القصاص ..لا اريد سوى القصاص لابنى مصطفى الذى ذهبت روحه الى بارئها بلا ذنب اقترفه بلا مبر سوى لانه مصريا روحه رخيصه عند حكامه الذين استحلوا دمائه بلا رحمة او هواده.. كانت تلك الكلمات تخرج من بين شفتى والدة الشهيد المهندس مصطفى عمر بيومى الذى لم يتجاوز الثانية والثلاثون من عمره والذى أزهقت روحه بلا رحمة ليلقى ربه على يد رجال العيسوى بعد ان اخترقت صدره ورقبته رصاصتين فتكت به فى الحال ليموت مبتسما . بصعوبة بالغة كانت الام المكلومة تبكى ..تصرخ تبكى..حتى انهارت قواها ..كانت تردد عبارة ..ربنا على الظالم ..منهم لله اللى عملوا كده فى ابنى سيبونى عليهم وانا اقتلهم ..هقطعهم بسنانى ..حسبنا الله ونعم الوكيل ..مع السلامة يا مصطفى ..مش هشوفك تانى يا ابنى ..منهم لله اللى اللى قتلوك .. اجهشت فى البكاء قائلة ابنى كان طيب القلب .محبوب بين زملائه رقيق المشاعر لايعرف الكراهية لوطنه ولم يكن يوما بلطجيا او مخالفا لقانون وطنه الذى كان يعشقه كان يحلم بالاستقرار لمصر ولكنه لن يستطيع ان يشارك فى ذلك فقد لقى ربه وذهب بلا عوده ليذهب معه حلمه الذى طالما كان يحلم به كان يخطط للسفر للسعودية، ولكنه ذهب فى رحلة بلا عوده رحلة الموت ليتركنا حزانى من بعده ليترك شقيقه وشقيقتيه تبكيان ليل نهار لفراقه ليترك والده ليصارع الم الفراق وكانت مديمة بنها . وقد ودعت مساء الاثنين فى جو أتشح بسواد الفراق والحزن على الوطن وشهدائه جثمان الشهيد المهندس مصطفى عمر بيومى الذى راح ضحية اشتباكات ميدان التحرير بعد ان تلقى رصاصتين فى صدره ورقبته أودت بحياته فى الحال أثناء عودته من مقابلة شخصية بأحدى شركات الحاق العمالة بالخارج بميدان المساحة وفاجأته رصاصتين غادرتين استقرتا فى رقبته وصدره اثنا عودته سيرا على الاقدام من احدى شركات الحاق العمالة بالخارج لاجراء مقابلة تقرر خلالها توقيع عقد للسفر الى السعودية ولكنه لم ينجح فى السفر الى هناك فقد سافر بسرعة الى ربه . وبكلمات يملؤها الحزن والاسى أكد عمر السيد بيومى المدير العام السابق بالتربية والتعليم والد الشهيد ان نجله الشهيد مصطفى يبلغ من العمر 32عاما يعمل مهندسا للديكور بعد تخرجه من كلية الفنون التطبيقية منذ 8 سنوات ظل خلالها يبحث عن عمل داخل مصر حتى يتزوج ويستقر فى حياته حتى سافر المملكة العربية السعودية مكث خلالها عدة سنوات حتى انتهى عقده بالشركة التى يعمل بها وعاد ليبدأ رحلة جديدة من البحث عن العمل حتى انتهى عمره عقب مقابلة شخصية باحدى الشركات لتوظيف العمالة بالخارج ليلقى مصرعه فى الحال اثناء عودته من مكان المقابلة سيرا على قدمه بسبب صعوبة المواصلات باتجاه الميدان . اما شقيقه محمود والذى يعمل محاسبا ببنك التنمية والائتمان الزراعى فقال فوجئنا باتصال من الشركة التى اجرى المقابلة بها تفيد بوفاة شقيقى مصطفى وانه تم نقله لمشرحة زينهم ونزل علينا الخبر كالصاعقة وعلمنا انه تم الاستدلال على شخصيته من خلال ما تركه اللصوص فى جيبه وهو عبارة عن ورقة مدون بها هاتف الشركة التى تركها قبل وفاته بنصف ساعة وانفعل باكيا لن: نترك حق مصطفى يضيع هباءا واين المجلس العسكرى الذى يتشدق بالديمقراطية وانه حامى الثورة واين الحكومة الضعيفة التى تركت الامور حتى وصلت الى تلك الحال وترتب عليها تقاتل وتناحر ابناء الشعب الواحد على كعكة البرلمان والدستور. واستغل عددا من المرشحين الحدث وتواجد عددا كبيرا منهم بالسرادق لتقديم واجب العزاء لاسرة الشهيد كشكل من اشكال الدعايا الانتخابية .