هل الأمريكان شركاء في الثورة المصرية ؟ وإذا كان الجواب بالنفي انطلاقا من ارتباطهم الوثيق بالنظام السابق ، فلماذا كل هذه الجرأة في التعاطي مع مرحلة ما بعد الثورة والتي تتجاوز حد التمويل لبعض التيارات إلي الضغوط والإملاءات التي تذكرنا بإملاءات المندوب السامي إبان الاحتلال؟. لا أعرف لماذا قفز إلى ذهني هذا الدور الأمريكي الغامض عندما أثيرت موقعة «غزو الماسونيين» لمنطقة الأهرامات في اجازة العيد، نعم انها أشبه بالغزو لأنها إنطوت على تحدى ماسوني «فاجر» للحكومة المصرية التي ضربت «لخمة» وخرجت تصريحاتها ومواقفها متناقضة تماما ، ولولا الضغط الشعبي والتهديد بالاعتصامات لمر الحفل الماسوني تحت سفح الهرم مرور الكرام، وكأن الأمر بات يتطلب تشكيل حكومة شعبية دائمة لانتشال الثورة من مخالب الفلول والبلطجية، ومن الفخاخ الامريكية ، وأيضا من أنياب الماسونية الصهيونية. قصة التحدي الماسوني للإرادة الشعبية المصرية سيطرت علينا طيلة يومي الخميس والجمعة الماضيين، فرغم إعلان المجلس الأعلى للآثار عدم إقامة الحفل الماسونى، الذى ادعت بعض الجماعات اليهودية إقامته تحت سفح الأهرامات مساء الجمعة 11-11، فإن الشركة المنظمة للحفل وضعت عداً تنازلياً على موقعها يؤكد إقامة الحفل فى موعده، مما دفع مئات الأثريين إلى الدعوة لمظاهرة تحت سفح الأهرامات في نفس التوقيت لإجهاض ما سموه «الاحتفال الماسونى». الشركة المنظمة للحفل شككت فى موقف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وأكدت أنه لم يتخذ قراراً بعد بشأن الموافقة على إقامة الحفل أو رفضه، وأسس الداعون للتظاهر رفضا للاحتفالية موقفهم على أن الاحتفال سيبدأ بوضع نجمة داوود داخل غرفة الفرعون خوفو فى الهرم الأكبر كجزء أساسى من الاحتفالية. لم يكتف الأثريون، الذين أطلقوا على أنفسهم «شباب مصر الحر» بدعوتهم للتظاهر، بل أطلقوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعى لمطالبة الحكومة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بمنع دخول الأفواج الإسرائيلية أو اليهودية من أى جنسية إلى مصر، خلال الفترة المقبلة. والماسونية لمن لايعرف ألاعيبها هي تنظيم سري يقوم بإدارة العالم عبر محافله السرية وقياداته وشخصياته في مختلف بلدان العالم ، والتاريخ لم يعرف منظمة سرية أقوى من الماسونية، وهي أقدم منظمة عرفتها البشرية ، وكذلك هي من شر مذاهب الهدم التي تفتق عنها الفكر اليهودي . وقد جاء في البروتوكول الخامس عشر من بروتوكلات حكماء صهيون ما نصه: والى أن يأتي الوقت الذي نصل فيه إلى السلطة، سنحاول أن ننشئ ونضاعف خلايا الماسونيين الأحرار في جميع أنحاء العالم وسنجذب إليها كل من يصير أو من يكون معروفاً بأنه ذو روح عامة وهذه الخلايا ستعمل بمثابة مراكز للدعاية. وكلمة الماسونية تعني في العربية: البناءون الأحرار، وهي في الاصطلاح منظمة يهودية سرية هدامة، إرهابية غامضة، محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم وتدعو إلى الإلحاد، والإباحية والفساد، وتتستر تحت شعارات خداعه (حرية إخاء مساواة إنسانية) ومعظم أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم، ويقيمون ما يسمى بالمحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام، تمهيداً لتأسيس جمهورية ديمقراطية عالمية - كما يدعون - وتتخذ الوصولية والنفعية أساساً لتحقيق أغراضها في تكوين حكومة لا دينية عالمية. وهذا الخطر الماسوني لا يمكن أن نعزله عن سياق الخريطة الدينية التي اعتمدتها الخارجية الأمريكية في تقريرها الأخير عن الحريات في مصر ، والذي سبق أن نبهت اليه في مقالات سابقة هنا، حيث تعتبر واشنطن الحرية الدينية جزء هاما من الحوار الثنائي مع مصر ، وعبرت واشنطن عن ذلك صراحة قبل اندلاع الثورة المصرية بشهرين موضحة أن السفارة السفارة الأمريكية في القاهرة تجري مناقشات دورية حول شئون الحرية الدينية مع مسئولين حكوميين ، بما فيهم المحافظين وأعضاء البرلمان. و يقيم المسئولون في السفارة الأمريكية حوارا نشطا مع قادة الطوائف الدينية المختلفة، كما يناقشون شئون الحرية الدينية مع جهات مختلفة تتضمن الأكاديميين ورجال الأعمال والمواطنين خارج القاهرة، ويناهض المسئولون الأمريكان صراحةً المقالات المعادية للسامية في الوسائل الإعلامية من خلال مناقشات مع بعض رؤساء التحرير والصحفيين. وحسب تقرير الحريات، تعمل الحكومة الأمريكية أيضا على تقوية المجتمع المدني، من خلال دعم القنوات العلمانية وتطوير مواد تربوية تشجع التسامح والتنوع وفهم الآخر في المناهج التعليمية باللغتين العربية والإنجليزية، ويعمل المسئولون بالسفارة أيضاً مع المجلس الأعلى للآثار لتشجيع الحفاظ على الآثار الثقافية، ويشمل ذلك المواقع التاريخية الإسلامية والمسيحية واليهودية. خلاصة القول، الساحة المصرية أصبحت مستباحة والماسونية تضع مصر تحت المجهر وتعتبرها المنطقة رقم 245 في مخططها، ورغم تزايد نشاط هذه المنظمة العالمية في فلسطين إلا أنها لم تعترف بها كدولة مستقلة بل تصنفها على أنها جزء من إسرائيل، وباختصار هى منظمة ليس من ورائها منفعة ترجى كي تتمسح فيها بعض الجهات والدوائر الثقافية باسم الديمقراطية والانفتاح.. «ومش عارفين هانلاقيها منين ولا منين».