بمجرد إعلان رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة استحواذه على قناة «أون تى فى» التى كان يمتلكها رجل الأعمال «نجيب ساويرس»، شعر البعض أن هناك تغيرات أخرى سوف تظهر فى المشهد الإعلامى المصرى، وأن الأيام القادمة تحمل العديد من المفاجآت، هذا ما أكده خبراء الإعلام. يرى الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أنه من الطبيعى أن تحدث عمليات تحول داخل أى نظام إعلامي وأن تتضمن عمليات التحول هذه استحواذ رجال أعمال على وسائل جديدة وامتلاكهم لها بالكامل أو لنسبة من أسهمها، وقد تكون تلك العمليات راجعة لأسباب اقتصادية أو سياسية فى إطار الضغوط الاقتصادية للسوق الإعلامى والتداعيات السياسية للمحتوى الذى تقدمه تلك الوسائل، ورغبة البعض فى الخروج منه، فى مقابل رغبة البعض فى لعب أدوار جديدة فيه وفقًا لرؤية كل منهم وقيمه الاقتصادية والسياسية. وفى هذا السياق بدأت الحركة بقناة «أون تى فى» والمتوقع أن تتبعه مجموعة قنوات أخرى، ومن المنطقى أن تصاحب عملية انتقال ملكية القنوات عمليات تحول فى السياسات الإعلامية وتوجهات كل وسيلة، وتغييرات فى الخريطة البرامجية وفى مقدمى البرامج وذلك لاختلاف توجهات الملاك الجدد الفكرية والسياسية والاقتصادية، وكذلك رؤيتهم للدور المطلوب من وسائل الإعلام فى المرحلة القادمة فى ظل ما يوجه للإعلام المصرى ووسائله وخاصة القنوات الفضائية من انتقادات وما يثار حول محتواها من جدل، حيث يرى البعض أن جزءًا كبيرًا من إرباك الرأى العام وتشويه إدراكه السياسى للوقائع والأحداث يعود إلى برامج تلك القنوات الفضائية والخلل فى أجندتها الإعلامية. وقال علم الدين إن التجارب العالمية تشير إلى وجود كيانات تنظيمية للإعلام الإذاعى والتليفزيونى مثل الOfcom فى بريطانيا تتولى متابعة ومراقبة أداء وسائل الإعلام، وتتلقى الشكاوى بشأن أى تجاوزات أو ممارسات غير أخلاقية من وسائل الإعلام كالقنوات التليفزيونية وتتولى انطلاقاً من دورها فى عملية المحاسبة والمساءلة التحقيق فى تلك الشكاوى فى ضوء الأكواد أوالمواثيق الأخلاقية (مواثيق الشرف الإعلامي) التى تقرها الجماعة الإعلامية، وتصدر أحكامها التى يلزم الجميع بحكم القانون بتطبيقها. ونأمل أن يتم ذلك فى مصر بعد إقرار التشريعات الإعلامية الجديدة، والمتضمنة إنشاء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذى نص عليه دستور 2014. * الدكتورة ليلى حسين رئيس قسم الإعلام بجامعة حلوان، أكدت أن الفترة القادمة تشهد منحنى آخر للفضائيات، خاصة بعد مطاردة شبح الإفلاس لها، وهوما جعلها تلجأ لنوع آخر لجذب المشاهدة بتقديم برامج التوك شوو إدخال الثرثرة وكل ما ينافى عادات الشعب المصرى، بل استخدمت أسلوباً معارضاً للدولة، ولم تقف خلف الدولة لمواجهة الإرهاب، ووضعت مصر أكثر من مرة فى مواقف محرجة عالمياً مثل تناولها قضية «روجينى». وأضافت: «الأون تى فى» ليست الأخيرة فى بيعها ولكن هى البداية. * الإعلامى إبراهيم الصياد، يتوقع سقوطاً كبيراً للفضائيات فى المرحلة المقبلة، وقال: لا يهمنى المشترى أو البائع كلها أسماء لن نقف عندها، الأهم خريطة الإعلام فى الفترة القادمة، فهل من يرسمها هم رجال الأعمال الذين يخسرون الملايين سنوياً؟ ولا نعلم مصدر أموالهم؟ وهذه تساؤلات أتمنى أن يخرج علينا أصحاب القنوات للإجابة عنها. ويرى الصياد أن هناك احتمال ظهور وجوه جديدة لكن ليس شرطاً أن تكون أكثر اهتماماً بقضايا الوطن وأضاف: أعتقد أن تحكم رجال المال فى الإعلام لن تحل مشكلة بل سيضخم من حجم المشكلات الإعلامية خاصة استمرار سيطرة (الإعلان) على (الإعلام). * الدكتورة هبة شاهين رئيس قسم الإعلام بجامعة عين شمس، قالت: من الطبيعى أن يكون البقاء للأقوى لأن الإعلام صناعة باهظة التكاليف وكثرة القنوات تؤثر على اقتسام الكعكة الإعلانية مع سوء الوضع الاقتصادى العام للبلد من المتوقع إغلاق قنوات أو بيعها أو اندماجها فى أخرى، فالخريطة الإعلامية ستنقلب رأساً على عقب، وهذا ناتج عن عدم وجود ضوابط للرسالة الإعلامية فليس لدينا آلية لمتابعته ضوابط القنوات الخاصة التى تأتى من هيئة الاستثمار، وهى لا تضع أى ضوابط للمادة الإعلامية. وأضافت: يكفى أن يكون مقدمو برامج التوك شو الأكثر جماهيرية ومشاهدة ليسوا إعلاميين وغير مؤهلين لأداء مهنة تخاطب وتشكل العقول.