وجهت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سؤالًا إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول إذا ما كان قتل زعيم حركة طالبان الملا اختر منصور مجرد هدف في حد ذاته أم أنه يشكل جزءًا من استراتيجية لدفع باكستان - التي يفترض أنها حليفة للولايات المتحدة - وقادة طالبان للجلوس إلى مائدة الحوار. وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته اليوم الأربعاء، على موقعها الإلكتروني - إن أمريكا تحجم منذ سنوات عن استهداف كبار قادة طالبان أثناء تواجدهم داخل إقليم بلوشستان الباكستاني، حيث كان جيش باكستان القوي يوفر لهم الحماية منذ مدة طويلة، غير أن أوباما تخطى هذا الحد من خلال إصدار تفويض بشن الغارة التي نفذتها طائرة بدون طيار وأسفرت عن مقتل الملا اختر منصور يوم السبت الماضي، قائلًا إنه تحرك في هذا الاتجاه لأن الملا منصور كان يخطط لشن هجمات على أهداف أمريكية في أفغانستان ورفض محادثات السلام. ورأت الصحيفة أن هذا الهجوم علامة على غضب الولاياتالمتحدة إزاء لعبة الازدواجية التي تلعبها باكستان مع واشنطن لمكافحة الإرهاب، وفي الوقت نفسه إيواء طالبان وشركائها الأكثر تشددا من شبكة حقاني. وأشارت إلى أن حقيقة إصدار أوباما الآن توجيهات بشن هجوم في بلوشستان تثير تساؤلا مهمًا وهو إذا ما كان الرئيس أوباما يعتزم توسيع البعثة العسكرية الأمريكية في أفغانستان التي تركز الآن على تدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها وضمان عدم إعادة توحيد صفوف تنظيم القاعدة. ومضت الصحيفة تقول إن قتل الملا اختر منصور من المؤكد أنه سوف يفاقم العلاقات المتوترة في الأصل بين باكستانوأمريكا سوءًا، أما التأثيرات الأخرى فلا يمكن التنبؤ بها بشكل كبير، فمن الممكن أن يشعر قادة طالبان بتهديد أكبر، ما يجعل خليفة الملا منصور قابلا للمشاركة في صنع السلام، وقد يحدث العكس حيث قد تتحد حركة طالبان التي تعاني حاليا من انقسامات داخلية تحت راية قائد أكثر عنفًا. وطرحت "نيويورك تايمز" احتمالا ثالثا لتأثيرات قتل الملا منصور، وهو أن طالبان قد تخسر مقاتليها الذين سيتوجهون إلى تنظيم "داعش"، مؤكدة أنه "في كل الأحوال، تشير الدراسات إلى أن قتل زعماء الإرهاب لا يعني في العادة وضع نهاية للعنف".