مذيع بدرجة معارض.. يترقبه المشاهدون فى شغف أمام شاشات التليفزيون كل يوم.. حيث وجدوا فيه فارساً معبراً عن آلامهم وجروحهم وأحلامهم فى آن واحد! عمرو أديب.. رائد من رواد برامج التوك شو، واحتل مكانة بارزة فى الشاشة الصغيرة على المستوى العربى، ونظراً لجماهيريته الواسعة اختصه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإجراء مداخلتين معه على الهواء، الأولى كانت للحديث عن أزمتى الألتراس، ورسام الكاريكاتير إسلام جاويش، والثانية كانت للحديث عن تنمية سيناء. استطاع «أديب»، الذى يعد من أهم الإعلاميين فى الوطن العربى، أن يثير جدلاً كبيراً خلال الفترة الأخيرة بسبب تطرقه للعديد من القضايا الشائكة والإرادة الجريئة. «الوفد» حاورت النجم الإعلامى الكبير فى العديد من القضايا المثارة على المشهد الإعلامى، وسر تفاقم الأزمة مع المستشار مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، وكان نص الحوار: ما رأيك فى حوار أسامة كمال مع الرئيس عبدالفتاح السيسى؟ - كان حوارًا جيدًا جدًا.. فالشعب كان ينتظر حوار الرئيس، حتى يعرف إجابات العديد من الأسئلة حول القضايا المهمة، التى تمس المواطن بشكل مباشر.. وهناك الكثير من الأسئلة كان يجب طرحها خلال الحوار، أبرزها سؤال التعليم والكثير والكثير من القضايا كان يود الشعب سماعها من الرئيس. وهل تناول الحوار كل القضايا؟ - بالتأكيد، أنه لم يتناول كل القضايا، فهناك الكثير من القضايا لم يتحدث فيها، فالحوار كان لمدة ساعة ونصف الساعة، وكان من الممكن أن يتحدث السيد الرئيس فى 30 قضية، والقضية 31 لن يتحدث فيها بسبب ضيق الوقت. لو كنت من يجرى الحوار.. ما الأسئلة التى كنت ستوجهها للرئيس؟ - أعتقد أن أسامة كمال تحدث فى معظم القضايا، ولا يوجد سؤال معين كنت أريد توجيهه للرئيس، فهذه ليست القضية، القضية كانت فى متابعة الأسئلة، من الممكن أن أوجه العديد من الأسئلة، ولكن متابعة السؤال أهم من السؤال نفسه، فالقضية لا تكمن فى توجيه الأسئلة، ولكن الحصول على إجابات، فمن الممكن أن أطرح سؤالاً واحداً فى الحلقة يكون كفيلاً بالإجابة عن الكثير من القضايا. ما أهم الأسئلة التى لم تتابع بشكل جيد فى الحوار؟ - الكثير من الأسئلة لم تتم متابعتها فى الحوار، وعلى رأسها السؤال حول التعليم والأرض والكثير من القضايا المهمة. هل ترى أن إجابات الرئيس فى الحوار كانت تتسم بالدبلوماسية؟ - لم أقل أن هناك أجوبة دبلوماسية من الرئيس، ولكن أقصد أنه لم تكن هناك متابعة على إجابات الأسئلة، فيجب أن تكون إجابة السؤال مفيدة للإعلامى وللمشاهد، حتى تصل له الإجابة كاملة. لماذا تم إقصاء يوسف الحسينى عن المشهد الإعلامى؟ - بالتأكيد تم إيقاف برنامج السادة المحترمون ومنع ظهور يوسف الحسينى لأسباب سياسية، وهذا الأمر لا يحتمل أى نقاش. هل ترى أن إيقافه بسبب معارضته الشرسة للحكومة والنظام؟ - هناك العديد من الإعلاميين والشخصيات العامة التى تصنف بأنها جريئة ومعارضة بصورة كبيرة للنظام، ولكن قد يكون وقع خلاف معين، لا أعلم تفاصيل إيقافه، ولكن ما أعلمه جيدًا أنه لم يرحل لأسباب تقنية. أنت أيضًا جرىء ومعارض.. ألا تخشى على نفسك من مصير يوسف الحسينى؟ - تعرضت لمثل هذه المواقف كثيرًا، فلم تعد تفرق معى أو أتأثر، إذا ما تم إيقاف برنامجى أو منعى ظهورى على الشاشات مرة أخرى. تعرض برنامجك على قناة مشفرة.. هل ترى أن هذا الأمر قد يعيق وصول صوتك لشريحة كبيرة من الشعب؟ - لا أعتقد أن عرض برنامجى على فضائية مشفرة يمنع وصول صوتى للشعب، فالجميع يعرفنى ويصل له صوتى عبر هذه القناة، وأعرض برنامجى فيها منذ سنوات، وجميع فئات الشعب تعرفنى، وتعرف برنامجى القاهرة اليوم، فالمواطنون يتابعون كل شىء يريدونه. ألم تدرس الرحيل عن مجموعة قنوات «أوربت».. هل لديك عروض من قنوات أخرى؟ - لم أتلق أى عروض من قنوات أخرى خلال الفترة الأخيرة، ولا أنوى الرحيل عن «أوربت» خلال هذه الفترة، ولا أفكر حتى فى الأمر. الإعلام متهم بأنه سبب الفوضى فى الشارع المصرى.. ما رأيك؟ - الإعلام مرآة للمجتمع، فهو لم يساعد على نشر الفوضى، فهو فقط رد فعل للمجتمع، فإذا كان المجتمع جيداً، فسنجد إعلاماً جيداً، وإذا كان المجتمع سيئاً وتعمه الفوضى لن يختلف الإعلام كثيرًا عنه، فهو مجرد مجال مثل الشرطة والطب والهندسة، إذا كانت هناك مشكلة فى هذه القطاعات ستكون هناك مشكلة فى الإعلام، فلماذا يتم اتهام الإعلام فقط بأنه السبب وراء الفوضى، على العكس فهو يحاول تنظيم وإصلاح الكثير من الأمور، وتسليط الضوء على السلبيات والإيجابيات. كيف ترى المشهد الإعلامى فى مصر؟ - نحن نمتلك أقوى إعلام فى المنطقة العربية، فبرامج التوك شو صناعة عربية، ولا توجد برامج «توك شو»، مثل التى توجد فى مصر، فمصر لديها منظومة إعلام قوية جدًا، وإمكانيات المحطات الفضائية قوية جدًا، والكوادر الإعلامية لا غبار عليها فى الكفاءة والمهنية، فخلال آخر 5 سنوات، لم يحدث شىء فى مصر تجاهله الإعلام أو عجز عن نقله بصورة جيدة للمواطنين، فأساس العمل الإعلامى نقل الصورة والمعلومة كاملة للمواطن، بغض النظر عن أن هناك بعض الوظائف الأخرى التى لا يقدمها الإعلام المصرى وعلى رأسها التنمية والتوعية، ولكن الوظيفة الأساسية التى تعلمتها فى الجامعات هى إيصال المعلومة للمواطن، وفى مصر أعتقد أن المواطنين قد علموا ببعض الأمور أكثر مما كان ينبغى لهم أن يعلموا، فالإعلام فى السنوات الأخيرة نقل الصورة والكواليس، وأكثر مما كان من المفترض أن يعلمه المواطن. كيف ترى دور السوشيال ميديا كإعلام بديل؟ - وسائل التواصل الاجتماعى بجميع أنواعها هى شكل من أشكال الإعلام، فهى ليست إعلاماً بديلاً، فالتليفزيون مثلاً ليس بديلاً للراديو أو الصحافة، هى مثلها مثل باقى وسائل الإعلام الموجودة. هل أضافت جديداً على المشهد الإعلامى فى مصر؟ - بالتأكيد أضافت الكثير، لأن السوشيال ميديا تؤثر وتتأثر بما يجرى فى الشارع المصرى، وتنقض القضايا وتنقل صورة واضحة عما يحدث. ما رأيك فى قانون الإعلام الجديد.. وهل هو قادر على تنظيم العملية الإعلامية فى مصر؟ - القانون جيد جدًا، وقادر على تنظيم المشهد الإعلامى فى مصر، وأتمنى أن يتم إقراره كما هو بدون أى تحريف أو إجراء أى تعديل عليه، لأن هذا القانون تم صنعه بواسطتنا نحن الصحفيين والإعلاميين، وعملنا عليه بجهد كبير حتى يخرج بهذا الشكل. وما رأيك فى غرفة صناعة الإعلام؟ - هذه الغرفة تم إيجادها لعدم وجود قانون ينظم العمل الإعلامى، وبمجرد أن يتم إصدار القانون قد لا تكون هناك فائدة لغرفة صناعة الإعلام، فعندما تتم مناقشة القانون من قبل مجلس النواب والكيانات الإعلامية ويتم إقراره لن يكون لها فائدة. هل تجد لها تأثيراً على المشهد الإعلامى؟ - وجودها جيد جدًا، حتى تكون هناك أى جهة تتابع وتراقب المشهد الإعلامى، وتحترمها معظم المحطات الفضائية. لماذا تفاقمت الأزمة بينك وبين المستشار مرتضى منصور بهذا الشكل؟ - لأننى صمت تجاه كافة ما يقوله عنى لمدة شهرين كاملين، فآن الأوان للرد عليه، وإيقافه. هل للأمر علاقة بخلافه مع زوجتك الإعلامية لميس الحديدى؟ - الأزمة بينى وبينه لم تكن لها علاقة بلميس، ولكن لخلاف وقع بيننا، وصل لطريق كان يجب أن يتم الرد عليه، فكان يهاجمنى شخصيًا، كما أن لميس زوجتى، وكان الدفاع عنها جزءاً مما حدث، فلا يمكن أن يتطاول عليها وأصمت. تُتهم بأن صوتك عالٍ وتعالج الأمور بانفعالية شديدة.. ما ردك؟ - هناك الكثير من الإعلاميين صوتهم هادئ، ويعالجون الأمور بطريقة هادئة فأنصح أى شخص يبدى استياءه من طريقتى أن يتابعهم. أبديت استياءك مع إعلانات رمضان.. هل لو كانت تعرض فى برنامجك كنت ستعترض؟ - ليست لى علاقة إذا كانت تعرض فى برنامجى أم لا، فأنا انتقدت إعلانات وجدتها غير لائقة، بغض النظر عما إذا كانت تعرض فى برنامجى أم لا، فأنا لا أعلم إذا كانت تعرض فى برنامجى أم لا، ولا أعلم ما الإعلانات التى يتم عرضها خلال البرنامج.