المخرجة البريطانية أندريا أرنولد تعود إلى مهرجان "كان" فى نسخته 69 مع فيلم "العسل الأمريكى" «American Honey»، وهو أول فيلم أمريكى للمخرجة، تجوب بطلة الفيلم المراهقة (ساشا لين)، جميع أنحاء الغرب الأوسط الأمريكى مع من يُعَدُّ، حالياً، أسوأ أطقم بيع المجلات صيتاً، وتتجول هذه المجموعات الشابة لإيصال المجلات إلى أبواب المشتركين، وينام كل ثلاثة أو أربعة فى إحدى غرف الفنادق الرخيصة، بينما الذى يدفع أقل مكانه على الأرض. ويقال إن أرنولد استوحت الفيلم من التغطية الصحفية الصادمة عن هذه المجموعات وتعاطيها المخدرات، والفيلم بطولة شيا لابوف، رايلى كيو و(ساشا لاين). تعرض شيا لابوف لإصابات بالغة خلال تصويره لمشهد تحطيمه لنافذة برأسه وينقل شيا إلى المستشفى واحتاجت.. شيا لابوف. بدأ حياته المهنية كوميديان عندما كان عمره 10 أعوام، ومن ثم بدأ مشواره التمثيلى فى عام 1998 فى سن ال12. وأصبح معروفاً بين الجمهور الأصغر سناً لدوره فى سلسلة قناة ديزنى ستيفنز المعتدل، كما ظهر فى ثلاثة أفلام تلفزيون لديزنى. فى عام 2003، قام لابوف بفيلمه الأول فى هولز، كما ظهر فى الدور القيادى فى معركة مرتفعات شاكر فى العام نفسه. فى عام 2005، قام لابوف بالانتقال من أدوار المراهقة فى أعظم مباراة لعبت على الإطلاق. فى عام 2007، قام ببطولة فيلم اضطراب والمتحولون، وظهر فى السنة التالية فى أنديانا جونز ومملكة الجماجم الكريستال فى دور نجل أنديانا. فى عام 2009، كرر لابوف دوره سام ويتكى فى تتمة المتحولون، وظهر فى نيويورك، أنا أحبك. وتشمل الأفلام القادمة للابوف الأدوار القيادية فى المساعد، وفى مايو 2009، عمل لابوف إخراجه للمرة الاولى عن طريق إخراج فيديو موسيقى لكيدج للأغنية المفردة «إنى لم أعرفك قط». والمثلة ريلى كيو (Riley Keough) مواليد 29 مايو 1989 فى سانتا مونيكا، الولاياتالمتحدة، هى ممثلة أمريكية بدأت مسيرتها الفنية عام 2010. هى ابنة المغنية وكاتبة الأغانى ليزا مارى بريسلى، وحفيدة إلفيس بريسلى.. والمخرجة أندريا أرنولد ترأست لجنة تحكيم «أسبوع النقاد» فى مهرجان «كان» 2014، وأندريا أرنولد هى مخرجة فيلم «الطريق الأحمر» بين كروز وبلانشيت وكيت ديكى عن دورها فى فيلم «الطريق الأحمر»، وفيلم «مرتفعات ويزرنج» وقد فازت بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمها الثانى «حوض الأسماك» Fish Tank عام 2009. «الطريق الأحمر The Red Road» وهو عمل القسوة والقتامة لكنه صادق تمامًا فى تناول موضوعه المعاصر الذى يعكس صورة لما يحدث فى المجتمع الإنجليزى اليوم فى أوساط الطبقة الهامشية التى تعيش خارج المجتمع، من خلال فتاة مراهقة ضائعة لا تجد من يأخذ بيدها، وقامت بدورها ممثلة جديدة شابة «17 عامًا» تفوقت على أدائها الواثق، كيتى جارفيس اسم سيبقى طويلاً فى الذاكرة لإحدى نجمات المستقبل.. وحصلت عنه المخرجة البريطانية أندريا أرنولد على جائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان «كان». وأهم ما يميز فيلم «مرتفعات ويزرينج» السرد المستغرق فى التفاصيل الذى عالجت به رواية برونتى إلى جانب التعامل مع كل عناصر الطبيعة، مثل الريح بوصفها عنصراً والحوار فى الفيلم لا يتعدى بضع عبارات وكأن الريح هى المتحدث، مع استخدام صوت الحطب فى المدفأة، ولهث الكلاب ونوعت مخرجة الفيلم بين لقطات الكاميرا المحمولة وتلك الثابتة أو البانورامية وغيرها. إنها استطاعت بإبداعها اختزال 50 صفحة بلقطة واحدة تمتد لدقيقة أو دقيقتين، والمخرجة البريطانية أندريا أرنولد تبهرك منذ اللحظة الأولى برسوم طفولية على الجدران، وأجمع النقاد أن بفيلمها سحراً ما فى تتبع الكيفية التى ينتقل فيها عمل أدبى إلى السينما، ولعل أول ما يحضر فى هذا الخصوص يكون على اتصال بالمعالجة السينمائية، وبالتالى نقد عمل إبداعى من وسيط إلى آخر له عالمه الخاص وفى آليات التلقى يمكن الحديث عن الانتقال من الورق الى الشاشة، ومن فعل القراءة إلى فعل المشاهدة، ولعل فعل ذلك مع ما صنعته أندريا أرنولد برواية برونتى سيكون آسراً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى نقدى، فنحن حيال فيلم مبنى برصانة مدهشة متأسس أولاً على التقاط ذكى للرواية، وهذا على الصعيد الدرامى، بينما يأتى الفيلم على الصعيد البصرى بمثابة قطعة فنية تريد لنا أن نعيش الفيلم أولاً بوصفه - أى الفيلم - فعل استثمار بصرى بالمادة الدرامية الرائعة التى صنعتها برونتى. ولم يشذ فيلمها «حوض السمك» الذى شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» 2004، فى انتصاره إلى بطلته التى تحاصرها ارتباك ظروفها الشخصية فكما كانت جاكى فى «الطريق الأحمر» مكلومة بمصرع ابنتها الصغيرة وزوجها الأمر الذى دفعها الى إقصاء ذاتى عن الجميع، بمن فيهم أهل زوجها، فإن الشخصية الرئيسية فى فيلمها الأخير تعانى تهافت علاقاتها العائلية التى ترغمها على تكريس عدائيتها لمحيطها وأناسه ومحيطهم ومواقعهم، ويأتى خيار المخرجة فى تشديد مأسوية المصيرين لإثبات أن الوقائع الاجتماعية فى بريطانيا المرفهة لا يخلو من فواجع عائلية تصل فى معظم الأحيان إلى تدمير مقصود للجسد كقيمة اعتبارية وللأعراف كوحدة تآخٍ جمعية، وتميز مايكل فاسبندر فى «حوض الأسماك»، الذى تسهل له الأم العاشقة اقتحام عالم «ميا» المغرق بسوداويته، فتتحول الحكاية إلى صراع بين نقيضين، و«حوض الأسماك» للإنجليزية أندريا أرنولد يعبر عن الواقع الإنسانى الممزق فى بيئة فقيرة، من خلال عائلة صغيرة ونزاعاتها الداخلية المريرة.. هذا فيلم ينتمى حرفياً للمدرسة الواقعية البريطانية الأصيلة، وتتعمد المخرجة تجنب تصوير وجه الأم كثيراً بل تتجنب مواجهتها بالكاميرا، فهى شخصية تعيش فى عالمها المغلق الحزين بسبب الوحدة، على رغم جمالها الذى يوشك على الزوال وخشيتها بالتالى من الزمن، الأم موجودة فى الصورة وغير موجودة فى الفيلم إلا للتعبير عن ضعف تأثيرها الإيجابى القوى على الابنة - البطلة - المتمدنة، التى تبحث عن عالم أكثر رحابة ربما لن تتمكن من الوصول إليه إلا بعد أن ترك تلك الضواحى الصغيرة وترحل مع صديقها المتشرد الحائر مثلها، وإن كان لا يتمتع بنفس قوة الشخصية واهتزاز الكاميرا يعكس الاهتزاز القائم فى الواقع، والاستخدام المميز للإضاءة غير المباشرة طوال الفيلم يخلق ظلالاً قاتمة حول الوجوه أحياناً، أو يجعل الصورة ضبابية.