أثارت تصريحات الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، التى أكد خلالها عدم التزام بعض نواب الشعب تحت قبة البرلمان، بقوله إن البعض منهم لم يحضر الجلسات منذ 3 أشهر، غضب واستياء الأوساط السياسية. وجاءت تصريحاته في الجلسة المسائية للبرلمان بالأمس، وذلك بعد فشل المجلس في استكمال مناقشة قانون الخدمة المدنية، لعدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة. وتوعد عبد العال النواب متكرري التغيب عن الجلسات، مؤكدًا أنه سيلجأ إلى تطبيق اللائحة الداخلية للمجلس عليهم وسيتم إرسال إنذار إليهم، ومن ثم نشر أسمائهم بوسائل الإعلام. وأرجع السياسيون ظاهرة غياب النواب عن حضور الجلسات إلى غياب عامل الخبرة لدى النواب وعدم استعدادهم الشخصى لممارسة واجبات النيابة، إضافة إلى أن بعضهم دخل البرلمان من أجل الحصانة والوجاهة الاجتماعية. وأكدوا في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، ضرورة تفعيل دور البرلمان الرقابى، من خلال ممارسة النواب لحقهم فى استخدام الأدوات الرقابية مثل السؤال والبيان العاجل وطلب الإحاطة والاستجواب، مع تأهيل النواب لأداء مهام عملهم. وفي هذا الصدد، اعتبر مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أن تغيب النائب عن حضور جلسات البرلمان بمثابة الخداع والخيانة لناخبيه، لأنه من المفترض وجوده تحت قبة البرلمان لتمثيل قضايا وهموم ومشكلات دائرته، وبالتالى عليه الحضور لممارسة حقوقه وعرض أطروحاته لحلها. وأوضح أن ظاهرة غياب النواب عن الجلسات يرجع إلى أن بعضهم دخل البرلمان من باب الوجاهة الإجتماعية لأغراض شخصية ومن أجل تحصين ذاته وممتلكاته وليس من أولوياته مناثشة القوانين وسن التشريعات. وأشار غباشي، إلى أن البعض الأخر من النواب يتغيب عن الجلسات لأنه يرى أن حضوره مثل عدمه، مؤكدًا على ضرورة أن يبحث البرلمان عن حلول لمعالجة تلك الظاهرة حتى يدرك النائب أنه لا يمثل شخصه بل وجوده تحت القبة لتمثيل دائرته ودولته. واستنكر ناجي الشهابي، البرلماني السابق، ورئيس حزب الجيل الديمقراطي، غياب وتزويغ النواب من حضور الجلسات، مشيرًا إلى أن تلك الظاهرة ارتبطت بالبرلمان المصرى فى العقود الأربعة الأخيرة ولكنها زادت بشكل غير مقبول فى هذا البرلمان لدرجة تعدت كل البرلمانات السابقة. وعدد أسباب غياب وراء غياب النواب عن حضور الجلسات في الأتى؛ أولها طريقة الدكتور على عبد العال للجلسات الذى يعامل النواب كأنهم تلاميذ، بالإضافة إلي غياب البرلمان عن مناقشة القضايا الجماهيرية التى تهم المجتمع. وتابع الشهابي، أن غياب عامل الخبرة لدى النواب وعدم استعدادهم الشخصى لممارسة واجبات النيابة عن الشعب وراء عدم حضور النواب، معتبرًا كذلك أن غياب البث المباشر للجلسات له علاقة مباشرة بتلك الظاهرة، على اعتبار أنه كان بمثابة رقابة شعبية على حضور النواب وأدائهم وممارساتهم لمهام العضوية. وأكد أن معالجة ظاهرة غياب النواب تكون بتلافي الأسباب السابقة وتفعيل رئيس المجلس لدوره الرقابى من خلال ممارسة النواب لحقهم فى استخدام الأدوات الرقابية مثل السؤال والبيان العاجل وطلب الإحاطة والاستجواب، وذلك مع عقد دورات تدريبية للنواب عن كيفية قيامهم بمهام العضوية ، وإعادة بث الجلسات مباشرة. وقال أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هذه الظاهرة توضح أننا أمام أزمة كبيرة، وأن بعض النواب ترشحوا للبرلمان من أجل "الشو الإعلامى" والحصول على الحصانة، كما أن البعض لديهم شعور بأن وجودهم لا تأثير له وأنهم مجرد تكملة للصورة، وهو ما تتحمله الحكومة والنظام. وذكر أن بعض النواب غير مؤهلين على ممارسة عملهم التشريعي وغير قادرين إلا أن يكون دورهم سلبي، معتبرًا أن حديث عبد العال عن تطبيق اللائحة الخاصة بالبرلمان بشأن غياب النواب لن يكون لها تأثير على معالجتها، لأنه سبق وهدد بها ولم يتغير شيء.