ودع الوسط الكروي، منذ قليل، أحد رموز الرياضة المصرية، وأعلام النادي الأهلي، برحيل أسطورته اللاعب «طارق سليم»، عن عمر ناهز ال 79 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، داخل مستشفى الأنجلو أمريكان بالقاهرة. ونعى النادي الأهلي لاعبه الراحل في بيان له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قائلًا: «ننعي بكل حزن وآسى أحد رموز القلعه الحمراء كابتن طارق سليم الذي وافته المنية». ونعى المعلق الرياضي، أحمد شوبير، لاعب الأهلي السابق، شقيق المايسترو صالح سليم رئيس النادي الأهلي، في تدوينة له قال فيها: «وفاة طارق سليم إنا لله وإنا إليه راجعون». «بداية طارق سليم» ولد طارق سليم عام 1937، وسط عائلة رياضية، حيث كان الشقيق الأصغر للراحل صالح سليم، لاعب النادي الأهلي، ومنتخب مصر، ورئيس القلعة الحمراء، وعبد الوهاب سليم، لاعب النادي الأهلي. كان أول حلم راوده في شبابه، هو أن يصبح طيار، وعندما تخرج من مدرسة السعيدية الثانوية، تقدم للالتحاق بالكلية الجوية، وخاض اختباراتها التي وقفت له بالمرصاد، وأعلنت رسوبه في الاختبار النفسي؛ بسبب أن ثقته في نفسه زيادة عن اللازم. ولكنه لم ييأس ودخل كلية التجارة، وبعدها تقدم للالتحاق بالكلية الحربية ونجح في ذلك، إلا أنه تقدم باستقالته منها بعد بضعة شهور، ثم التحق بمعهد مصر للطيران إلى أن حصل على شارة طيار. «انضمامه للنادي الأهلي» وطوال هذه الفترة، ظل حلم الانضمام للنادي الأهلي يرادوه، حيث حاول «سليم الانضمام إليه ألا أن والده رفض، هو الأمر الذي حكى عنه في إحد لقاءاته القديمة، قائلًا: «كان عمري 11 سنة وعندما أبلغت أبي الدكتور محمد سليم رحمه الله فأجاب كفاية صالح وعبد الوهاب في الأهلي، حاول تفكر كويس». ألا أنه نجح في إقناعنه، وجاء انضمامه إلى النادي الأحمر، بعد أن اكتشفه حسين كامل، كشاف النادي الأهلي الشهير، لفريق الناشئين، وسرعان مع اندمج مع زملاءه وتألق وأثبت جراءة كبيرة، فتدرج حتي تم تصعيده للفريق الأول عام 1954 بناء علي تعليمات مدرب النادي الأهلي آنذاك مختار التتش. «انضمامه إلى الفراعنة» كان يلعب طارق سليم في مركزي الظهير الأيمن والأيسر، حيث كان يتمتع بالتصويبات القوية، وكان من أفضل لاعبي الأهلي، وتألق مع الفريق الأول، الأمر الذي دفع المدير الفني للفراعنة لضمه عام 1956، وخاض أول مباراة أمام فريق السويس ليحرز هدفين، ويخرج فريقه رابحًا بأربع أهداف مقابل لا شيء. «مناصبه وبطولاته في الأهلي» وتولى الراحل «سليم» منصب مدير الكرة بالفريق الأول، في أكثر من مرحلة بدأت عام 1987، وكان مدير كرة يشهد له بالكفاءة، وظل يخدم النادي حتي بعد وفاة أخاه صالح سليم. قاد الأهلي طوال مسيرته الكروية الناجحة، إلى 14 بطولة متنوعة، منها 7 من الدوري المصري، و5 كأس مصر، وبطولة الجمهورية العربية المتحدة، وبطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1959. شارك مع المنتخب في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1960 التي أقيمت بالعاصمة الإيطالية روما، كما شارك في بطولة البحر الأبيض المتوسط وكأس العالم العسكري. «اعتزاله» أعلن اعتزاله عام 1967، بعد 17 عامًا بقمص النادي الأهلي، وإتجه بعض الوقت إلى العمل الإداري في النادي، ثم عاد إلى مهنته الأصلية كطيار حتي أصبح كبير الطيارين خلال عملة في الشركة الوطنية للطيران.