيادتكم اعتبرتم أنكم المؤمنون وأن الآخرين ليسوا كذلك. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفاء منا. يحيا الشعب المصري كريماً.