بعد أن ظل العقيد معمر القذافى يردد أن اعداءه من الثوار، مجرد فئران مذعورة وأنه سيطاردهم ويقاتلهم شارع – شارع وزنقة – زنقة على حد تعبيره، كان هو فى نهاية الأمر مختبئا مثل "فأر" عندما كان محاصرا في النهاية في مأسورة صرف فى أحد الحقول على بعد ميلين الى الغرب من مسقط رأسه فى مدينة سرت وبيده مسدس مطلي بالذهب, وقال لهؤلاء الذين أمسكوا به "لا تطلقوا النار.. لا تطلقوا النار". وقالت صحيفة "الديلى تلجراف": إن ملجأه الأخير كان هذا الأنبوب الذى يمتد طوله 70 قدما وعرضه 3 أقدام، وكم هو مختلف عن القصور والفيلات التى بدد ثروات بلاده على بنائها. ووجدت جثث حراسه المقربين على مدخل الأنبوب وقد تجمع عليها الذباب فى مشهد سيئ، لم يكن العقيد الذى نصب نفسه على أنه ملك الملوك للولايات المتحدة الأفريقية يتصور يوما من الأيام انه سيكون هكذا. والحق ان الوضع الذى انتهى به القذافى كما أظهرته الصور التى تم التقاطها بالتليفون المحمول، كان مهينا ومؤذيا. ويقول محمد الحويجى البالغ من العمر 20 عاما والذى كان من بين كتيبة مصراتة المكونة من 10 أفراد والتى أمسكت بالقذافى: إنه كان يتحدث ويهذى كالأحمق "أنا لا أصدق ماذا حدث وماذا سأفعل؟". وأشارت الديلى تلجراف الى أن القذافى لم يقاوم وأمسك به حيا ولكنه قتل بعد ذلك وقد اعترف "وليام هيج"، وزير الخارجية البريطانى ، بأن أشرطة الفيديو والصور الفوتوغرافية المنشورة على الانترنت تؤكد انه اغتيل، مضيفا أن بريطانيا "لا توافق على هذه الطريقة والقتل بدون محاكمة".. واذا كان ذلك هو رأى وزير الخارجية البريطانى فإن صحيفة " الديلى تلجراف" رأت أنه من لا يرحم لا يرحم ولا يمكن لطاغية اعتاد القتل والترويع سواء لأبناء بلده أو بدعم الإرهابيين والمتمردين فى أنحاء العالم كما حدث فى حادث لوكيربى الشهير أن يتم معاملته إلا بنفس الطريقة التى تعامل بها مع الآخرين.