بدأ عدد من أولياء الأمور بحجز الدروس الخصوصية لأبنائهم قبل حلول العام الدراسى الجديد بمسافة شهرين تقريبا، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات على رأسها كيف يحارب الأولياء غلاء الدروس الخصوصية وبنفس الوقت يتسارعون على حجزها اعتقادا منهم أنها طوق النجاة الذى يحدد مستقبل أولادهم. ومن جانبه، أكد عدد من خبراء التعليم، أن محاربة الدروس الخصوصية تكمن في وضع خطة تنموية شاملة لرقى التعليم بمصر أمام طاولة البرلمان للتصديق عليها والبدء فى اقتلاع المشكلة من جذورها. قال أحمد النمر الخبير التربوى، إن مشكلة الدروس الخصوصية ليست وليدة اللحظة ولا يمكن حلها إلا من خلال وضع خطة تنموية شاملة للمدارس بوجه عام لدراسة جذور الموضوع وإيجاد حلول فعلية تطبق على أرض الواقع ليس كلام على ورق، لافتا إلى أن التعليم ثقافة مجتمع بأكلمه ولا يقتصر على مدرس أو طالب وولى أمره. وطالب النمر فى تصريحات ل"بوابة الوفد" السبت، وزارة التربية والتعليم بوضع خطة شاملة للرقى بمستوى التعليم ومكافحة الدروس الخصوصية ومن ثَمّ وضعها على طاولة البرلمان للتصديق عليها، موضحا أن المدرسين وأولياء الأمور مخطئون على حد سواء فى انتشار الدورس الخصوصية كونهما يرون أنه لاغنى عنها واعتبارها طوق نجاة لمستقبل الطلاب. وتابع الخبير التربوى، أن الطالب ليس لديه الوعى بأهمية الحضور للمدرسة لذلك لا يهتم المدرس بالشرح الوافى لطلابه، لافتا للمحاولة الفاشلة لوزارة التعليم حال وضعها نسبة ال10% لإرغام طلاب الثانوية على الحضور. وفى نفس السياق، قال كمال مغيث الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، إن الدروس الخصوصية ظاهرة طبيعية أعتاد أولياء الأمور علي فعلها لإحتياجهم الشديد إليها، على الرغم من أنها تعد عائق و عبئ مادي على الأسرة، مؤكدًا على أن تقصير المدرس في الفصل نتيجة فشل إدارة المدرسة في الإشراف علي المعُلمين. وأضاف مغيث، أن النظام التعليمي المُتبع الآن فاشل يعتمد على الحفظ و التلقين، كما ان الجميع يسعى للحصول علي مجموع عالى لأن أماكن الطلبه في الجامعات محدودة و الفرصة ضعيفه في الألتحاق بكليات القمة. ولفت الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، أن علاج الظاهرة يتمثل في رفع رواتب المعلمين و توفير كل السبل لراحتهم ماديًا و نفسيًا من أجل أن يعطي مالديها من خبرة في المدرسة الذي ينتمي لها، مضيفًا أن علي المدرس إعطاء الدرجات للتلميذ علي مدار العام ولايقتصر على درجات الأمتحان فقط و تغير أسلوب التعليم فالأفضل أن يعتمد علي المناقشه و الأبداع و ليس علي الحفظ، وعلي الجامعات توسيع الفرص و الأماكن للإلتحاق بها. ومن جانبه، أوضح رضا أبو سريع مساعد أول وزير التربية والتعليم سابقًا، أن الإعتقاد السائد لدى أولياء الأمور أن الدروس الخصوصية هي من تتحكم فى مستقبل أولادهم سوء بالنجاح أو الفشل لذلك أصبحو يتسرعون حول المدرسين، مشيرًة إلي أن السبب في التفكير المسيطر على الأهالي هو نظام الأمتحان الفاقد لكل معاني الإبداع و الإبتكار. وأشار أبوسريع، إلى أن تغيير نظام التعليم الذي يعتمد علي الحفظ و ملئ ورقة الإجابة هو الحل الوحيد و الأمثل للقضاء علي الدروس الخصوصية بشكل كبير.