أكدت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية, أن المدن الجديدة في مصر تحتوي على الآلاف من المباني المهجورة وغير مكتملة البناء والتي ساعدت في تحولها إلى مدن تسكنها الأشباح, وذلك لتواجدها في الصحارى الجرداء بعدا عن المناطق المسكونة بالمواطنين، وإن كانت هذه المدن أيضا مسكونة ولكن بالأشباح. وأشارت الشبكة إلى انزعاج المواطنين من الانتقال والإقامة في المدن الجديدة, وأبدى طلبة الجامعة الأمريكية قلقهم بعد انتقال مقر الجامعة إلي القاهرةالجديدة, التي تبعد 40 كيلومترا عن القاهرة, من صعوبة الحصول على الأمان في مثل هذه المدن الخالية التي تسكنها الأشباح. وأضافت الشبكة في تقرير لها, أن نسبة إشغال هذه المدن لا تتخطي 20%, لعدم امتلاكها الاحتياجات والخدمات الأساسية, فضلا عن عدم اكتمال المشاريع المتواجدة بها بسبب أوضاع مالية وقضايا الفساد التي دارت حول عمليات بيع الأراضي التي أنشئت عليها المدن في الفترة الأخيرة, فتباطأت عمليات البناء بها خصوصا بعد الإطاحة بالرئيس السابق. وأوضح محمد الشهيد, دكتور في العمارة والتخطيط, أن فكرة بناء أماكن مخصصة للأثرياء في هذه المدن لم تكن الأساس لبنائها, فقامت في البداية لحل أزمة السكن وبناء مشاريع إسكان جماعي للطبقات الفقيرة خلال فترة السبعينات, ولكن هذه الفكرة فشلت لعدم ملاءمتها لظروف الفقراء وبعد المسافات بينها وبين أماكن عملهم وعدم توافر المواصلات العامة. وأضاف الشهيد أنه بالرغم من أن عدد سكان هذه المدن بلغ 1,5 مليون نسمة, إلا أنها فشلت في الحد من عملية الازدحام في القاهرة, مشيرا إلي أن الطبقات التي تقدم على هذه المدن تمتلك بالفعل منازل أخرى في وسط المدينة, فيتركون هذه المنازل فارغة في معظم الأوقات, مما يجعلها عرضة لسكن الأشباح بها.