عادت السلطات البريطانية إلى ممارسة لعبة خلط الحقائق بالمواد المغلوطة والمزيفة لممارسة الضغوط على مصر. نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية، أمس، تصريحات لمحامٍ فرنسى يحمل توكيلاً عن بعض أسر ضحايا حادث طائرة مصر للطيران التى سقطت فى البحر المتوسط فى 19 مايو الماضى. لم تتضمن تصريحات المحامى الفرنسى أى جديد، ولكن الصحيفة البريطانية القريبة من دوائر صناعة القرار وأجهزة المخابرات البريطانية نشرتها تحت عنوان مثير. قال عنوان صحيفة «تايمز» البريطانية، «مخاوف من التستر حول تحطم طائرة مصر للطيران». وتعنى كلمة التستر المستخدمة فى مانشيت الجريدة البريطانية، أنها «محاولة لمنع الأشخاص من اكتشاف الحقيقة فى جريمة خطيرة أو خطأ فادح». وأشارت صحيفة «تايمز» البريطانية إلى أن الحكومة المصرية لم تستجب لطلبات شرطة النقل الفرنسية التى تساعد على التحقيق فى حادث طائرة مصر للطيران التى سقطت فى البحر المتوسط فى 19 مايو الماضى. ونوهت بأن القاهرة لم تكشف عن سجلات صيانة الطائرة، موضحة أن هناك مخاوف من أن مصر لا تود تسليم هذه المعلومات. ونقلت الصحيفة البريطانية تصريحات أدلى بها المحامى الفرنسى سبستيان بيزي، محامى 19 عائلة لضحايا الطائرة المصرية المنكوبة، لجريدة فرنسية قال فيها، إن الطائرة تلقت تحذيرات بشأن حريق قبل إقلاعها من باريس إلى القاهرة. وأضاف: «النظام الآلى للبيانات نقل تنبيهاً لفريق الصيانة المصرى عبر أجهزة إنذار الدخان، إلا أن الطائرة سمح لها بالإقلاع فى رحلة ليلية والعودة إلى مصر». وتابع «بيزي»، الذى يعمل محامياً مع الاتحاد الوطنى الفرنسى لضحايا الهجمات والحوادث الجماعية، إن «التحقيق المبدئى أكد وجود أخطاء تقنية سبقت الرحلة، يفترض أن الخطوط المصرية كانت على علم بها». ومضت الصحيفة تقول، «يبدى المحققون الفرنسيون والأمريكيون المشاركون فى التحقيق، استياءهم من غياب الشفافية فى القاهرة». ونقلت عن أحد المصادر قوله «إنهم يضربون رأسنا بالجدار». ولفتت إلى أن صبر فرنسا نفد إلى حد أن وزير الخارجية الفرنسي جين مارك إيرولت صرح علانية بأن عائلات الضحايا لا تزال تنتظر إجابات. الجدير بالذكر، أن فرنسا تتحمل جزءاً كبيراً فى كارثة سقوط الطائرة؛ لأنها من تصنيع شركة «إيرباص»، ومقرها فى تولوز الفرنسية، حيث تم تصنيع الطائرة المنكوبة عام 2003، بالإضافة إلى أن مكان إقلاع الطائرة فى رحلتها الأخيرة كان باريس.