دير الأنبا «بيشوي» يتحدي الكنيسة ويدرس فيلم «البابا شنودة» كشف مصدر كنسي- رفض ذكر اسمه- عن تلقي دير الأنبا «بيشوي» بوادي النطرون- الذي يضم مدفن البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث، سيناريو فيلم سينمائي يتضمن حياة البطريرك في أعقاب بيان مفاجئ للمجلس الملي بالكنيسة الأرثوذكسية يرفض انتاج أعمال فنية تمس البابا «شنودة» دون الرجوع للكنيسة. وقال المصدر، ان الدير الذي يرأسه الأنبا «صرابامون» ويشهد علي ذكريات ومراحل عديدة في حياة البطريرك الراحل، لم يحدد موعداً للرد علي السيناريست سامي فوزي- صاحب السيناريو، لافتاً إلي أن ثمة مشاريع فنية أخري، سيتم العمل علي تنفيذها نظير حياة ثرية لبابا «شنودة» علي كافة الأصعدة. وأضاف في تصريح ل«الوفد» ان دور الكنيسة ينبغي أن يقتصر علي مراجعة السياق التاريخي والعقائدي والطقسي حيال الأعمال الفنية التي تتناول شخصية بحجم البطريرك الراحل، بعيداً عن دور المصادرة والاعتراض. في سياق متصل، قال القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة ان المقر البابوي لم تعرض عليه أية سيناريوهات لعمل فني يتضمن حياة البابا «شنودة». وأضاف في تصريح ل«الوفد» أن بيان المجلس الملي الصادر في بداية مارس الماضي، جاء علي خلفية تواتر أنباء عن استعدادات فنية لتقديم عمل سينمائي يجسد حياة البطريرك الراحل. وأشار «حليم» إلي أن اللجنة القانونية بالمجلس الملي هي الجهة المعنية الآن بتعقب أية مشاريع فنية يتم تجهيزها حالياً لتناول قصة حياة أحد أبرز بطاركة الكنيسة. من جانبه أعرب، المستشار منصف سليمان، عضو اللجنة القانونية بالمجلس الملي للكنيسة ومستشار البابا، عن أسفه ازاء تجاوزات الأعمال الفنية المتكررة في المرحلة الحالية، بما يثير مخاوف الكنيسة من تناول شخصية البابا «شنودة» في المناخ الفني الحالي. وقال: ان الكنيسة حسمت أمرها في رفض أية أعمال فنية بشأن حياة البطريرك الراحل لا من خلالها أو حصول الجهة المنتجة علي موافقة صريحة من المقر البابوي باعتبار الكنيسة أهل البابا «شنودة». وأضاف في تصريح ل«الوفد» انه حال اصرار بعض الفنانين علي تجاوز الكنيسة فإن الملاحقة القضائية ستكون الخيار الأوضح، وفقاً للقانون الذي يمنع تقديم أعمال فنية عن الشخصيات العامة بدون إذن أهله، إلا بعد مرور 50 عاماً علي رحيله. وأردف قائلاً: «سنلاحق من يجسد شخصية البابا شنودة في كافة المحاكم». علي الصعيد ذاته، قال الشاعر الغنائي رمزي بشارة، ان موقف الكنيسة من انتاج أعمال فنية تجسد شخصية البابا «شنودة» غير مبرر، معرجاً علي انتاجها فيلماً بعنوان «الراعي» لا يليق مطلقاً بقيمة البطريرك الراحل. وأضاف ل«الوفد» ان المجلس الملي رغم اختفائه منذ سنوات عاود الظهور ببيان غريب- علي حد وصفه- يتضمن اعتراضاً علي تقديم أعمال فنية رغم ثراء شخصية البطريرك الذي عاصر 3 رؤساء هم علي الترتيب «جمال عبدالناصر، ومحمد أنور السادات، ومحمد حسني مبارك»، بجانب ثورة 25 يناير وجزء من فترة المجلس العسكري. وتساءل «بشارة»: «هل تستطيع الكنيسة الإنفاق علي انتاج فيلم عن حياة البابا شنودة وهي التي لا يمكن إلزامها بإنتاج عمل كهذا»؟، داعياً إلي تبني الأعمال الفنية التي من شأنها تناول سيرة شخصية ثرية بالأحداث، وفقاً لمراجعات كنسية تمس السيرة والعقيدة والطقس «الرتب الكنسية». واستطرد قائلاً: «حياة البطريرك لن يوفيها فيلم سينمائي مدته ساعتان وإنما تحتاج إلي مسلسل تليفزيوني علي خطي مسلسل «أم كلثوم». يشار إلي أن المجلس الملي للكنيسة القبطية أصدر بياناً في 2 مارس الماضي، يتضمن رفضاً لإنتاج أعمال فنية تجسد حياة البطريرك دون موافقة الكنيسة باعتبار ان حياته صارت ملكاً لها. وقال البيان: «إن التريث في انتاج عمل فني عن قداسته لن يحرم محبيه من شيء لأن حياته مازالت حية في نفوس وعقول المصريين، مشيراً إلي انه لن يتردد في اتخاذ جميع الاجراءات القانونية لمنع هذا الأمر».