24 ساعة فقط تفصل عشاق الكرة الأوروبية عن انطلاق الدور نصف النهائي لبطولة الأمم الأوروبية التي تستضيفها الملاعب الفرنسية بعدما اشتد الصدام وخرج الكبار وتأهلت أربعة منتخبات أخرى هي الأقوى وكانت الأقدر على المواصلة نحو الحلم الأوروبي. وينتظر أن يشهد ملعب فيلودروم بعد غد الخميس، أقوى مواجهات اليورو والتي يعتبرها البعض نهائيًا مبكرًا جديدًا، ينضم إلى سلسلة اللقاءات النارية التي شهدتها البطولة، لكن هذه المرة طرفا نصف النهائي هما أقوى فريقين في البطولة والمرشحان الأقوى للقب لأن أحدهما هو المنتخب الفرنسي صاحب الأرض والجمهور والذي لن يتنازل عن الثنائية ، في مواجهة العملاق الألماني بطل العالم وصاحب الحظوظ الوافرة في اللقب بعدما أقصى المنتخب الإيطالي وأصبح مرشحًا بقوة للوصول للنهائي وحمل الكأس. ويبحث المنتخب الفرنسي عن مواصلة الصحوة بعد فوزه الأخير على المنتخب المغامر أيسلندا بخماسية رائعة، حيث أدى الديوك أفضل مباراة لهم في البطولة وبعث الثنائي أنطونيو جريزمان (هداف البطولة) وبول بوجبا الطمأنينة في القلوب الفرنسية بأنهم لن يتنازلوا عن أحلام الجماهير الزرقاء في الاحتفاظ باللقب داخل بلادهم. وقال جريزمان في تصريحات لوسائل الإعلام، «سنلعب الآن أمام ألمانيا حتى وإن كان لديهم بعض الإصابات فهم فريق كبير، نحن نعرف نوعية هذا الفريق الذي كان بطلاً للعالم سوف نستعد جيداً لهذه المناسبة». بينما يعقد يواكيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني، النية ليحمل اللقب الأول للألمان في العرس الأوروبي، حيث بدأ التفكير مبكرًا في المنافسة على تذكرة التأهل للنهائي، لكنه أيضًا يخشى من شبح الإصابات والغيابات الذي ضرب الألمان في مواجهة إيطاليا الأخيرة. ويفقد المانشفت جهود لاعب الوسط المميز سامي خضيرة الذي لن يلحق بمباراة نصف النهائي بسبب الإصابة التي تعرض لها في مواجهة الطليان، فيما يختل ميزان الدفاع الألماني الصلب بعد سقوط المتألق ماتس هوميلز في فخ الإيقاف بعد حصوله على الإنذار الثاني في نفس المباراة، وانضم لهم مؤخرًا المهاجم المخضرم جوميز، بسبب الإصابة. لكن لوف، لن يجد أزمة في إيجاد البديل الكفء، خاصة في ظل التماسك والأداء الجماعي الذي يقدمه بطل العالم في البطولة والذي يجعله المرشح الأقرب للقب. أما المباراة الأولى التي ستقام غدًا الأربعاء، وستجمع بين المنتخب البرتغالى ونظيره ويلز الذي استطاع أن يواصل المغامرة التي بدأها من دور المجموعات من أول مباراة خطت فيها أقدام رفاق جاريث بيل الأراضي الفرنسية، وبدا عليهم أنهم قادمون للمنافسة وليس للتمثيل المشرف في أول مشاركة لويلز بالبطولة الأوروبية الكبرى. واستطاع التنين الويلزي أن يتألق في دور المجموعات، ثم تمكن من طرد منتخب أيرلندا الشمالية من دور ال16 بهدف نظيف، لينتقل إلى دور الثمانية في أصعب مواجهة بتاريخ ويلز الكروي، حيث التقى العملاق البلجيكي وهنا توهج التنين واستطاع في مباراة تاريخية أن يحول تأخره بهدف نظيف إلى فوز بثلاثية رائعة على المتصدر للتصنيف العالمي وأحد الفرق المرشحة للبطولة. الفوز على بلجيكا جعل من ويلز مغامرًا يبحث عن بطولة وهو ما سيفكر فيه رفاق بيل ورامسي عندما يواجهون برازيل أوروبا، في مواجهة ينتظرها عشاق الكرة في العالم كله وبالتحديد جماهير ريال مدريد التي ستدفع بقلب وعقل الفريق بيل ورونالدو في مواجهة نارية لأول مرة. وسيفتقد منتخب ويلز، الذي تميز معسكره بالعمل الجماعي منذ البداية، جهود آرون رامسي والمدافع بن ديفيز في المباراة المقبلة بسبب الإيقاف. أما المنتخب البرتغالي فمازال يصارع الظروف ويتأهل بقوة الدفع والحظ للأمام، حيث لم يتمكن البرتغاليون من تحقيق أي فوز في دور المجموعات وفي دور ثمن النهائي، فاز رونالدو ورفاقه على كرواتيا بهدف يتيم أحرزه كواريزما في الوقت الإضافي، أما في دور ربع النهائي فتعادل البرتغاليون مع بولندا بهدف لكل منهما، قبل أن تتمكن البرتغال من المرور إلى نصف النهائي بفضل ركلات الترجيح.