صرح الدكتور قدري السعيد، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي، والمدير التنفيذي للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، بأن هناك مفاجأة سارة للمصريين، وهي انخفاض أعداد المصابين بمرض فيروس سي إلى أقل من 4 ملايين مريض. وأضاف قدري السعيد، في مداخلة هاتفية له ببرنامج "صباح دريم"، إن فيروس سي يمثل كابوسًا للمصريين، ومنتشر في البلاد منذ 1960 نتيجة غياب الوعي، حيث انتشر في ذلك الوقت مرض البلهارسيا، وتم أخذ الحقن من دون غليها في المياه، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بفيروس سي. وأوضح السعيد، أن هناك دراسة صدرت عام 2008، كشفت أن نسبة الأجسام المضادة لمرض فيروس سي 15%، ونسبة الفيروس الفعلية 9.8%، وآخر تحديث للإحصائية صدر في عام 2015، حيث وصلت نسبة الأجسام المضادة إلى 6%، ونسبة الإصابة بالفيروس 4.5%. وأشار إلى أنه قبل عام 2006، لم يكن فيروس سي على أولوية اهتمام الدولة والمنظومة الصحية، إلى أن صدر قرار وزارة الصحة بإنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، التي بدأت وضع خطة علمية لمعرفة حجم المرض، وإجراء الأبحاث ووضع البروتوكولات العلاجية وتدريب الأطباء، ثم وضع خطة علاجية لإنشاء البنية التحتية لمراكز علاج فيروس سي على مستوى مصر. وتابع، أنه خلال عام 2007، تم دخول عقار "الانترفيرون" وكان يمثل عبئًا على المريض والدولة، إلى أن حدثت الثورة في 2013 بدخول الأدوية الحديثة ممثلة في "السوفالدي". ولفت إلى أنه من 2007 وحتى 2014، تم تجهيز البنية التحتية عن طريق تجهيز المراكز حيث تم افتتاح نحو 26 مركزًا، ازدادت إلى 42 مركزًا ثم 56 مركزًا، وتم إنشاء شبكة ربط المراكز العلاجية لعمل نوع من التكامل، فضلًا عن إنشاء موقع على "الإنترنت" للتسجيل، ثم تم إعداد بروتوكولات علاجية تتناسب مع المريض، إلى أن جاءت القفزة في 2014، ونجحت وزارة الصحة واللجنة القومية في التفاوض مع الشركة المنتجة لعلاج "السوفالدي" لتخفيض سعره بنسبة 1% من السعر العالمي.