أشارت شبكة "بى. بي. سى" الإخبارية إلى أن هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة بشأن الثورات التى اجتاحت البلدان العربية هذا العام، بما في ذلك تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين والمغرب. وقالت الشبكة إن ما يسمى بالربيع العربى أشبه بالكيان الأسطوري، وهناك مفهوم خاطئ لدى البعض فيما يتعلق بأن الربيع العربي كيان واحد ومتشابه فى البلدان المختلفة. والحقيقة أن هناك اختلافا من بلد إلى آخر وكل له ظروفه وطابعه الخاص، فهناك الكثير من المشاعر بين الإحباط والأمل من تلك الشعوب، ومازال الوقت مبكرا للحكم على هذا الربيع وتعميم كلمة الربيع العربى. ومن ضمن تلك المفاهيم مفهوم "الديموقراطية" الذى نجده تحقق فى تونس بشكل حقيقي، بينما على الجانب الآخر مازالت مصر تشهد احتجاجات مستمرة تطالب بتحقيق الديمقراطية والحرية بالشكل المنشود. وقد تخلصت ليبيا من حاكمها ولكن المجلس الوطني يتملص من الدور المنوط به. وأما عن الوضع فى اليمن، أشارت الشبكة إلى احتدام الصراع على السلطة بالرغم من موافقة الرئيس "على عبد الله صالح" على التنحي، ومازال النظام السوري متشبسا بالسلطة، وبالتالى فإن الديمقراطية تتعثر فى هذه البلدان. وفى المغرب أجريت الانتخابات البرلمانية وفاز حزب العدالة والتنمية الإسلامى وتم تعيين أول رئيس وزراء للمغرب بمرجعية إسلامية، إلا أن الإصلاحات التى أقرها الملك المغربى "محمد السادس" غير مقنعة للكثيرين. وأشارت الشبكة إلى أن جيل الفيسبوك هو الذى أطلق شرارة ثورات الربيع العربي ولكنه أدرك أنه ليس المستفيد من تلك الثورات. ورأت "بى بى سى" أن هناك سوء فهم لسيطرة الإسلاميين على السياسة فى العالم العربى، فهؤلاء الإسلاميون استفادوا من أخطاء الماضي. واشارت إلى أنه لا خطر على الطبقة الوسطى من الإسلاميين، كما أنهم لن يستغنوا عن الغرب حيث يعتمدون عليه فى قطاعي التجارة والسياحة. أما الاعتقاد السائد أن فلسطين لم تعد تهم الكثير من المصريين، فلا أساس له من الصحة، والدليل الهجوم على السفارة الإسرائيلية بالقاهرة فى سبتمبر الماضي وهو ما يؤكد استمرار عداء المصريين لأمريكا وإسرائيل. كما أن انتخاب الشعوب العربية لحكوماتهم يعكس إرادتهم الحرة، وينفى الاعتقاد السائد بأن الغرب هو من يتحكم فى تحديد مصير العرب.