حالة من الحزن انتابت العاصمة البلجيكية بروكسيل، صباح الثلاثاء، بعدما وقع انفجاران متتالين في مطارها، وتفجير ثالث في محطة مترو العاصمة، وآخر في أحد شوارعها، ما أسفر عن مقتل نحو 35 مواطنًا، وإصابة 135 آخرين. وفوجئ رواد مطار «زافتتم» الدولي، بانفجارين متتالين، في صالة مغادرة المسافرين، قرب الخطوط الجوية الأمريكية، أعقبهما انفجار داخل محطة المترو، ليقع الانفجار الرابع بعد قرابة ساعة في أحد الشوارع القريبة من المترو، وترتفع حصيلة ضحايا التفجيرات الأربعة لما يقرب من 170 قتيلًا ومصابًا. ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر»، هاشتاج بلجيكا، ليحتل قائمة الأكثر تداولًا، وأعاد النشطاء نشر الصور والمقاطع الخاصة بالحادث على حساباتهم الإلكترونية. ومن المقرر أن يُضاء برج إيفل الشهير في العاصمة الفرنسية اليوم، بألوان علم بلجيكا، في تضامن رمزي من باريس مع العاصمة بروكسيل. وكتبت «آن ايدالجو»، رئيسة بلدية باريس في تغريدة على حسابها بموقع «تويتر»: «تضامنًا مع أهل بروكسل، ستضيء باريس برج إيفل هذا المساء بألوان العلم البلجيكي». وعلى الفور، خرجت إدانات عربية وعالمية من دول العالم، حيث أعرب الأزهر الشريف، عن إدانته الشديدة لهذه الهجمات الإرهابية، مؤكدًا أن الإقدام على هذه الجرائم النكراء يخالف تعاليم الإسلام السمحة، مشددًا على ضرورة توجد جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذا الوباء اللعين. وأصدرت رئاسة الجمهورية، بيانًا، أدانت فيه العملية الإرهابية في بروكسيل، مؤكدة رفضها لكل محاولات ترويع الآمنين والاعتداء على أرواح الأبرياء. شجبت مملكة البحرين الاعتداءات الإرهابية، معلنة تضامنها مع بلجيكا في مواجهة أشكال العنف والتطرف والإرهاب ومهما كانت مصادره ودوافعه. ونعى نادي ريال مدريد الإسباني، عبر موقعه الرسمي، ضحايا الهجوم الإرهابي البلجيكي، قائلًا: «نشعر بالحزن الشديد للهجوم الإرهابي الذي تعرضت له العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم، كما نقدم التعازي للضحايا وأقاربهم». ومن جانبه، أدان الرئيس الفرنسي، فرانس هولاند، العملية الإرهابية في مطار بروكسيل، مطالبًا بعقد اجتماع طاريء لكبار وزراء حكومته. وفي ألمانيا أكد رئيس ديوان المستشارية، بيتر ألتماير، أن بلاده تقف إلى جانب بلجيكا، معلنًا رفضها لكل أشكال التطرف والإرهاب. ووصف وزير الخارجية الإسبانية، «جارسيا مارجالو»، التفجيرات، بأنها عمل منسق في عدد من المواقع، لافتًا إلى أن الإرهاب مثل السرطان الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم. وأطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعبير جريمة وحشية، على هذه التفجيرات الإرهابية، مؤكدًا في بيان له أن الحرب على الشر تتطلب أعلى مستوى من التعاون الدولي الفعال. ووصف «ستيفان لوفين»، رئيس وزراء السويد، التفجيرات، بأنها هجوم على أوروبا الديمقراطية، قائلًأ في بيان له: «لن نقبل أبدًا بأن يعتدي إرهابيون على مجتمعاتنا المنفتحة. كما ندد رئيس الوزراء الدنماركية «لوكي راسموسن»، في تغريدة له على تويتر بالحادث، واصفًا إياه بالهجوم الدنيء. ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ما حدث بالاعتداء المشين، مؤكدًا أن بلاده ستفعل كل ما بوسعها لملاحقة المسؤولين عن الحادث. وقال أوباما من العاصمة الكوبية هافانا: «يجب أن نقف معًا بغض النظر عن جنسيتنا أو عرقنا أو ديننا لمكافحة آفة الإرهاب، ونستطيع هزيمة من يهددون سلامة وأمن الناس في جميع انحاء العالم وسنهزمهم». وندد رئيس المجلس الأوروبي «دونالد توسك»، العملية الإرهابية، قائلًا: «هذه الاعتداءات تشكل مستوى جديدًا من الدناءة من قبل الإرهابيين الذين يتحركون بدافع الكراهية والعنف». واعتبر الرئيس الإيطالي «سرجيو ماتيريلا»، أن الاعتداءات تؤكد بطريقة مأسوية أن هدف الإرهاب الأساسي هو ثقافة الحرية والديموقراطية، مشيرًا إلى أن الرد على التهديد الإرهابي يكون بوحدة صلبة لدول الاتحاد الأوروبي. واعرب رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، عن صدمته وقلقه من الحادث، داعيًا إلى عقد اجتماع طاريء، مؤكدًا أن بلاده ستقوم بكل الجهود اللازمة لمساعدة الشعب البلجيكي. وقال رئيس الحكومة التركية، أحمد داود أوغلو، أمام نواب أن هذه الهجمات أظهرت طابع جديد للإرهاب العالمي. ووصف المرشح الجمهوري دونالد ترامب، العاصمة البلجيكية بالمدينة المنكوبة، مجددًا التاكيد على قناعته بأن الولاياتالمتحدة يجب عليها غلق حدودها حتى تتحقق مما يجري. وسارع بالقول، أن ذلك يعتبر دليلًا جديدًا، على ضرورة قمع الحكومات للمتطرفين بكل الطرق الممكنة، حتى باستخدام طريقة «الإيهام بالغرق» في التحقيق معهم.