من نافذة واسعة تطل «روجينا» على كل الشخصيات التى تمر فى الشارع، تتأمل التفاصيل وترصد الملامح والانفعالات، تريد التوحد مع الناس حتى تقدم كل الشخصيات بدقة شديدة، هى ليست ممثلة باحثة عن شهرة زائفة أو طموح مادى زائل، هى فنانة حقيقية تراهن فى اختياراتها على أعمال تعيش وتتمدد فى وجدان الناس ولا تموت وتختفى بمجرد رحيل أصحابها.. هذا العام تشارك روجينا فى بطولة عملين الأول هو «الأسطورة» بطولة محمد رمضان وإخراج محمد سامى، والثانى هو مسلسل «الطبال» أمام أمير كرارة، وكل شخصية تختلف عن الأخرى فى السمات والأبعاد، ورغم صعوبة العملين إلا أن روجينا نجحت فى جذب الأنظار والاستحواذ على اهتمام الجمهور بأداء سهل وإطلالة مليئة بالثقة. روحينا.. نريد أن نعرف ما هى المعايير التى تختارين بها أعمالك؟ - بشكل سهل وبسيط أنا أريد دائماً تقديم شخصيات جديدة لم أقدمها من قبل، هذا العام تلقيت عروضًا كثيرة ورفضت أعمالًا كثيرة جداً لا تتخيلها وكنت أريد فقط تقديم شخصية أو شخصيتين تحملان قدرًا كبيرًا من الإثارة والاختلاف وبعد جهد كبير وتردد طويل أيضاً، وقع الاختيار على دور «حنان» فى مسلسل الأسطورة للمخرج محمد سامى وشخصية الراقصة فى مسلسل الطبال.. والحمد لله جاء اختيارى موفقًا إلى حد كبير. أى شخصية أقرب إلى روجينا؟ - شخصية «حنان» فى مسلسل الأسطورة هى الأقرب إلى نفسى وأعتز بها جداً.. هى بنت بلد وجدعة وتقف بجوار من يحتاج لها.. يجب أن تعرف أن شخصية حنان حتى الآن لم تظهر ملامحها فى الأحداث القادمة سوف تجد حنان تقوم بأعمال إنسانية رائعة خاصة عندما تضيق الحياة بأسرة رفاعى الدسوقى.. باختصار موجودة فى كل بيت مصرى ربما تكون أختك وربما تكون زوجتك. دور الراقصة جديد عليك أم تم تقديمه فى أعمال سابقة قبل «الطبال»؟ - بالفعل قمت بتقديم راقصة فى فرقة فنون شعبية فى مسلسل يحمل اسم «درب الطيب» وكان هشام سليم البطل فى هذا العمل وحقق نجاحًا كبيرًا وقت عرضه، لكن هناك اختلافًا كبيرًا بين شخصية الراقصة فى هذا العمل وشخصية الراقصة فى مسلسل الطبال التى أجمع كل من شاهدها أنها موجودة فى المجتمع بكل ملامحها وتفاصيلها، وهذا شىء أسعدنى جداً. بعد مرور أكثر من أسبوع من شهر رمضان.. حدثينا عن ردود الأفعال؟ - سوف تندهش إذا قلت إن ردود الأفعال فى العام الماضى وصلتنى بعد اليوم الخامس من شهر رمضان، لكن هذا العام ردود الأفعال وصلتنى بعد اليوم الأول، الناس راضة عن شغلى جداً، فقد بذلت جهدًا كبيرًا فى مسلسل الأسطورة ومسلسل الطبال، وأملى أن ينال أدائى رضا الجمهور والنقاد. كيف كان التعاون مع محمد رمضان، وماذا عن كواليس العمل؟ - محمد رمضان صديقى منذ سنوات طويلة، وكان نفسنا نشتغل مع بعض وعندما قدم مسلسل «ابن حلال» طلبنى للعمل معه، ولكن الظروف حالت دون ذلك، وفى مسرحية رئيس جمهورية نفسه أيضاً رشحنى للعمل معه ولم يحدث، وأراد ربنا أن نلتقى فى مسلسل الأسطورة.. محمد فنان محترم جداً ولديه طاقة نجاح ومهموم بشغله ويحب نجاح أصدقائه، هو فنان متواضع ويحب الخير لأصدقائه.. وقد كانت كواليس العمل فى الأسطورة رائعة لأن المخرج محمد سامى قادر على خلق جو رائع فى العمل. هناك فريق من الجمهور انتقد المشهد الذى يجمع بينك وبينك «رمضان» فى غرفة النوم.. ما تعليقك؟ - تلقيت من جمهورى اتصالات كثيرة تلومنى على هذا المشهد، علماً أننى لم أظهر فى هذا المشهد، ولكنى سعيدة لأن جمهورى «بغير عليا»: جمهورى وضعنى فى منطقة معينة ويعرف جيدًا أننى لا أقدم مشاهد مبتذلة أو خادشة للحياء، وهذا يسعدنى جداً، لكن المشهد مصنوع بشكل محترم ومحترف جداً، وفيه إيحاء فقط، المقصود من هذا المشهد هو التأكيد على علاقة الود والحميمية التى تجمع بين «حنان» وزوجها رفاعى الدسوقى.. خاصة أن المشاهد التى تأتى بعد ذلك يكتشف فيها رفاعى أنها تأخذ حبوب منع حمل ويحدث صدام كبير ينتهى بأن يطلقها ثم يردها إلى عصمته مرة أخرى. ما رأيك فى ماراثون دراما رمضان هذا العام؟ - هذا العام توجد منافسة مليئة بالمحبة، والجميع يجتهد ويحاول تقديم أفضل ما لديه، لو تأملت الأعمال المعروضة جيدًا فسوف تكتشف أنها أعمال ثرية جداً، وتجمع بين الروعة فى التكنيك والجدية فى المحتوى فضلاً عن الأداء العالى للممثلين، لذا أرى أن هذا العام ثرى جداً درامياً. لكن البعض يرى أن هناك غزارة فى الأفكار وتراجعًا فى مؤشر الإنتاج.. ما رأيك؟ - بالفعل هناك تراجع واضح فى مؤشر الإنتاج عن الأعوام السابقة ولا أبالغ إذا قلت إن هناك ستة أعمال درامية مهمة كانت مهددة بالتوقف والإلغاء لولا تدخل المنتج المحترم تامر مرسى الذى أنقذ أعمالًا مهمة منها «شهادة ميلاد» بطولة طارق لطفى ومسلسل «الطبال» ومسلسل «القيصر» بطولة يوسف الشريف، فقد أنقذ تامر مرسى صناعة الدراما لديه حس وطنى عالٍ ويدرك أن قيمة الفن المصرى يجب أن تظل عالية ولا تتراجع أبداً مهما حدث، مصر دولة فيها 90 مليون مشاهد، وهذا الشعب يقدر النجاح، ويجب أن تتوهج الأعمال الفنية المصرية على كل الشاشات العربية من المحيط الى الخليج.. الفن المصرى يستحق أن يكون فى المقدمة مهما حدث. كيف ترى روجينا حضور النجوم الكبار هذا العام؟ - أنا سعيدة جداً لأننا نشاهد الكبار فى وقت واحد، الفنان الكبير يحيى الفخرانى يقدم مسلسل «ونوس»، والزعيم يتألق فى مسلسل «مأمون وشركاه»، والساحر محمود عبدالعزيز يراهن بمسلسل «رأس الغول».. لولا الكبار ما أبدع الشباب، نحن جميعاً خرجنا من عباءة العمالقة الذين يمتلكون موهبة حقيقية ولديهم تاريخ ساطع ومضىء.