انتهى الانقلاب العسكري في تركيا خلال 6 ساعات، وظلت تبعاته ومخاطره، لاسيما تلك التي تخص المسئول عن قيادة الحركة الانقلابية داخل الجيش التركي، ودفعهم إلى محاولة السيطرة على مؤسسات الدولة، وإعلان سقوط شرعية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي استطاع قلب الموازين كلها بمناداته للشعب التركي لمساندته، وتلبية الجماهير النداء. أصابع الاتهام وفقًا لوسائل الإعلام التركية، لم تُخرج مسؤلية هذه المحاولة الانقلابية عن اثنين، الأول هو الزعيم التركي الصوفي «عبدالله كولن»، الذي تحول خلال السنوات الماضية من صديق مُقرب لأردوغان إلى عدوه اللدود، والثاني هو العقيد «محرم كوسا»، مستشار رئيس أركان الجيش التركي. «من هو كولن»؟ أشارت أصابع الاتهام إلى «كولن»، بعدما اتهمه أردوغان بترتيب وهندسة الانقلاب، حيث إنه زعيم «الحركة الموازية» لخدمة تركيا، الذي وعد قبل 17 عامًا من الآن، خلال تواجده في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بتغيير النظام التركي. بدأ «فتح الله» حياته مُفكر صوفي وروحاني، حيث عين وهو في ال20 من عمره، إمام جامع في مدينة درنة الليبية، ثم انطلق بعمله الدعوي إلى مدينة إزمير، ليشتهر فيها ك واعظ، وداخل جوامع غرب الأناضول، وبدأ في إلقاء المحاضرات العلمية والدينية. دخل في أروقة السياسة التركية بعدما تزعم حركة الخدمة «الكولونية» التركية، التي لقت انتشارًا واسعًا في تركيا، بسبب انحيازها إلى فكرة قومية الدولة التركية، في مواجهة فكرة استعادة أمجاد الدولة العثمانية. عُرف بأنه العدو اللدود للرئيس التركي، وحزبه العدالة والتنمية، الذي داوم على انتقاده، واشتد الصراع بينهما خلال عام 2010، وتطور إلى حد لجوء «فتح كولن» سياسيًا إلى أمريكا، ليأخذ الصراع بعدًا جديدًا، بمحاولة انقلاب الجيش التركي على حكومة أردوغان آنذاك. وكان لحركة «كولن» دور في توثيق العداء بينه وبين الرئيس التركي، بسبب مناصرة الملايين لها، واعتبار الحكومة التركية لها أنها إرهابية؛ بسبب معارضتها لأردوغان وتكوينها ما يسمى ب"الكيان الموازي" الذى يضم عاملين في السلكين القضائي والأمنى، بهدف تقويض وإسقاط الحكومة التركية. وخلال العام التالي قام الرئيس التركي بإغلاق مجموعة من المؤسسات التعليمية التي يديرها كولن وصلت إلى 4000 مدرسة حول العالم؛ بحجة الإصلاح التعليمى داخل البلاد. وأكد وقتها أردوغان، أن الأمر يتعلق بإلغاء نظام تعليم غير شرعي لا يفيد إلا أولاد العائلات الثرية في المدن الكبرى ويقحم الأولاد في منافسة حامية. وسبق وأصدرت محكمة الصلح الجزائية الأولى في اسطنبول، قرارًا بإلقاء القبض عليه، في إطار تحقيقاتها مع عناصر الكيان الموازي، واتهمه القضاء وقتها بإنشاء جماعات داخل الإعلام والقضاء والجيش، ومحاولته التغلغل داخل كل من القضاء والشرطة. «من هو محرم كوسا»؟ وتضاربت الأنباء بشأون كون «كوسا» هو المخطط لانقلاب تركيا، أو كونه مجرد أداة استخدمها «كولن» لدفع هذه الحركة الانقلابية، حيث إنه عقيد سابق في القوات المسلحة التركية ومستشار رئيس أركان الجيش، وأكدت بعض وسائل الغعلام التركية أنه يؤيد عدو أردوغان الأول «كولن». اشتبه أنه قائد لمحاولة الانقلاب في تركيا، كما اشتبه أنه من أسس مجلس السلام الذي اُعلن عنه في بيان بالتليفزيون التركي؛ من أجل أن تكون الهيئة الحاكمة في البلد. وقف مجموعة من العسكريين إلى بجانب «كوسا»، مثل العقيد «محمد أوغوز أققوش»، والرائد أركان «أغين»، والمقدم «دوغان أويصال». وبحسب بعض القنوات الدولية ووسائل الإعلام التركية، تم القبض على قائد الانقلاب العقيد «كوسا» وبعض الجنود الموالين له في المطار الدولي وفي عدة أماكن أخرى.