"نا لست نادماً على قتل شقيقتى، إحنا معندناش فى الشرف ندم، ولو اتعدمنا هنفضل رافعين راسنا لأننا غسلنا عارنا، لأنها وضعت رؤوسنا فى «الوحل» بسبب سوء سلوكها وإقامة علاقة غير شرعية مع رجل غير زوجها، حاولت أكثر من مرة أن أعيدها إلى الطريق الصواب، ولكنها كانت ترفض الاستماع لى، وتتهم والدى بأنه السبب فى زواجها برجل عجوز والذى كان يعذبها، حيث فقدت معه مشاعر الحب ولذلك لجأت إلى إقامة علاقة مع آخر ولأننا رفضنا أن تطلق من زوجها أصرت على استمرارها فى علاقة غير شرعية وكأنها كانت تعاقبنا، ولم تعلم أن هذه العلاقة سوف تكون هى السبب فى موتها".. كانت هذه هى بداية كلمات «سعيد. م» قاتل شقيقته «سعدة». بكى المتهم وقال قلبى كان يتقطع وأنا أقتل شقيقتى الصغيرة، ولكنه أمر من والدى المسن الذى طلب منى أنا وعمى أن نغسل عارنا بأيدينا، قبل افتضاح أمرنا فى البلد وقال: نحن من أسرة فقيرة وبالرغم من فقرنا الشديد حاول والدى ووالدتى عدم حرماننا من أى شىء، ومنذ عدة سنوات حضرنا إلى الإسكندرية أملاً فى تحسين حالنا إلى الأفضل، بحث والدى فى كل مكان على فرصة عمل مناسبة يستطيع من خلالها توفير نفقات أبنائه الخمسة. تمكن بعد رحلة بحث طويلة من العمل فى التجارة مرت الأيام سريعاً وكبرت شقيقتى ولأنها كانت فتاة جميلة تقدم لخطبتها أحد التجار الكبار، وبالرغم من كبر سنه، وافق والدى على زواج شقيقتى منه، لأن الزواج فى عرف الصعيد سترة للبنات، بالإضافة إلى أنه كان شديد الثراء فتوقع والدى بأنه سيتمكن من تعويضها عن المعاناة والحرمان، الذى كنا نعيشه وبالرغم من ذلك رفضت شقيقتى الزواج، وحاولت أكثر من مرة أن تهرب من المنزل، ولكننا أجبرناها على الزواج، اعتقدنا أن صغر سنها السبب فى رفضها للزيجة وخلال ثلاثة أشهر تم الزفاف، وانتقلت شقيقتى للعيش مع زوجها وبدلاً من أن يهدأ الحال بينها وبين زوجها تفاقمت مشاكلها، وبعد فترة بدأ الزوج يشتكي من كثرة مبيتها خارج البيت بحجة جلوسها بجانب والدتها المريضة، نزل كلام زوجها علىّ كالصاعقة وقررت مراقبتها واكتشفت أنها على علاقة بأحد الأشخاص، وواجهتها بما اكتشفت لم تنكر بل طلبت منى مساعدتها فى التخلص من زوجها حتى تتمكن من الزواج من الشاب الذى تحبه، وحاولت أن أعيدها لطريق الصواب، لكنها أبت الاستماع إلى صوت العقل، وقررت أن تنتقل للعيش مع عشيقها فى منزله دون زواج بالإضافة الي انها ما زالت على ذمة زوجها، فتوسلت إليها أن تعود إلى ضميرها حتى لا يصل بنا الحال إلى طريق مسدود، وبعد حوار طويل اقتنعت بكلامى فصدقتها وعدت إلى منزلنا وأنا فى قمة سعادتى، لأنى أقنعت شقيقتى بالعدول عن طريق الحرام، ولكن سرعان ما اكتشفت الخدعة التى وقعت فيها، فشقيقتى ما زالت تتردد على منزل عشيقها يومياً فقررت أن أخبر والدى بالواقع المرير حتى نصل إلى حل يغسل عارنا. وفور علم والدى بالواقعة، قررنا التخلص منها واتفقت مع عمى وابنته على قتلها، بالفعل قمنا باستدراجها، واتصلنا بزوجها وطلبنا منه الحضور لزيارة والدى، وعندما تأكدنا أنه خرج من المنزل، توجهنا لها بحجة الحديث معها، وقامت ابنة عمى بمغافلتها والتوجه لوضع المخدر فى كوب العصير لها، وأثناء محاولتها تهدئتها قامت بشرب العصير الذى شل حركتها، قمت على الفور بكتم أنفاسها بالإيشارب حتى فارقت الحياة، ثم حملناها فى سيارة عمى وتوجهنا إلى الترعة وقمنا بإلقائها لإخفاء معالم الجريمة، ولكن عندما اكتشف زوجها تغيبها عن المنزل عدة أيام قام بإبلاغ المباحث وبعد 3 أيام تم كشف أمرنا.. يصمت المتهم لحظات ثم يبدأ فى محاورة نفسه قائلاً: «يعنى وهى عايشة فضحتنا وهى ميتة فضحتنا» وأخذ يهذى: لست نادماً على قتلها لأننا غسلنا عارنا بأيدينا قبل أن تضع رؤوسنا فى الوحل. وقف وهو يجر أذيال خيبته وجريمته وطلب من حارسه الإسراع به إلى الحجز، لأنه أرحم وأحن إليه من شقيقته التى كان ينظر إليها على أنها والدته رغم صغر سنها وكان ينشد عندها الحنان والحب.