بطاقة التموين هى ملاذ البسطاء والنجاة من غول الأسعار الذى أصبح سكينا باردا على رقاب الفقراء، بل هى المنقذ فى ظل الظروف المعيشية الصعبة والتى أصبحت مأساة حقيقية تؤرق المواطن البسيط، ورغم ذلك فما زال المواطن يعاني أشد المعاناة لاستخراج بطاقة التموين، من أجل الحصول على الخبز والسلع المدعمة المقررة من الحكومة والإجراءات المعقدة التى تؤكد أن هناك خللا عظيما ودولة عميقة اسمها دولة الفساد الكبرى. يقول عبدالفتاح صديق، أحد أهالى مدينة قنا: إن المواطنين وخاصة أهالى القرى يعانون أشد المعاناة فى استخراج بطاقات التموين التى يتطلب استخراجها الذهاب لعدد من الهيئات والمصالح الحكومية، ومنها السجل المدنى لاستخراج شهادة الميلاد، فى السجل المدنى المزدحم دائمًا فى كل مراكز قنا، وأشار صديق أن حالة الأمية المنتشرة فى القرى تجعل الأهالى فى حالة من الارتباك وعدم معرفة السبل للمرور على الإجراءات المتبعة لاستخراج البطاقة. وقال: يجب إيجاد حلول تسهل على أهالى القرى استخراج البطاقة بدلًا من تركهم فى حالة من التوهان بين المصالح الحكومية والروتين المعقد. ويشير نبيل بكرى -موظف بالمعاش- أن رحلة استخراج بطاقة تموينية مرهقة لأصحاب المعاشات والمسنين، وأن المواطن يمر بنحو 9 مراحل وزيارات لهيئات حكومية لاستخراج بطاقة التموين، ما بين مكتب التموين التابع له، والسجل المدنى، ومراكز الخدمة وغيرها لاستخراج البطاقة، ويضيف: رغم كل هذه المعاناة التى يعنيها على مدار عدة أسابيع يتفاجأ المواطن بحدوث خطأ ما من قبل الموظف فى البيانات فيضطر إلى إعادة الإجراءات من جديد، مطالبًا المسئولين تذليل العقبات أمام أصحاب المعاشات والمسنين، لأنهم فئات غير قادرة وهم الأولى بالدعم الحكومى، لافتًا إلى أن معاشه أصبح لا يتجاوز 1200 جنيه، بعد كان يتقاضى 3 آلاف جنيه فى وظيفته فى التربية والتعليم. وعلى جانب آخر، فقد أكد محيى عبدالله وكيل وزارة التموين بقنا، أن عدد المستفيدين من البطاقات التموينية فى محافظة قنا، يبلغ 630 ألف بطاقة تموينية ممن تنطبق عليهم شروط الحصول على الدعم ومنها ألا يزيد راتب المستفيد على 1500 جنيه بالنسبة للموظفين، و1200 جنيه لأصحاب المعاشات، وأن هناك 14 ألف بطاقة فى قائمة الانتظار ممن تنطبق عليهم الشروط سوف تستفيد من الدعم خلال 7 شهور قادمة. وأوضح وكيل وزارة التموين أن هناك فئات تستفيد من الدعم الحكومى دون شروط ودون التقيد بالحد الأقصى وقوائم الانتظار، وهم المستحقون لمعاشات الضمان الاجتماعى والسادات ومبارك، الأرامل والمطلقات والمرأة المعيلة، أصحاب الأمراض المزمنة وذوى الاحتياجات الخاصة، القصر الذين ليس لهم عائل أو دخل ثابت لوفاة والديهم، العمالة الموسمية المؤقتة، والعاملون بالزراعة، والباعة الجائلين، وغيرهم، بحد أقصى 4 أفراد للأسرة، وعدم إضافة أفراد للبطاقة بعد استخراجها. وفى سياق متصل تعددت شكاوى المواطنين فى محافظة قنا، من تقليص عدد المستفيدين من الدعم الحكومى، فى البطاقات التموينية الواحدة. وقالت سماح عبدالله -موظفة على المعاش- إنها فوجئت بصرف السلع لأربعة أفراد رغم أن عدد المدرجين على البطاقة التموينية يبلغ 6 أفراد هم عدد أفراد أسرتها، وأضافت أنها عندما استفسرت لم تجد إجابة عند التاجر أو فى إدارة التموين. وفسر أحد المسئولين بتموين قنا، تقليص عدد المستفيدين أن الأفراد الذين تم خصمهم من البطاقات التموينية لهذا الشهر، تم بمعرفة وزارة التنمية الإدارية، نظرًا لوجود بعض الأخطاء فى بيانات الرقم القومى الخاصة بهم، ولفت إلى أنه سوف يجرى التنسيق بين الوزارة والتموين، للرجوع إلى إدارات التموين بالمحافظة، لتصحيح هذه البيانات، لإعادة تفعيلها مرة أخرى، والأفراد الذين تم خصمهم هذا الشهر بسبب تصحيح البيانات، لا يحق لهم المطالبة بصرف مستحقاتهم التموينية بأثر رجعى. �