واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم، محاولاته لغسيل سمعته القذرة بعد إبادة المدنيين الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم. اصطنع وزير الدفاع الإسرائيلي المتطرف أفيجدور ليبرمان خلافاً مع إذاعة الجيش بعد بثها برنامجًا عن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وتم نشر تفاصيل الخلاف فوراً رغم أنها تندرج تحت بند السرية إذا كانت حقيقية في محاولة لإظهار المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بمظهر ديمقراطي. واستدعى وزير الجيش الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان مدير إذاعة الجيش يورام ديكيل للتنديد ببث الإذاعة برنامجا عن الشاعر الفلسطيني، الذي يعد أحد أبرز الشعراء الفلسطينيين والعرب في العصر الحديث، وارتبطت شهرته لفترة طويلة بحركة المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل. وبثت الحلقة عن درويش، الذي يعد أحد أهم شعراء العالم العربي، في إطار برنامج للجامعة المفتوحة في إسرائيل، وهي مؤسسة للتعليم عن بعد. وقال ليبرمان في بيان أصدره الجيش الإسرائيلي «إنها مسألة خطيرة تتعلق بشخص كتب نصوصا ضد الصهيونية، ويتم استخدامها حتى الآن لتشجيع الأعمال «الإرهابية» ضد إسرائيل». وتابع البيان «من الواضح أن هناك خطأ ولا يمكننا السماح بتجاهله»، مشيرًا إلى أن ليبرمان استدعى مدير الإذاعة العسكرية يورام ديكيل للحصول على «توضيحات». ودافعت إدارة إذاعة الجيش في بيان عن البرنامج مؤكدة أن «الانفتاح على الجامعات والحرية في أوساط الأكاديميين يلزمنا إفساح المجال أمام المستمعين لإثراء أفكارهم». وكان ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني القومي المتشدد، تولى حقيبة الدفاع أواخر مايو الماضي، وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن ليبرمان يفكر في إغلاق الإذاعة بسبب توجهاتها التي يعتبرها «يسارية» جدا. ويعتبر "درويش" أحد أهم الشعراء الفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، ويطلق عليه لقب «شاعر المقاومة»، وقد أسهم في تطوير الشعر العربي من خلال مزجه بين الحب والوطنية. كما صاغ وثيقة الاستقلال الوطني الفلسطيني التي أعلنتها منظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 في الجزائر. وينظر العديد من الفلسطينيين إلي المتاجرة الإسرائيلية بمحمود درويش على أنها محاولة للنيل من مكانته في قلوبهم.