يبدو أن المصادفة قررت أن تلعب دورًا كبيرًا في تحديد الدول التي تقيم صلاة عيد الفطر سويًا هذا العام، حيث جمعت الصلاة اليوم دولتين تربطهما علاقة أشبه ب"القط والفار"، فأحيانًا تكون العلاقات جيدة ووثيقة ويتفقان في آرائهما سوياً، بينما أحيانًا أخرى يبدوان كما لو أن كلًا منهما عدو لدود للآخر، والحديث هنا عن "روسيا" و"تركيا". ومن الواضح أن العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة بدأت تتجه نحو التحسن، وذلك عقب الأزمة الأخيرة التي نشبت بينهما الخاصة بإسقاط الجانب التركي مروحية عسكرية روسية، ويبدو أن توافق العيد بين البلدين جاء ليزيد من ذلك التحسن والتقرب بينهما، بل إنه يمكن أن يكون أداة تركية لاسترضاء روسيا، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عقب صلاة العيد اليوم. وأكد أردوغان، في تصريحات صحفية عقب أدائه صلاة العيد، اليوم باسطنبول، أنه يأمل أن يكون هناك اجتماع مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أواخر الشهر الجاري أو خلال الشهر المقبل، فيما أشار إلى طبيعة عملية التطبيع التي قام بها أخيرًا مع إسرائيل وروسيا، وتعهد الرئيس التركي ب"توسيع دائرة السلام" في المنطقة بواسطة الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات مع دول الجوار وخارج المنطقة. وأضاف أردوغان في رسالة أخرى إلى الأمة، مساء أمس الاثنين، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك: "إننا سنتجاوز عملية التحول العالمية بنجاح وسنخرج منها أقوياء. إننا نعمل على تحسين علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا. إننا نعمل على معالجة العلاقات المتوترة، وعلى تجاوز الأزمات التي تسبب بها الملف السوري والإرهاب والتوترات المصطنعة". جدير بالذكر أن روسياوتركيا أطلقتا الأسبوع الماضي عملية تطبيع العلاقات بينهما بعد أزمة استمرت لأكثر من 7 أشهر على خلفية إسقاط سلاح الجو التركي لقاذفة "سو-24" روسية في سماء سورية. وفي 27 يونيو، بعث أردوغان برسالة إلى نظيره الروسي، قدم فيها الاعتذار عن إسقاط القاذفة، ورد بوتين بالاتصال هاتفيًا ب"أردوغان" في اليوم التالي، إذ اتفق الرئيسان خلال المكالمة على الشروع في تطبيع العلاقات وعقد لقاء شخصي بينهما.