مازالت شبكة "حقانى" تمثل المعضلة الرئيسية للحرب الأمريكية فى أفغانستان، ففى الوقت الذى تسعى فيه إدارة الرئيس بارك أوباما لإجراء مفاوضات مع شبكة حقانى كونها أصبحت مسئولة عن معظم أحداث العنف والقتل للجنود الأمريكيين وغيرهم من القوات المشاركة فى عمليات حلف الناتو هناك، نفذت الشبكة مؤخرا هجوما أدى إلى قتل جنود أمريكيين حيث تم استهداف السفارة الأمريكية ومقر حلف الناتو بكابول عاصمة أفغانستان. وقالت مجلة "فورين افيرز" إن الولاياتالمتحدة تعهدت بهجوم مضاد كعقاب لجماعة حقانى التى تتخذ من باكستان مقرا لها وتتمتع بحماية الحكومة الباكستانية. وأشارت المجلة إلى أن شبكة حقانى أصبحت تمثل التهديد الحقيقى وربما الوحيد لاستقرار أفغانستان، بعد أن تمكنت قوات حلف الناتو من إنهاك حركة طالبان. وتتهم أمريكا المخابرات الباكستانية بدعم شبكة حقانى حتى إنها أصبحت أكثر وأهم التحديات الاستراتيجية التى تهدد استقرار المنطقة، بعد أن لاحت مؤشرات الاستقرار فى أعقاب الضربات المتلاحقة لحركة طالبان على مدار عامين والتى نتج عنها استعادة السيطرة على مدن زهارى وبنجواى وأرغانداب التى كانت واقعة تحت سيطرة طالبان. وتؤكد التقارير أن شبكة حقانى لها علاقات مع تنظيم القاعدة ، وتملك قدرات كبيرة على تنفيذ عمليات خارج مقرها الرئيسى فى مدينة وازيريستان شمال باكستان، حيث تمتد عملياتها الإرهابية لضواحى باكتيا وباكتيكا وكوست وضاحيتى لوجار ووارداك المحيطة بالحدود الشمالية للعاصمة الافغانية كابول. وقالت مجلة " فورين افيرز" إن واشنطن تعتبر جماعة "حقانى" الذراع الأيمن لجهاز المخابرات الباكستانية، حيث وصف الأدميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الامريكية أعضاء الشبكة بأنهم يمثلون "الجيش الحقيقى لوكالة المخابرات الباكستانية" وذلك خلال أفادته أمام الكونجرس الأمريكى عن الأوضاع فى أفغانستان.