أثار قرار المهندس شريف أسماعيل، رئيس الوزراء، بنقل مدابغ الجلود بمنطقة مجرى العيون الى منطقة الروبيكى بالعاشر من رمضان، غضب صغار الصناع والعاملين بالمدابغ. ووصف عمال المدابغ القرار بأنه يضيع حقوقهم، ويصب فى مصلحة كبار الصناع والمصدرين للجلود، وسوف يؤدى الى بطالة محققة لالأف العمال. أستطلعت "بوابة الوفد " مخاوف الصناع والعمال بالمدابغ من قرار النقل، حيث بدأت الدولة فى تنفيذ الاجراءات الفعلية استعدادا للنقل, وقامت بتوصيل الكهرباء والمياه الى منطقة الروبيكى استعدادا لتشغيل الورش بها. أكد صلاح محمد, مستأجر بمدابغ مجرى العيون, أن هناك حالة من الغموض تسيطر على قرار النقل الى منطقة الروبيكى, ولا أحد يعلم حقيقة تلك القرارات وأهدافها, لافتا الى أن هناك تضارب بين تصريحات الحكومة ورئيس غرفة الصناعة، الذى يعمل لتحقيق مصالح شخصية لمصلحة كبار الصناع والمصدرين فقط، ويهمل حقوق صغار الصناع والعمال البسطاء . وطالب بعمل مناظرة فعلية بين المسئولين بمجلس الوزراء، وبين رئيس غرفة الصناعة، واصحاب الورش والمستأجرين وصغار الصناع والعمالة المهمشة بالمدابغ؛ للتوصل الى حل جذرى نابع من الواقع الذى يعيشون فيه, أو إسناد ملف منطقة المدابغ الى القوات المسلحة لتنقل اصورة صحيحة عن المشكله للرئاسة قائلا: "يا سيادة الرئيس كل التقارير التى ترسل لك من المسئولين حبر على ورق ولا تقدم جديد وقارنها بتقاير 20 عام مضى". وأوضح أن مجلس الوزراء أقر بتعويض أصحاب الورش عن مساحة الارض بقيمة نقدية او مساحة بديلة بالروبيكى, وهذا سوف يضيع حق المستأجرين الذين لم يمتلكوا أى اوراق تثبت احقيتهم فى الورش الجديدة, بالاضافة الى أن 90 % من الورش غير مقننة ولا يملك أصحابها أوراق رسمية لها, ولكنهم لم يعترضوا على التقنين ودفع الضرائب للدولة, بسبب معاناة العمال لديهم منذ عشرات السنوات, حيث كان يتم تسريحهم عند أجراء أى حصر من جهة التأمينات الاجتماعية أو مصلحة الضرائب . وتابع "محمد"، أن المساحة التى خصصتها الدولة لنقل المدابغ بالروبيكى والتى تقدر ب 8 الاف متر مربع, مساحة صغيرة جدا ولا تتعدى نسبة 10 % من مساحة الورش الموجودة بمجرى العيون, وتسائل:"هل ايضا الدولة سوف توفر وحدات سكنية ومرافق للعمالة فى الروبيكى ام لا, خاصة أن معظم العاملين بمدابغ مجرى العيون يسكنو بمناطق مجاورة لدار السلام والبساتين, فكيف يذهباو يوميا الى عملهم بالروبيكى, وهل ستوفر الدولة حمايتهم من العرب، هناك ام سوف تتكرهم للتعايش معهم. وأوضح "على محمد"، صاحب ورشة للجلود, أن تكاليف نقل الات والمعدات باهظة لضخامة حجمها, بالاضافة الى أن معظم الورش لا تملك كافة معدات مراحل التصنيع وتقوم بأرسال الجلود لورش مجاورة لها , مؤكدا أن قرار نقل المدابغ يصب فى مصلحة كبار الصناع والمصدرين ويضيع حق المدابغ الصغيرة . وأستنكر الصورة التى أعتادت وسائل الاعلام على نقلها عن منطقة المدابغ , حيث أظهر عدد من البرامج التليفزيونية والاعمال السينمائية , منطقة المدابغ على انها وكر للمخدرات والقمامة، قائلا" الاعلام بيركز على السلبيات فقط " وسرد محمد مصطفى، مراحل حياتة داخل منطقة المدابغ، التى ولد بها وورث مهنة صناعة الدباغة عن والدة , قائلا : "احنا اتولدنا هنا ومنعرفش مهنة اخرى , عايزين ينقلونا علشان مصلحة الكبار اللي واخدين حقهم من البلد، ولا فى حد كبير عايز ينتفع بالارض هنا " . وأشار الى أن النقل سوف يقطع رزق عدد كبير من العمال الذين يعملون على خدمة مصانع وورش الجلود مثل ( سائقى الكارو ) الذين لا يستطيعون العمل فى الروبيكى نظرا لسيطرة العرب على المنطقة , مؤكدا أنه يجب على الدولة عند تطبيق قرار النقل مراعاة نقل مجتمع المدابغ كاملا بجميع فئاتة اى نقل الفقير قبل الغنى , حتى لا يتجه الفقراء الى تجارة المخدرات . وأشار محمود احمد الى أن قرار النقل أدى الى حالة من الركود , نظرا لان صناعة الجلود تعتمد بصورة شبه كلية على البيع بالاجل والان معظم الصناع لديهم حالة من الخوف من اضرار النقل ولذلك توقفو عن الانتاج لحين البت فى تلك القرار , بالاضافة الى أن أرتفاع سعر الدولار اثر بالسلب على صناعة الجلود لان المواد الكميائية التى تستخدم فى جلى الجلود تأتى من الخارج . وقالت عطيات فرج، انا ارملة ولدى 5 أطفال , وبعمل بنقل وبيع جلود الماشية والارانب فى منطقة المدابغ وبكسب فى اليوم حوالى 30 جنيه , وساكنة فى مساكن زينهم , هشغل ايه بعد نقل المدابغ للروبيكى , ال 30 جنيه هيتصرفو كلهم مواصلات . ووجهت سيدة مسنه تدعى أم محمد رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسى بخصوص نقل المدابغ قائلة " احنا انتخبناك يا ريس علشان تقف معانا , طور منطقة المدابغ بدل نقلها , احنا زى السمك لو طلعنا منها هنموت , احنا مش قد الناس الكبار اليي معاهم عربيات هنعيش أزاى فى الجبل " . وأضافت بائعة شاى بالمدابغ أن النقل هيؤدى الى تشريد الالاف العمال , موجهه رساله للرئيس قائلة: "ساعدنا ياريس احنا هنروح فى الرجلين احنا هنا بناكل عيش"