«توحة» أم الأسطورة شخصية ارتبط بها الشارع المصرى، منذ بداية حلقات المسلسل «الأسطورة»، فهى الأم القوية الحنونة الصبورة التى تجمع أبناءها حولها مهما اختلفت طباعهم، والتى تعانى بشدة بعد وفاة ابنها الأكبر «رفاعى» لتجسد خلاله فردوس عبدالحميد دوراً يعد من أبرز أدوارها الدرامية. حاورناها عن اختيارها للدور والصعوبات التى واجهتها.. كيف وجدتِ ردود الأفعال عن مسلسل «الأسطورة»؟ - كانت جيدة للغاية، المسلسلات زمان كانت جاذبة للملايين، ولكن فى السنوات الأخيرة غابت هذه الصفة عن المسلسلات المصرية، بعدما أصبحت الدراما بعيدة عن الصدق، بالإضافة إلى أن مزاج الناس قد تغير فى هذا المسلسل وشعرت أن الدراما عادت. ما أقوى رد فعل جاء لك؟ - زوجة ابنى خالد اتصلت بى بعد إذاعة الحلقة بساعة، وبكت كثيراً فى التليفون وقتها شعرت بأن أسرتى أصابها مكروه، وفوجئت بها تقول إن رفاعى مات، وبعدها نزلت الشارع وجدت الجميع يتحدث عن موت الأسطورة، وقتها شعرت بأن الجمهور توحد مع العمل، وهذا دليل أنه عمل صادق وأتمنى أن تقدم أعمال أخرى تحمل نفس الصدق لتعيد الأسرة حول العمل من جديد. وما أصعب المشاهد التى واجهتك فى تقديم الشخصية؟ - مشهد موت رفاعى كان الأصعب، المخرج صور المشهد 7 مرات أثناء الجرى على السلم مع روجينا ونسرين أمين، والمخرج طلب منا أن نقدم نفس الأداء فى السبع مرات لأنه أراد أن يصورنا من كافة الزوايا، وكان المجهود كبيرًا جدًا، وحصلت بعده على 3 أيام إجازة لأن «صوتى راح»، وإذا لم يقدم الدور بهذا الشكل، لفشل المسلسل بالكامل لأنه المشهد الأساسى فى الأحداث، بالإضافة إلى أن هناك عددا من المشاهد الصعبة لن أتحدث عنها حتى لا أحرق أحداث المسلسل. تصوير مشهد القتل تم بطريقة غريبة، هادى الجيار ضرب نار وأهل المنطقة طاردوا القاتل ولم ينقذ أحد رفاعى؟ - لأن نخوة المناطق الشعبية تتم بهذا الشكل، فى لحظة المفاجأة الجميع يتعامل بتفاصيله الشخصية، هادى الخيار «ضرب نار» تعبيراً عن غضبه الشديد الذى لم يتمالك أعصابه فيه، وهذا تعبير دقيق عن تاجر سلاح، والبعض صرخ والمخرج سبب نجاح فى هذا المشهد، لأنه ظل يصور فيه يوما كاملاً «24 ساعة» متواصلة، لكى يعرف كل فرد دوره بالضبط. كيف وجدتِ التعامل مع محمد سامى؟ - من أهم المخرجين الذين تعاملت معهم، فهو مهتم بالممثل ويعتبره أهم عنصر فى العمل، وعندما كان يوجهنى لأداء مشهد فى المسلسل، فيظل يتحدث عن دور رفاعى وكأننى والدته فى الحقيقة، ويجب أن أشعر بأهميته حتى أحزن. كيف جاء استعدادك للشخصية واختلافها عن دور الأم الذى قدمته من قبل؟ - «توحة» تمثل المرأة المصرية التى تعرف طبيعة كل فرد وتتعامل معهم بطريقتهم، عندما تحاول زوجات أبنائها الخروج عن طوعها، تقف ضدهم وتعيدهم بطريقتها، وفى الوقت نفسه عندما تشعر بالظلم الذى وقع عليهم تعاملهن باللين، فالشخصية متنوعة وتقمصتها لأن السيناريو يتيح انفعالات متنوعة ومواقف مختلفة. كيف ترين تقديم دور الأم فى الدراما المصرية الآن؟ - هناك بعض الأعمال فى السنوات الماضية استهانت بدور الأم ، لابد أن تعود الأم فى الدراما كما كانت هى الأساس فى الحياة، وتقديم أعمال تؤكد ترابط الأسرة بدور الأم. كيف تقيمين محمد رمضان كممثل؟ - محمد رمضان ممثل موهوب للغاية، بذل مجهودا رهيبا، وكان يهتم بكل تفصيلة فى الشخصيتين، أولاً من حيث الشكل الخارجى وطريقة أدائه وطريقة كلامه وطريقة اختياراته لملابسه، فهو القاسى الحنون، وشخصية ناصر الطالب الذى يعشق أخاه ويكرهه لأنه يشعر بأنه السبب فى أنه لم يحقق طموحه، وهنا رمضان يقدم النقيض فى الشخصيتين، والمفاجأة أننى عندما قرأت السيناريو فى المرة الأولى لم أتخيل أن يقدم رمضان الشخصيتين، ولكنى فوجئت بإصرار محمد سامى خاصة أن الشخصيتين ليستا توأما فى الشكل أو الصفات، بل على العكس فارق السن كبير والشخصيتان مختلفتان، والطبيعتان مختلفتان، ولا أنكر أننى كنت سأعتذر لهذا الأمر لأنه خطأ وارد أن يقع بالمسلسل، حتى بدأنا تصوير أول مشهد ذهلت بشكل رفاعى وناصر فى نفس اليوم بأدائهما وطريقتهما، غير ملامحه بالكامل شكلاً ومضموناً، بالإضافة إلى أنه يملك شيئاً لا يتوافر فى نجوم كبار، وهى حب الناس. هاجمتِ مسلسل حبيشة على صفحات «الوفد» ومع ذلك تتعاملين مع محمد رمضان من جديد؟ - أنا لا أتابع مسلسلات كثيرة، وعندما عرض عليّ مسلسل «ابن حلال» كنت شاهدته حتى جاء مشهد حرق الولد لأبيه، وجدتها كارثة حقيقية، ورأيى فى محمد رمضان لم يكن إيجابياً ولكن عندما قابلته وسألته لماذا تعمد تقديم أعمال متهمة بالبلطجة فقال لى لم أكن أملك اختيارا وكنت أبنى نفسى كممثل، كنت أحاول الانتشار، وأطلب أن يحاسبنى الناس على أعمالى القادمة، وبعدها أثبت أنه ممثل جيد والناس كلها تتحدث عنه. ما الأعمال التى تتابعينها فى رمضان؟ - للأسف الإعلانات ترهقنى كثيراً، وأتحمل إعلانات مسلسلى لأننى أريد أن أشاهده، ولكنى أتابع مسلسل نيللى وشريهان لدنيا وإيمى سمير غانم، والنجمتان كل واحدة فيهما لها شخصيتها، ولهما مستقبل مميز، وأتابع ونوس فالفخرانى يقدم عملا غريبا مدهشا، وسأشاهد كل المسلسلات بعد شهر رمضان. هل تابعتِ مسلسل ليالى الحلمية؟ - لا للأسف لم أشاهده، وأنا رفضته، لأننى تخوفت أن أخرج من شخصية «توحة» فى «الأسطورة».