رفضت محكمة التحكيم الرياضية طعناً من روسيا ضد استبعاد متسابقيها فى ألعاب القوى من أولمبياد ريو دى جانيرو التى تبدأ مطلع شهر أغسطس المقبل وهو ما أدى لإدانة سريعة وغاضبة من موسكو. ويزيد القرار من احتمال أن تختار اللجنة الأولمبية الدولية حالياً إيقاف روسيا بشكل كامل عن كل الرياضات فى «ريو 2016»، وليس فقط ألعاب القوى. وقد يسبب ذلك أعمق أزمة فى الحركة الأولمبية منذ المقاطعات الأمريكية والسوفييتية فى ثمانينات القرن الماضى وستمثل ضربة قاصمة لدولة تفتخر بوضعها كقوة رياضية عالمية. وساندت المحكمة - وهى أعلى سلطة رياضية- حق الاتحاد الدولى لألعاب القوى فى إيقاف الاتحاد الروسى.. حيث أعلنت فى بيانها أن محكمة التحكيم الرياضية ترفض الطعون المقدمة من اللجنة الأولمبية الروسية وتقرر وقف 68 رياضياً روسياً. من جانبه، قال رئيس البعثة الروسية فى أولمبياد ريو إن القرار يخلو من أى منطق.. بينما وصفته إيلينا ايسنباييفا الفائزة بذهبيتين أولمبيتين فى القفز بالزانة بأنه «جنازة لألعاب القوى». كما أعرب ديمترى بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين الروسى عن أسفه لهذا القرار الذى أصدرته محكمة التحكيم الرياضية والذى يشير إلى كل متسابقينا بعدم النزاهة.. وقال بيسكوف: لا يمكن تقبل مبدأ المسئولية الجماعية أو العقاب الشامل لكل الرياضة الروسية صاحبة التاريخ الطويل. من ناحيتها، تجادل روسيا بأنها اتخذت خطوات لتنقية الرياضة وبأن الإيقاف الشامل سيكون ظالماً للرياضيين الذين لم يتورطوا فى استخدام المنشطات. وفسر مسئولون روس هذه المزاعم المرتبطة بالمنشطات بأنها جزء من مؤامرة الحكومات الغربية التى تخشى نفوذ موسكو المتنامى فى المحافل الدولية.. وهو ما وصفته وزارة الخارجية الروسية.. التى أعلنت فى بيان لها أن قرار المحكمة يعتبر جريمة ضد الرياضة. وقال فيتالى موتكو، وزير الرياضة الروسى فى كلمة عرضتها المحطات التلفزيونية الحكومية فى روسيا إنه بهذا القرار تكون المحكمة انتهكت بوضوح حقوق الرياضيين الشرفاء، مشيراً إلى أنه سيدرس الخطوات التى يمكن اتخاذها فى ضوء قرار المحكمة وإنه لا يمكن ترك الأمور بهذا الشكل. وأكد أن الكرة الآن فى ملعب اللجنة الأولمبية الدولية لتقرر ما إذا كان يجب استبعاد روسيا من كل الرياضات فى أولمبياد ريو التى تبدأ فى الخامس من أغسطس المقبل. وازدادت الضغوط على اللجنة الأولمبية الدولية لاتخاذ مثل هذه الخطوة هذا الأسبوع بعدما كشف تقرير آخر أعدته الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عن استخدام ممنهج وواسع النطاق للمواد المحفزة للأداء من جانب المتسابقين الروس قبل وأثناء أولمبياد سوتشى الشتوى 2014. وناقشت اللجنة التنفيذية التابعة للجنة الأولمبية الدولية بالفعل هذه المسألة الحرجة، وعلى رغم أنها أدانت الأنشطة وبدأت إجراءات انضباطية ضد المتورطين فيها فإنها أجلت أى إعلان عن إيقاف شامل لحين الحصول على استشارة قانونية ومعرفة قرار محكمة التحكيم الرياضية.. ومن المتوقع أن تتخذ اللجنة الأولمبية الدولية قرارها النهائى غداً الأحد. على الجانب الآخر، قال الاتحاد الدولى لألعاب القوى إنه سعيد بأن المحكمة الرياضية أيدت الإيقاف الذى فرضه.. وهو ما أكده أيضًا سيباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولى، حيث قال إن اللعبة وجدت دعماً فى تنفيذ اللوائح وميثاق مكافحة المنشطات.