«القبح والجمال فى عين الذى يرى، وليس فيما يراه، أنت لا ترى الواقع، وإنما تصنعه» هكذا فلسفته فى الحياة، الإصرار والعزيمة لديه سر النجاح... يؤمن بأن «الصدفة» قلبت حياته العملية رأساً على عقب، ولولاها ما كان.. عادل عبدالفتاح، رئيس شركة ثمار لتداول الأوراق المالية، الحظ هو الذى ساقه إلى عالم البيزنس. لوحة فنية جميلة ترسمها فازات ورد أحمر داخل مكتبه، ولما لا وهو خريج الفنون الجميلة.. «عبدالفتاح» لديه التفاؤل ممزوجاً بالخوف، المشهد مرتبك، فرغم ثقته فى اقتصاد قوى ومناخ استثمارى يسير بخطوات ثابتة، يراه الأفضل فى الاقتصاد والاستثمار، لكن يخشى من أعداء النجاح، الذين همهم الأول الهدم والخراب وليس البناء. بدأ حلم الاستثمار الرياضى يراوده منذ 8 أعوام، باعتباره نشاطاً جديداً، وبيزنس آخر يضاف إلى سوق المال، تجربة قد تحقق مكاسبها مثلما نجحت فى أندية أوروبا الكبرى، فكرة هدفها توفير التمويل للأندية الرياضية، بعيداً عن دعم الدولة، بيزنس، وتفكير خارج الصندوق هدفه تمويل الأندية. «تحويل الأندية إلى شركات مساهمة، من خلال تحويل أعضاء عموميتها إلى مساهمين، بحصص فى أسهم النادى، وحصة أخرى لا تتجاوز 30% لمستثمر استراتيجى، ونسبة ثالثة للتداول الحر بالبورصة فكرة مجنونة وصعبة تتطلب جهداً وعملاً كبيرين «من هنا انطلق» رئيس "ثمار" نحو الهدف وراحت الزيارات تطوف الأندية الرياضية الشعبية بالإسكندرية والإسماعيلية وبور سعيد، وباقى الأقاليم، للإقناع أن تحويل الأندية إلى شركات مساهمة المخرج الوحيد من انتظار «فتافيت» الحكومة، التى تلقيها للأندية بين الحين والآخر، ولا تغنى ولا تسمن. 5 ملايين جنيه رأس مال "ثمار" للاستثمار الرياضى، بداية للانطلاق، لكن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن، الأزمة المالية العالمية 2008 كانت بمثابة الخراب على الاستثمار والاقتصاد، وتوالت الكوارث بأزمة اليونان، ثم الربيع العربى، وثورة 25 يناير، فجمدت البيزنس الجديد، والمتوقع عودته مرة أخرى خلال الفترة المقبلة. سألته إذن هل ضاع الحلم؟ - توقف الحلم فترة، لكن لم ينته، الاقتصاد بدأ يلتقط الأنفاس، والاستقرار يتحقق بصورة كبيرة، والفكرة بدأت تعود من جديد بقوة، والشركة ثمار للاستثمار قائمة، والحوار مع الأندية الشعبية مستمر، ومقومات استقطاب التمويل للأندية متوافرة. هكذا جاء رده. قاطعته من جديد لماذا كل هذه الثقة بنجاح التجربة؟ - تحرك قليلاً من على مقعده وقال «نفسيا تبين ارتباط وثيق بين الفرد والفريق أو النادى المنتمى إليه، وامتلاكه سهماً فى ناديه، سر نجاح التجربة، ليس هذا فحسب، وإنما رغبة المستثمر فى المكسب تدفعه للمشاركة فى التمويل». «المنتج الجديد يحتاج إلى ظروف مناسبة، وطالما أن المناخ غير متاح، فلن يكون الثمار، وهذا ما حدث خلال فترة 2008 مع الأزمة المالية العالمية، وحتى ثورة 25 يناير، وتداعياتها المؤلمة على المجال الاقتصادى والشركات العاملة فى السوق» بهذا رد عليَّ حينما سألته عن توقف الفكرة طول السنوات السبع الماضية. قطع عامل البوفيه صوت السكون السائد بغرفة مكتبه فى إشارة إلى إن كان يطلب منه شيئاً أم لا. راح الرجل الخمسينى يستكمل الحديث بقوله: كانت لديَّ استراتيجية طموحة، لإضافة أنشطة تتناسب مع شركته القابضة، التى تحظى بملاءة مالية كبيرة ورأس المال 50 مليون جنيه بمثابة أمان وحائط صد للشركة من الاقتراض، وتكلفته، تتصدرها ثمار للاستثمار الرياضى، وكذلك ثمار للاستشارات المالية، والاستثمار العقارى، وشركات أخرى تتعلق بالطباعة والإعلان، لكن تأخرت لظروف السوق، والسنوات العجاف فى البورصة، نحن شركة إيراداتها تتحقق من التعاملات والتداولات فى سوق الأسهم، وبالتالى كل الأنشطة تجمدت. عودت لمقاطعته مرة أخرى وقلت: لكن السوق بدأ يتعافى، فهل تبدأ تنفيذ استراتيجية الشركة بإضافة أنشطة جديدة؟ - الشركة مارد قادم سينطلق قريباً على أن يصل محطته فى عام 2017 يضم كافة الأنشطة الجديدة، وتحرك ملف الحصول على رخصة الاستشارات المالية، وقريباً سيتم الانتهاء من الحصول على الموافقات، مؤشرات التداول فى البورصة خلال شهر «مارس» متفاءلة، خاصة بعد عودة قيم التداول إلى المليار جنيه، لأن استقرار القيم طوال السنوات الأخيرة عند مبالغ متدنية بمثابة "العيب"، ولا تتناسب مع بورصة من أقدم البورصات العالمية. كانت تدور بعقلى علامات استفهام حول الشركة وقوتها المالية، ورغم ذلك لم تشارك فى طرح بالبورصة، وقبل طرح السؤال، بادرنى قائلاً وكأنه كشف ما بداخلى: «لدى قاعدة عملاء من الأفراد كبيرة للغاية، ولكن سعر طرح الشركات مغال بصورة كبيرة، لا يتناسب مع قيمة الشركة، ولن أغامر بسمعة الشركة فى مثل هذه الطروحات». «عبدالفتاح» الذى كانت له محطات فى حياته وساقته الصدفة إلى العمل فى صناعة سوق المال، بعدما تخرج فى كلية فنون جميلة، ثم بدأ رحلة العمل بالبورصة كعميل عام 95، إلى أن كون مملكة كبيرة فى سوق المال، يرى أن طرح الشركات الحكومة بالبورصة، سوف يغير خريطة سوق المال، فالسوق فى حاجة إلى اكتتاب فى بضاعة جديدة تتمثل فى شركات حكومية، وليست خاصة، فتحقيق تغطيات للاكتتابات 300 مرة أمراً سهلاً، ولكن فتش عن الاستفادة على حساب صغار المستثمرين. الرجل لا يزال شاعراً بالندم، فكانت لديه فرصة الاستحواذ على شركات قائمة، بأقل تكاليف مثلما حققت شركات أخرى نجاحاً كبيراً فى هذه الاتجاه، لكنه لجأ إلى تأسيس كيانات جديدة، فتكبد الكثير من الخسائر. رئيس "ثمار" المتفاءل بنسب كبيرة لتحسن الحال فى الاقتصاد، يراهن على السوق المحلي والتوسع فيه، بما يحقق أهداف الشركة، لكن يظل متمسكاً بأن البوابة الرئيسية للاقتصاد هى محرك البورصة، فهل يحقق الرجل الذى كان لولدته دور مؤثر فى حياته وتشكيل شخصيته وهوايته المفضلة لقراءة الفلسفة وعلم النفس، للوصول بشركته إلى قمة الشركات العاملة فى السوق؟