تباينت ردود أفعال مسئولون من "صناعة الدواء" بشأن وجود الأدوية "منتهية الصلاحية" بالأسواق المصرية، فضلاً عن تقاعس شركات الأدوية في سحب تلك السموم من الصيدليات، وتجاهلها مطالبات نقابة الصيادلة بالاهتمام بملف الأدوية. وكانت قد اتهمت نقابة الصيادلة، وزارة الصحة بالتهاون في إصلاح المنظومة الدوائية، ومن ثم استقالت النقيب من منصب رئيس اللجنة الاستشارية العليا للدواء بالوزارة بسبب المماطلة فى إنشاء اللجنة العليا للدواء، وحل مشكلات الأدوية منتهية الصلاحية. في هذا السياق قال الدكتور أحمد العزبي رئيس غرفة صناعة الدواء، إن تصريحات نقابة الصيادلة بخصوص تهاون وزير الصحة في حل مشكلة الدواء واهية، وليس لها أساس من الصحة، نظرًا لآن لا يوجد مشكلة في الدواء في مصر. وتابع العزبي، أن إعلان وجود دواء منتهي الصلاحية في الأسواق أحدث بلبلة كبيرة، لكن ما يحدث عكس ذلك، موضحًا أن شركات الأدوية ملتزمة بإعادة الأدوية المنتهية الصلاحية في الوقت المتفق عليه، ولا يوجد أدوية فاسدة في السوق. وأضاف العزبي أن بعض المشكلات التي تواجه الصيدليات بخصوص سحب الدواء المنتهي الصلاحية تكمن في أن هناك بعض الشركات ليس لها مصانع لتصنيع الدواء، فتلزم أحد المصانع بتصنيع تركيبة معينة ومن ثم تنتهي صلاحية التركيبة بعد تصنيعها ويأبى المصنع ارتجاع الدواء؛ لذلك تتعسر الصيدلية في ارجاع الدواء المنتهي الصلاحية. وأعلن العزبي، أن شهر 9 المقبل ستتم مراجعة كل الصيدليات، لسحب الأدوية المنتهية الصلاحية، بالإضافة إلى التفتيش عليهم لمحاسبة الخارجين عن القانون؛ حفاظا على المواطن، وسمعة الدواء المصري. ونفى الدكتور أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الدواء، وجود أزمة بسبب مرتجع الأدوية، ذاكراً أن الصيادلة لا يحتفظون بفواتير شراء الأدوية مما يسبب مشكلة كبيرة في المرتجع. وأضاف رستم، أنه لا يوجد صنف نوع معين من الأدوية منتهي الصلاحية ولكن الأصناف المنتهية الصلاحية شاملة كل أنواع الأدوية، ولا يوجد منه نوع غير منتهى الصلاحية. وتابع رستم، أن غرفة صناعة الدواء وشعبة الدواء ورابطة الموزعين اتفقوا مع الشركات على جلب هذه الأدوية وسحبها مرة أخرى ولم يتم التنفيذ؛ لأن هناك جهات غير جادة وما زالت الأزمة موجودة، وهو ما يمثل خطرًا، ولا بد من إيجاد حل لها. وأفاد نائب رئيس غرفة صناعة الدواء، بأن نقابة الصيادلة تعلم جيدا مدى العجز فى العملة الصعبة ومدى ارتباط الشركات المنتجة بجلب المواد الخام من الخارج، موضحًا أن غرفة صناعة الأدوية يهمها مثل الجهات الأخرى مصلحة المريض. ووافق الدكتور على عوف، رئيس شعبة تجارة الدواء بالغرفة التجارية، على تصريحات نقابة الصيادلة التي أكدت أن هناك الكثير من الأدوية المنتهية الصلاحية منتشرة في الأسواق، مؤكدا أن قرارها بسرعة عودة الدواء منتهى الصلاحية بدون شروط كان في غاية الأهمية. وأكد عوف، أن الشركات لا تنظر إلى حماية المريض بقدر ما تنظر إلى تحقيق أرباح مادية، لافتا إلى أن كثيرا من أصناف الدواء فى الصيدليات بها كميات كبيرة منتهية الصلاحية، وعلى رأسها أدوية الضغط، والكوليسترول، والسكر. واتهم رئيس شعبة تجارة الأدوية، الحكومة متمثلة في وزرة الصحة بالتباطؤ والتقاعس عن أداء واجبها تجاه الحفاظ على صحة المواطنين، قائلاً "إذا أصدرت الحكومة قرارًا بعودة سحب تلك الأدوية، لقامت الشركات بالتنفيذ على الفور، لكن هذا ما يؤكد تباطؤ الحكومة ممثلة فى وزارة الصحة".