يقارب شهر إبريل على الانتهاء، وقد استقبلت مصر خلاله قادة عدد من الدول العربية والأجنبية، وشهدت هذه الزيارات توقيع اتفاقيات تعاون مشتركة، في شتى المجالات الاقتصادية والعسكرية والتجارية، ما كان له تأثير على استعادة مصر لدورها الريادي في المنطقة. وتعد الزيارة المرتقبة لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والتي من المقرر لها خلال الأسبوع الجاري، آخر هذه الزيارات، حيث خلالها يعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والملك جلسة مباحثات رسمية؛ لتعزيز سبل التعاون الثنائي بين الجانبين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية. ومن المقرر أيضًا أن يصدر عن القمة، تشكيل مجلس استراتيجي بين مصر والبحرين، وتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية المشتركة، وبحث عددًا من الملفات، والوقوف على آخر المستجدات بالنسبة للأزمات التي تمر بها الدول العربية. وكما شهد شهر إبريل، قمة مصرية سعودية، بزيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، والتي استمرت 5 أيام، وشهدت توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية كبيرة بين البلدين، كان على رأسها إتفاقية الجسر الذي يربط مصر بدول آفريقيا. كما قام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بزيارة إلى مصر خلال الأسبوع الماضي، و أُقيم له استقباًلا رسميًا بقصر القبة، وكان الرئيس السيسي على رأس المستقبلين له، وشهدت الزيارة حوار مفتوح بين قادة البلدين حول القضايا السياسية المشتركة. ويوم الخميس الماضي، زار ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مصر، استغرقت يومين، تم فيها التوقيع على عدد من الأتفاقيات لاسيما في مجال الإسكان، ومن المقرر أن تستضيف القاهرة العاهل المغربي الملك محمد السادس في يومي 4 و5 مايو المقبل. واتفق خبراء الشأن السياسي على أن الزيارات المتتالية لرؤساء الدول العربية والأجنبية الفترة الماضية، لها أهداف اقتصادية وسياسية ودبلوماسية، مؤكدين أنها تعكس أهمية مصر، و دورها في إدارة الأزمات الراهنة في الشرق الأوسط، وتعيد لها دورها الريادي في المنطقة. الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أوضح أن الزيارات التي شهدتها مصر الفترة الماضية اختلفت أهدافها من دولة لأخرى، منها متابعة ظاهرة التحول السياسي الراهنة في مصر، والتعرف على ما يحدث في مجلس النواب، فضًلا عن التعاون في المجال العسكري، هو الهدف الأساسي من زيارة الوفود العسكرية الأمريكية لمصر. أما عن قادة الدول العربية، قال: "هناك أهداف خاصة بكل دولة من زيارتها لمصر، فالسعودية جاءت للتشاور بشأن جزيرتي تيران وصنافير، والإمارات لمتابعة مشروع العاصمة الجديدة، والمغرب تحاول كسب التأييد فيما يخص أزمة الصحراء المغربية، و موريتانيا لبحث ملف القمة العربية". وأشار إلى أن الهدف الأساسي الذي تتطلع إليه الدول العربية من زيارتها لمصر، هو تقديم الدعم الاقتصادي المباشر، مضيفًا أن الزيارات في مجملها تؤثر يشكل إيجابي على السياسة المصرية. ورأى فريد خان، الخبير في الشون الدولية، أن الزيارات التي توالت على مصر خلال الفترة الماضية، استهدفت معياريين أساسيين وهما المعيار "الاقتصادي و الدبلوماسي"، مستندة على الدور الريادي التي نجحت مصر في استرجاعه الفترة الماضية. وتابع أن زيارة خادم الحرمين الشريفين، نجحت في تحقيق المعيار الاقتصادي، من خلال ضخ الجانب السعودي المليارات والاستثمارات في الاقتصاد المصري، مضيفًا أن المعيار الدبلوماسي تمثل في زيارة الوفود الخارجية الأجنبية، مثل زيارة "زيجمار جابريل" نائب المستشارة الألمانية، لبحث القضايا المشتركة بين البلدين. وأوضح أن إتباع القطبين الروسي والأمريكي خلال الفترة الأخيرة، سياسة جديدة تقوم على الوفاق والتعامل الدبلوماسي والسياسي مع الدول العربية والإقليمية، تمثلت في التعاون مع دول قوية مثل مصر في كل المجالات، قادرة على التغيير والمساهمة في حل القضايا الراهنة.