أمين البحوث الإسلامية يتفقد منطقة وعظ الإسكندرية و يثمِّن جهود الأزهر    البابا تواضروس لمفتي «نوڤي بازار» بصربيا: أقباط مصر ليسوا أقلية.. ونعيش مع إخوتنا المسلمين في وطن واحد    تكريم مجلس اتحاد طلاب جامعة المنيا الأهلية    وزير التموين: إقامة شوادر عيد الأضحى بدءً من 20 مايو    الإسماعيلية تتابع الموقف التنفيذي لمنظومة تقنين واسترداد أراضي الدولة    إزالة 8 تعديات على أملاك الدولة في حملات بالأقصر    السعودية ترحب ببيان عُمان بشأن وقف إطلاق النار باليمن    ميرتس يبدي تحفظا حيال إسهام بلاده في تأمين هدنة محتملة في أوكرانيا    هل شارك في التدريبات الجماعية؟| موقف زيزو بعد تولي أيمن الرمادي قيادة الزمالك    السيطرة على حريق هائل في مخزن فراشة بالإسماعيلية    بسبب السحر.. شاب يحاول قتل شقيقته بالقليوبية    الآلاف يشيعون جثمان طفل بلطيم ضحية إطلاق النار بكفر الشيخ    ختام فاعليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته التاسعة - صور    أوس أوس يطلب الدعاء لوالدته بعد دخولها رعاية القلب    أىُّ «سيّدٍ» وأىُّ «ناسٍ»؟!    «منهم الحمل والأسد».. 4 أبراج تتحدث قبل أن تفكر وتندم    آخرهم رنا رئيس.. 6 زيجات في الوسط الفني خلال 4 أشهر من 2025    قصر ثقافة العريش يشهد انطلاق أولى فعاليات الملتقى الثقافي "الثقافة والهوية الوطنية"    خالد الجندي: الاحتمال أدب في القرآن نحتاجه في زمننا    لماذا فرض الله الحجاب على المرأة دون الرجل؟.. أمين الفتوى يجيب    كشف مجاني على 680 حالة في قافلة طبية بالأقصر    «الإعلام في تعزيز جهود الرعاية الصحية للمواطنين» في جلسة بحثية بإعلام القاهرة    مبيعات أجنبية تهبط بمؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم.. فما الأسباب؟    عمر طلعت مصطفى: ننسق مع وزارة الشباب والرياضة للاستفادة من الفعاليات الكبيرة للترويج لسياحة الجولف    جوندوجان يأمل في بداية مسيرته التدريبية كمساعد لجوارديولا    التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم تحت 14 عام    عضو ب"القومى للمرأة": حظر تشغيل كل من كان عمره أقل من 15 سنة فى المنازل    «المحامين»: 5 إجراءات تنظيمية للإضراب العام أمام محاكم الاستئناف غدا    بيدري مهدد بالعقوبة من يويفا بسبب تصريحاته ضد حكم قمة الإنتر وبرشلونة    ما حكم طهارة وصلاة العامل في محطات البنزين؟.. دار الإفتاء تجيب    تحت تأثير المخدر.. المشدد 5 سنوات لمتهم قتل وأصاب 3 أشخاص في القليوبية    روسيا تعتزم استضافة رئيسي الصين والبرازيل وآخرين بمناسبة ذكرى يوم النصر في الحرب العالمية    جامعة كفر الشيخ تشارك في منتدى «اسمع واتكلم» بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف    محافظ المنيا يوافق على تحسين خدمات النقل وفتح التقديم لترخيص 50 تاكسي    عدوان الاحتلال الإسرائيلي على طولكرم ومخيميها يدخل يومه 101    محافظ قنا يشارك في احتفالية مستقبل وطن بعيد العمال ويشيد بدورهم في مسيرة التنمية    رئيس "أزهرية الإسماعيلية" يشهد امتحانات النقل الإعدادى والابتدائى    تعرف على وضع صلاح بين منافسيه في الدوري الإنجليزي بعد 35 جولة    وزير البترول: التوسع الخارجي لشركة "صان مصر"على رأس الأولويات خلال الفترة المقبلة    ب12 هاتفًا.. عصابة تخترق حساب سيدة من ذوي الاحتياجات وتنهب أموالها    كندة علوش: دوري في «إخواتي» مغامرة من المخرج    قطاع الفنون التشكيلية يعلن أسماء المشاركين في المعرض العام في دورته 45    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    بدء التشغيل الفعلي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في أسوان أول يوليو المقبل    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    وزارة الأوقاف تعلن أسماء المقبولين لدخول التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    آخر تطورات مفاوضات الأهلي مع ربيعة حول التجديد    السنغال بالزي الأبيض والكونغو بالأزرق في كأس إفريقيا للشباب    زيادة قدرتها الاستيعابية.. رئيس "صرف الإسكندرية يتفقد محطة العامرية- صور    «مستقبل التربية واعداد المعلم» في مؤتمر بجامعة جنوب الوادي    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    عضو مجلس الزمالك: كل الاحتمالات واردة في ملف زيزو    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسامة كمال يكشف ل«الوفد»: ساعة مع الرئيس قبل اللقاء أزالت رهبة المفاجأة

ما إن انتهى الإعلامى أسامة كمال من أول حوار له مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، حتى تحول إلى رقم فى قائمة إعلاميي الرئاسة، واحتل مكانة غير عادية ربما يحسده عليها أبناء مهنته، فحواره الناجح مع الرئيس، كتب له شهادة ميلاد أخرى، نقلته إلى مرحلة مختلفة ومميزة، تجعله أكثر حرصاً فى برامجه ومقابلاته القادمة، فقد استمع له رئيس مصر لأكثر من ساعة ونصف الساعة، سبقتها ساعة كاملة، أزالت هيبة اللقاء.
أسامة كمال تحدث ل«الوفد» عن أسرار ذلك الحوار وظروفه وأسباب اختياره وحده لمقابلة الرئيس.
قال أسامة بعفويته المعهودة: لم أكن أصدق نفسى، فلم تطلب مؤسسة الرئاسة إعداداً أو لقاء مسبقاً، ولم تضع لى أسئلة أو تحددها لى، وهو ما حملنى مسئولية كبيرة وأنا أسأل رئيس مصر عن الوطن وتحدياته وهموم المصريين، وما يدور فى أذهانهم من تساؤلات حائرة.. وعلى رغم أن الرئيس اختصه وحده لإجراء أطول حوار معه، يؤكد أسامة كمال أنه ليس إعلامى الرئاسة، كما يدعى البعض، ولكنه ربما يكون أكثرهم حظاً بلقاء الرئيس وإجراء حوار جاد وعميق وهادئ شاهده الملايين داخل مصر وخارجها.
أسامة كمال كشف ل«الوفد» أنه سيغادر قناة «القاهرة والناس» قريباً، ليس لأنه أجرى حوارًا مع الرئيس وأصبح أجره أعلى ومكانته أفضل، وإنما لانتهاء عقده مع القناة، مشيراً إلى أنه تلقى العديد من العروض ويدرس أفضلها.
واعترف «كمال» بأن الإجابات الدبلوماسية للرئيس كانت وراء عدم طرحه الكثير من التساؤلات والملفات المهمة.
وعن ماسبيرو يرى «كمال» أن هذا الجهاز العملاق أصبح ثقيلاً كالفيل، وتطويره لا يكون ببرنامج توك شو، مؤكداً أن خروجه من عباءة الدولة خطأ جسيم، لافتاً إلى أن الشعب المصرى تحول إلى «ألتراس»، كسر بالحريات التى يتمتع بها كل الحواجز، ما عدا التلفزيون الذى يفضل الإعلاميون به عدم المعارضة.
وطالب «كمال» بأن تكون هناك مؤسسة تحاسب وسائل الإعلام والإعلاميين، وتجعله أكثر حرية وصدقًا، مبينًا أن غرفة صناعة الإعلام ليس لها أى سلطة وتمثل أداة ضغط لصالح ملاك الفضائيات فقط، موضحًا أن رجال الأعمال لا يتحكمون فى المشهد الإعلامي، ولكن فى الوقت نفسه لا غنى للإعلام عن المال، فمن دونه لا يستمر النجاح.
وإلى تفاصيل الحوار:
أنت أول إعلامى من القنوات الخاصة يجرى حوارًا مع الرئيس عبدالفتاح السيسى.. فكيف تم ذلك؟
- تلقيت مكالمة من رئاسة الجمهورية تفيد بأنني سأجري الحوار تاني يوم، أصبت بالفزع بسبب سرعة الأمر، لأنني كنت أتوقع أن تكون هناك جلسات وإعداد، قبل تقديمي للحوار منذ حوالي 8 أشهر، وكررت الطلب أكثر من مرة وفي كل مرة كنت أجهز الأسئلة وفق متغيرات المشهد في مصر.
لماذا كان وقت الحوار صغيراً للغاية.. وهل الوقت ساعدك في توجيه كافة الأسئلة للرئيس؟
- بالطبع لم يسعفني، لأن الوقت كان محددا بساعة ونصف الساعة فقط مدة أى برنامج، ولكن وقت الحوار زاد 10 دقائق علي الوقت المحدد لى.
هل إجراء الرئيس لمداخلتين معك منحك الأمل بأنك ستحصل على فرصة إجراء حوار معه؟
- لا لم تكن هناك أي مؤشرات لهذا الأمر، فاعتقد ان معظم الإعلاميين تقدموا بطلب بحوار مع الرئيس، لأنه من الطبيعي أن يكون هذا الأمر في جداول أعمالنا، حيث نتقدم بطلبات حوار لقادة وسياسيين كبار خارج مصر.
هل سترحل عن قناة «القاهرة والناس»؟.. وماذا بعد حوارك مع الرئيس هل ستتغير شروط عملك ومتطلباتك؟
- عقدي مع القاهرة والناس ينتهي في شهر أكتوبر القادم، والأمر ليس له علاقة بحواري مع الرئيس، حيث بدأ العقد في نوفمبر من عام 2013، وتلقيت العديد من العروض، وأدرس الأفضل لي إعلاميًا وليس ماديًا .. وحواري مع الرئيس لن يغير أي شىء في شروط تعاقدي المقبلة، لأنني لن أتاجر بالأمر، فهذا الحوار سيجعلني فقط أكثر حرصًا في ظهوري القادم حفاظًا على مقام ضيفي.
هل هذا يعني أن حوارك مع الرئيس أصبح نقطة تحول في مسيرتك المهنية؟
- بالتأكيد، فأي إعلامي يجري حواراً مع رئيس جمهورية تتغير مسيرته، وضيفى ليس عادياً، فهو الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئيس المصرى، والحوار الأول له معنى، سيجعلنى حريصاً فى خطواتى المهنية فيما بعد.
فى رأيك لماذا أصبحت الإعلامى المفضل لرئاسة الجمهورية؟
- لا أريد تسميتها الإعلامى المفضل، فالمداخلتان كانت الفترة الزمنية بينهما عاماً وشهرا تقريباً، وكان البطل فيهما ليس البرنامج أو الإعلامى بل الموضوع، فكان توفيق الله في اختيار موضوع يلفت نظر الرئاسة، وكانت المداخلات لمناقشة القضية وليس لتوضيح نقطة خاطئة أو صورة معينة، ولم يكن هناك تدخل للمكتب الإعلامي للرئاسة، حيث أجرى الرئيس المداخلتين من منزله وعلمت فيما بعد أن المكتب الإعلامي لم يطلب منهم إجراء مداخلة.
ولماذا تم اختيارك تحديداً؟
- اعتقد بأن المكتب الإعلامي للرئيس أجرى مسحاً لكافة الإعلاميين الذين تقدموا بطلب حوار مع الرئيس، وهذا لن يكون الحوار الأخير، وقد يكون تم اختياري بسبب مجموعة الحلقات التي قدمتها خلال الشهور السابقة، وعدم الخروج عن الآداب، وانتقاء المواضيع الجادة، حيث كنت أسير على خط واضح ولم تتغير نبرة صوتي، بالإضافة إلى تعاملى بمهنية مع القضايا.
هل هذا يعني أنك لن تكون قادراً على المعارضة؟
- هذا ليس له علاقة بالمعارضة، فهذا الخط الذي أتحدث عنه يعني أنه لا توجد مصلحة شخصية في عملي الإعلامي، بالإضافة إلى عدم رغبتي في تحقيق شهرة أو شعبية على حساب الآخرين، فالعمل الإعلامي يشبه رسم القلب المنتظم، إذا زاد او انخفض يكون هناك مرض ما أصاب القلب، فإذا كانت هناك قضية أو حدث تستدعي المعارضة سننتقدها، وقد حدث فى العديد من الأمور.
من ترشح من الإعلاميين لإجراء الحوار القادم؟
- هناك العديد من الإعلاميين يصلحون لإجراء حوار مع الرئيس، خلال المرات القادمة، فالكثيرون يستحقون هذا الأمر.
ألم تسع لإجراء حوار مع مبارك؟
- لم أسع لإجراء حوار مع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث كنت أعمل في اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وفي هذا التوقيت لم يكن مسموحا لنا بتقديم طلب لإجراء حوار مع الرئيس، ومن كان مسموحا لهم بالسعي لإجراء مثل هذه الحوارات كانوا من نوعية مختلفة، لأن النظام فى التليفزيون مختلف، فالإعلامي فوقه رئيس قناة ورئيس قطاع ورئيس تليفزيون ورئيس اتحاد ووزير، لا يمكن للإعلامى أن يتخطى كل هذا، والحوار الأهم الذي أجراه مبارك كان مع الإعلامي عماد الدين أديب.
قيل فيما بعد إن عماد أديب إعلامى الرئاسة.. ألم تخش من أن يتم قول الأمر عليك؟
- لا يوجد ما يسمى بإعلامي الرئاسة، فخلال الشهور الماضية توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي لعشرات الدول، ولم أسع في أي مرة إلى مرافقته، لأنني أرى أن هذا عمل المراسلين وليس مقدمي برامج التوك شو، ولذلك لم أجد مكاناً لى، فى حين أن كل الزملاء رافقوا الرئيس، بعضهم كان رغبة في أن يكون إعلامى الرئيس، ولو كنت أريد هذا اللقب، كنت رافقته فى كافة زيارته، فأنا لست إعلامى الرئيس.
هل ستسعى لإجراء حوار آخر مع الرئيس؟
- بالتأكيد لو سمحت لى الفرصة لإجراء حوار شهرى، سأقوم به.
ما السؤال الذى رغبت فى توجيهه للرئيس ولم تفعل؟
- كان لدى عدد كبير من الأسئلة كنت أريد توجيهها له، على رأسها أزمة سد النهضة، على الرغم من أنني على علم بالإجابة التي كان سيقولها، هناك الكثير من الأسئلة نعلم إجابتها الدبلوماسية لذا نتجنبها، وهو ما دفعني لسؤاله عن علاقة مصر بأمريكا تحديدًا وليس قطر أو تركيا، أو السعودية والإمارات، لأنني أعلم أنني سأحصل على إجابة مختلفة في ملف العلاقات مع أمريكا، فالأدب الذي يتعامل به الرئيس لن يجعله يعطيني الإجابة الوافية بشأن تركيا، ولم أسأله عن أزمة المستشار هشام جنينة، لأن إجابته ستكون أن الأمر في يد القضاء.
لماذا تجاهلت أزمة الصحفيين خلال حوارك؟
- صمت الرئاسة تجاه أزمة قضية الصحفيين مع الداخلية، دفعني لعدم التطرق للأمر، لأن الرئيس لن يتحدث في الأمر، فالإجابة كانت ستكون الموضوع في يد القضاء، لو كنت أجريت الحوار بعد اندلاع الأزمة ب 3 أيام، كانت الإجابة ستكون مختلفة، وبالتالي لا يمكن للمذيع طرح سؤال هو على علم بإجابته مسبقًا.
ما الإجابة التي لم تتوقعها من الرئيس وصدمتك؟
- إجابته على ملف العلاقات المصرية الأمريكية، التى أسفرت عن ردود فعل عنيفة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال «لا يجب على الأمريكان الانتظار ان أتعامل معهم بنفس أسلوب ال 30 عاماً الماضية»، فكان الرد قويا وشجاعا، يؤكد أن هناك تغييرا فى مسار العلاقات المصرية الخارجية.
هل عاتبك بسبب أى سؤال طرحته عليه؟
- لا.. وفي منتصف الحوار قلت له لماذا تأخرت في الترشح للرئاسة هل هذا تردد؟، فرد وقال لي «مينفعش يتقالى تردد»، فقلت له «عفوًا»، فقال «لا أقصدك أنت»، انتهى اللقاء بكل ود، وتحدثت معه بعد الحوار، لمدة لا تزيد علي 4 دقائق.
هل دار بينكما حوار جانبى قبل الحوار؟
- دار بيننا حديث لمدة ساعة تقريباً، وكانت ميزة لإزالة أي رهبة، لأنها كانت المرة الأولى التي أجلس فيها مع الرئيس وجهًا لوجه، وبالتالي كانت هذه الجلسة مهمة لكسر الحواجز، وحتى يكون الأمر سهلا، وبالفعل لم يتوقف الحوار إلا مرة واحدة للاستراحة فى منتصف الوقت.
هل تحدثت معه عن أزمة الإعلاميين قبل الحوار؟
- حديثه عن أزمة الإعلاميين قبل الهواء، كان مماثلًا تمامًا لما قاله خلال الحوار، فرئيس الجمهورية لا يقول شيئا متناقضا.
هل رأيت أن المونتاج أخل بالحوار؟
- لم يخل المونتاج بالحوار إطلاقاً، حيث لم يتم حذف أي أسئلة.
ما رد فعلك على الخطأ الذى وقع فيه ماسبيرو خلال إذاعة الحوار.. بعرض الجزء الثانى قبل الأول؟
- حزنت على الحال الذى وصل له التليفزيون المصري، لأنه خطأ بسيط جداً لم يكن من المفترض أن يحدث، ليس فقط فى التعامل مع رئيس الجمهورية ولكن مع أى حدث.
هل تحدثت مع قيادات ماسبيرو في الأمر؟
- لا لم أتحدث معهم، فأنا على علم بأنه خطأ فني، لو كان حدث في برنامجي كنت سأتعامل معه بشدة، وانا متأكد أن صفاء حجازي وقيادات قطاع الأخبار قد اتخذوا ما يلزم تجاه الأمر.
هل يعانى الإعلام المصرى من الفوضى؟
- لا يوجد ما يسمى بالفوضى في الإعلام، ولكن هذا شكل الشارع المصري، وبالتالي شكل الإعلام، فمصر خرجت من كونها بلدا محافظا جداً إلى بلد يتمتع بحريات كسرت كل الأسقف، فالطبيعى أن الإعلام أخذ نفس الشكل، فالإعلام ليس أقل ملكية من الملك، لا يمكن أن يكون للمواطن الفرصة للتحدث في أي شيء على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقابله إعلام شديد التحفظ، الصورة العامة للموجود في مواقع التواصل الاجتماعي والموجود، في الصحف والشوارع وعلى شاشات الفضائيات تكمل بعضها البعض، كسرت كافة الحواجز.
ألا تخشى من مواقع التواصل الاجتماعى؟.. خصوصًا أنها كانت السبب وراء ابتعاد ريهام سعيد فترة واختفاء توفيق عكاشة تماماً؟
- أخشى بالفعل منها، وأتعامل معها بحرص شديد جداً، من خلال التعبير عن نفسى من خلالها، وفي نفس الوقت اتلقى النقد، أحياناً تكون هناك بعض الألفاظ غير المقبولة لى أو لضيوفي وهو ما لا أتحمله.
ما رأيك في الخلافات التي تشتعل على الشاشات بين الضيوف وعلى الهواء؟
- الخلافات واردة، ولكن الفكرة جميعها تتمحور، في أن الضيف يأتي وهو على علم بطبيعة البرنامج، إذا كانت تسمح أم لا تسمح، والإعلامي نفسه سيسمح بالخلافات أن تشتعل أم لا، فيجب على المذيع التدخل إذا خرجت الأمور عن وتيرتها الطبيعية.
هل هذا يعني أن الإعلامي هو المتحكم في سير الحلقة؟
- هو جزء من التحكم في وتيرة الحلقة، وهو الجزء الأهم، لأنه يخلق الجو العام للحوار، وحدثت أزمة قبل ذلك في برنامجى، ولكن الاختلاف بين إعلامي وآخر هو كيفية التعامل مع الأمر بسرعة ومهنية عالية.
ما السبب وراء تفاقم الخلافات على الهواء؟
- قد يكون لفظا من أحد الضيوف، خصوصًا وأن كثيرًا من الناس تعودوا على رد حقوقهم بأيديهم حتى لو على الهواء.
هل ترى أن هناك إعلاميين يصنفون على أنهم إعلاميو النظام؟
- لا يوجد ما يسمى بإعلاميي النظام، كافة الإعلاميين يعارضون الحكومة، حتى المحسوبين على النظام، ولكن بعضهم لديه قناعة بأنه يجب عليه دعم الرئيس، ولكن هذا لا يمنع أنه إعلامي النظام، لأن رئاسة الجمهورية لم تطلب من أي إعلامي الدعم، لذا فإن الإعلامي الذي يقرر الدعم قد تطوع لهذا الأمر.
لماذا يلجأ الإعلاميون لهذا الأمر؟
- مصر مقسمة لثلاثة أقسام، مجموعة ضخمة تؤيد الرئيس، ومجموعة قليلة معارضة مهما حدث، ومجموعة ضخمة أخرى لا تعارض ولا تؤيد وإنما موجودة في المنطقة الرمادية، وكل برنامج له نوعية معينة من المشاهدين، لو فكر الإعلامي الخروج عن الخط ومعارضة الرئيس، سيتعرض لهجوم شديد من جمهوره، فالشعب المصري تحول ل «ألتراس»، كل إعلامي يتعامل وفقا لتفكيره وضميره، مع الأخذ في الاعتبار مشاهديه.
هل تتدخل رئاسة الجمهورية في عمل الإعلام؟
- تحدثت مع الرئيس في الأمر، وتأكد لى أنه لا يتدخل في عمل الإعلام نهائيًا، ممكن أن يتلقى الإعلامي مكالمة تليفونية للتعليق على موضوع، متابعو برامج التوك شو على علم بما يريده كل مذيع، البعض يريد الموضوعية وتقديم خدمة إعلامية جيدة للمشاهدين.
هل تتغير خريطة الإعلام في مصر؟
- هى تغيرت بالفعل، وستسير في نفس اتجاه التغيير الذي بدأته، وقلنا إن السوشيال ميديا استبعدت من قبل إعلاميين، وهذه المواقع تعبير عن الرأى العام، وستكمل مسيرتها، وتمنع بعض الإعلاميين من الظهور وتصعد البعض الآخر وضخ دماء جديدة في الإعلام المصرى.
السوشيال ميديا كانت رقيباً على الإعلام خلال الفترة الماضية.. ولكن هناك غرفة صناعة الإعلام.. هل ترى أن لديها القدرة على الرقابة على الإعلاميين؟
- الغرفة نجحت في إيقاف خيري رمضان بعد أزمة نساء الصعيد، وأصدرت قراراً بإيقاف وائل الإبراشى وأحمد شوبير مع أزمة العاشرة مساء، ولكن لم يمتثلوا للقرار، لأن ليس لها سلطة، الإعلام له أضلع هي ملاك الصحف والقنوات سواء كانت القطاع الخاص أو الدولة، ثم ضلع العاملين في الإعلام، سواء كانوا مذيعين أو معدين أو صحفيين، ثم ضلع المصالح القومية والأمن القومى، ثم الضلع الرابع وهو المشاهد، كافة الكيانات تنظر للثلاثة أضلع ولا تنظر للمشاهد، لذا لن تستطيع غرفة صناعة الإعلام أو نقابة الإعلاميين فعل شىء ولا الدولة دون تواجد الأربعة أضلع لتكوين مؤسسة تحاسب الإعلام وتنميه، حتى يكون لدينا إعلام حر وصادق.
هل هذا يعنى أن غرفة صناعة الإعلام مجرد أداة في يد رجال الأعمال؟
- هذه هى حقيقتها، فهي جماعة ضغط لصالح ملاك الفضائيات الخاصة.
هل يتحكم رجال الأعمال الآن في شكل الإعلام المصري؟
- لا يتحكم رجال الأعمال في المشهد الإعلامي المصري، سواء تليفزيون الدولة أو الفضائيات الخاصة، لأنه لا يجرؤ أي مالك لقناة فضائية للضغط على إعلامي معين لقول شيء على الهواء، لأنه سيتركه ويذهب، فالإشاعة التي تقول إن ملاك القنوات يتحكمون في السياسة التحريرية لها، لن يكون على شاشة القاهرة والناس إبراهيم عيسى وأسامة كمال، كلاهما مختلف بشكل كامل، والمساحة الأكبر هي للمعارض إبراهيم عيسى، فهل هذا يعني أن طارق نور مالك القاهرة والناس معارض.
هذه السياسة لا تسير على كافة الفضائيات الخاصة؟
- بالتأكيد، فمالك أي قناة يختار الإعلاميين المتفقين مع سياسته الإعلامية، ولكن حجم التأثير الداخلي لرجل الأعمال على الإعلامي هو شىء غير موجود.
هل هذا يعني أن الفضائيات لا يوجد لديها سقف للحريات؟
- لا يوجد سقف للحريات في الإعلام المصرى بصفة عامة سواء التليفزيون أو الفضائيات، فعندما كنت أعمل في ماسبيرو لم تكن هناك حدود لى.
ولكن التليفزيون به العديد من الخطوط الحمراء.. وكلامك يعنى أن هذه الخطوط ليست موجودة؟
- من الممكن أن نعارض على شاشات التليفزيون، هناك زميلة خرجت وعارضت الرئيس بشكل غير لائق على شاشة التليفزيون، وهو ما استوجب محاسبتها، ومن الممكن حدوث معارضة للنظام، ففي عام 1995، صدر قرار مكتوب عمم على كافة القنوات ومنها قطاع الأخبار، لا يأتى خبر الرئيس رقم واحد إذا كان هناك خبر مهم فى النشرة، ولم يلتزم أي شخص بهذا القرار.
هل كلامك يعني أن التليفزيون لا توجد به خطوط حمراء والإعلاميون هم من يضعون هذه الخطوط؟
- هناك سياسات توضع من قبل المديرين وقيادات التليفزيون، حتى لو قال رئيس القطاع للإعلاميين بأن لهم الحرية في طرح الموضوعات بالشكل الذي يرونه، تكون الجملة الشهيرة «عليا من ده بكام»، ويفضل الإعلاميون بماسبيرو عدم المعارضة، فقد يقرر البعض التعامل بحرية وتنفلت منهم الأمور، خلال فترة حكم محمد مرسي والإخوان كان التليفزيون يعارضه لأنه يسير دائماً مع عموم الشعب، وبالتالى لا توجد معارضة للرئيس، لأن التليفزيون يعبر عن الشعب.
هل تعنى أن الحكومة ورئاسة الجمهورية لا تتحكمان فى التليفزيون المصرى؟
- لا تتحكم الجهات الحكومية في سياسات التليفزيون المصرى، فهذا التليفزيون ملك للدولة، لا يجب تحميله أكبر من طاقته، فليس من الطبيعي أن يتحول ماسبيرو لمنصة معارضة، فتليفزيونات الحكومات هي منصات نقد وتغيير سياسات وبناء سياسات جديدة، وهو ما ينقص التليفزيون المصري.
لماذا تنقصه هذه السياسات وهو يمتلك أكبر الكوادر الإعلامية والإمكانيات المادية بالإضافة إلى دعم الدولة؟
- التليفزيون المصرى مثل الفيل، شىء ثقيل للغاية، وتغييره لا يكون ببرنامج توك شو، التطوير يعني تغيير قناة بشكل كامل، فأقل شيء يقدم ليس عمل برنامج، ولكن تطوير قناة بأحدث الطرق، والتي لا تتبعها القنوات الخاصة مثل برامج الأطفال والشباب والمرأة، فلا يوجد أي شيء يرعى الطفل المصري، وأزمات المرأة لا تتمثل في المكياج والمطبخ والملابس، هل المرأة المصرية سطحية لهذه الدرجة؟.
هل لو خرج التليفزيون من عباءة الدولة يمكن تطويره؟
- لا يجب أن يخرج التليفزيون من عباءة الدولة، يجب أن يظل بها ولكن لا بد من تطويره بالشكل الذي يتناسب مع المشاهدين.
الوجوه الإعلامية لم تتغير، كيف يمكن التطوير، ولا يوجد تصعيد للشباب وضخ الدماء الجديدة؟
- يجب أن يصعد الشباب ولا يُصعد، يجب أن يكون فاعلا وليس مفعولا به، من خلال استغلال الفرص المتاحة، فأصحاب المؤسسات يفضلون العمل مع الشباب، ولكن تكون لديهم المهارات والقدرات على العمل، فالشباب غير قادرين على التحدث باللغة العربية، الصحافة المصرية تشهد مهزلة، لدينا شىء غير موجود في العالم وهو الديسك.
هل ترى أن هناك إعلاميين لا يستحقون الوجود على شاشات التليفزيون ويشوهون شكل الإعلام؟
- لا يوجد إعلامي شوه شكل الإعلام، حتى لو كان هناك «بقال» ظهر على الشاشة، ورفع حذاءه في وجه المشاهدين، فهذا ليس الإعلام، أي شخص معه إمكانيات مادية من حقه فتح قناة، وهذا لا يعني زواج المال بالإعلام، فالمال لا بد منه للإعلام، يوجد بعض الأشخاص من المفترض ألا يظهروا على الشاشات وهذا الأمر يجب أن ينظمه قانون الإعلام، عندما يتم إنشاء المؤسسات التي تنظم الإعلام، وتكون رقيبا عليه، حتى تمنع بعض الأشخاص من الظهور على الهواء، وتجرم رفع الحذاء في وجه المشاهدين.
هل هذه الرقابة تتشكل في صورة قانون أم هيئة؟
- يجب أن يكون هناك قانون يحاسب من يخطئ على الهواء، فمن رفع الحذاء في وجه المشاهدين كان يجب إيقافه، وتصل العقوبات بغلق القناة نهائيًا، ولو ظهر وعارض القرار، الدولة ممثلة في هيئة الاستثمار هي التي لديها تصاريح القنوات، يجب عليها وضع قانون ينظم الإعلام والاستعانة بالشخصيات العامة، مثل الكاتب وحيد حامد والدكتور مجدي يعقوب، ويجلس أمامهما هذا الرجل ويقولان له «كيف تجرأت أن تضع حذاءك في وجه المشاهد المصري يا فسل»، لا يجب أن تظل الأمور بهذا الشكل، وينطبق الأمر على الصحف والمواقع الإلكترونية، من خلال هيئة تراقب أسس المهنة، فمن ضمن مصائبنا الاعتماد على النقابات المهنية، ويجب أن يكون هناك جهاز تنظيمي لكل قطاع في الدولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.