تزايدت الضغوط على نظام بشار الأسد، فى ظل حمام الدم المتدفق منذ ثمانية أشهر والذي أسفر عن سقوط 3500 قتيل حسب الأممالمتحدة بينما تغرق البلاد بمزيد من الفوضى وتتحول الأزمة العسكر وتتخذ أبعادا دولية. فقد دعت فرنسا وتركيا اليوم إلى فرض ضغوط دولية أكبر على سوريا من أجل إنهاء الحملة الأمنية العنيفة ضد معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، بينما قال ناشطون إن قوات الأمن قتلت خمسة محتجين بعد صلاة الجمعة. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إنه يشك في استجابة سوريا لمبادرة الجامعة العربية التي تستهدف وقف إراقة الدماء بعد أن بلغ عدد القتلى وفقًا لإحصاء الأممالمتحدة إلى أكثر من 3500 قتيل . وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا وأمهلتها حتى مطلع الأسبوع القادم كي تستجيب للمبادرة العربية التي تتضمن انسحاب قوات الجيش من المدن والبلدات السورية وهددت بفرض عقوبات ما لم يتخذ الأسد خطوات لوقف العنف. وقال جوبيه، الذي تحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو:"إن فرنسا مستعدة للعمل مع المعارضة السورية وأن هناك حاجة إلى عقوبات أشد على دمشق" . وأضاف جوبيه:"إنه يعارض أي تدخل انفرادي في سوريا لكنه ترك الباب مفتوحا امام عمل اوسع قائلا:"إن أي خطوة من هذا النوع يجب ان تأتي بتفويض من الاممالمتحدة". وقتل المئات في سوريا ومن بينهم مدنيون ومنشقون عن الجيش وأفراد من القوات الموالية للأسد منذ وافقت دمشق في الثاني من نوفمبر على سحب قواتها من المناطق السكنية والإفراج عن السجناء السياسيين وفقا للمبادرة العربية. وتقول سوريا إنها تحاول الالتزام بالمبادرة لكنها طالبت الدول المجاورة الى بذل المزيد من الجهد لقطع تدفق السلاح الى المعارضة وانهاء ما وصفته بالحملة الاعلامية التحريضية ضد السلطات السورية. كما دعت الجامعة العربية إلى نشر مراقبين مدنيين وعسكريين لمراقبة الاحداث على الارض. وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان اليوم انه تسلم رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تتضمن تعديلات على مسودة البروتوكول تتعلق بالوضع القانوني ومهام بعثة المراقبة المزمع ايفادها الى سوريا. ونقل البيان عن العربي قوله ان هذه التعديلات تخضع الان للدراسة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة ان قوات الامن قتلت خمسة محتجين على الاقل واصابت عشرات عندما اطلقت النار لتفريق احتجاجات في مدن درعا وحمص وحماة وضاحية عربين في دمشق. ولم تعلق وسائل الاعلام الحكومية السورية على اعمال العنف التي وقعت يوم الجمعة، وحظرت سوريا عمل معظم الصحفيين المستقلين مما جعل التحقق من روايات النشطاء او المسؤولين الحكوميين امرا صعبا. وتنحي سوريا باللائمة في أعمال العنف على جماعات مسلحة تدعمها قوى خارجية وتقول ان اكثر من 1100 من رجال الجيش والشرطة قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في مارس اذار. ودعا المحتجون الدول الاجنبية الى طرد السفراء السوريين دعما للمعارضة. ورفع محتجون في محافظة درعا الجنوبية التي كانت مهد الانتفاضة السورية لافتة كتب عليها "من يتقي الله يطرد سفراء سوريا". وفي محافظة الحسكة الشرقية هتف المحتجون قائلين:"ليش خايفين.. الله معنا". وهتف المحتجون في حمص وحماة وهم يرقصون متشابكي الأيدي"الجيش الحر جيشنا"، في إشارة الى المنشقين عن الجيش الذين شنوا حملة متصاعدة من الهجمات على اهداف حكومية. وقالت مصادر معارضة يوم الاربعاء ان الجيش السوري الحر قتل واصاب 20 من قوات الامن في هجوم على مجمع لمخابرات القوات الجوية على اطراف دمشق وهو الهجوم الاول من نوعه منذ اندلاع الانتفاضة ضد الاسد في مارس اذار. وقالت روسيا يوم الاربعاء ان الهجوم يشير الى ان الصراع في سوريا "يماثل تماما حربا أهلية". وقال نشطاء يوم الجمعة ان القوات السورية قصفت قريتين خلال الليل بعد هجوم منشقين عن الجيش على قوات موالية للاسد. وقال النشطاء ان ثمانية قرويين أصيبوا حينما سقطت قذائف الدبابات والمورتار الثقيلة على مدى ثلاث ساعات على قريتي تل منيج ومعرشمشة والزراعات المحيطة بهما. وقال نشط ذكر ان اسمه الاول رائد "رحلت مئات العائلات. وانقطعت خدمات الكهرباء والانترنت." وتنوي فرنسا وبريطانيا والمانيا دعوة لجنة حقوق الانسان في الجمعية العامة للامم المتحدة الى الموافقة على قرار يدين العنف في سوريا قبل عرض هذا القرار غير الملزم للتصويت امام اجتماع مكتمل للجمعية العامة. وقال السفير الايراني في لبنان ان الضغوط الدولية المتزايدة لن تسقط الحكومة السورية. وقال غضنفر روكن عبادي يوم الجمعة "التهديدات الاسرائيلية الامريكية والغربية ضد البلد العزيز والبطل سوريا. فإن هذه التهديدات لا يمكن أن تصل إلى إي نتيجة.. وشهدنا أن تشديد هذه التهديدات خصوصا تجاه سوريا لا يزيدنا إلا اندفاعا نحو الوحدة الشعبية في سوريا التي شهدت أكثر من عشرة ملايين من الناس في سوريا قد خرجوا إلى الشوارع ليعلنوا عن دعمهم للنظام في سوريا."