الشهيد الرائد عمرو عبدالخالق محمد القصير، بطل مصر الذى قدم حياته فداءً لتراب وطنه، وروى بدمائه بقعة من بقاعها في مواجهة شرسة مع الإرهاب الذي يريد النيل من هذا الوطن. التقت "بوابة الوفد" بوالدة الشهيد والتى قالت إنها رأته قبل استشهاده بيوم وكأنه يودعها، فاستشهد وترك أسرة وأقارب وأصدقاء يتحدثون عن طيبته وشهامته، وحبه الشديد لعمله، فضلًا عن حب الناس له. وتابعت: "ماتت الابتسامة التى لم تفارق وجهه، ولكنه عند ربه يُرزق، فالشهيد ضحى بروحه الغالية فداءً لوطنه وبلده وشعبه، شعب مصر الطيب الذى يستحق كل تضحية وفداء من أبنائه لحمايته من الذين يدّعون الإسلام، والإسلام منهم براء". وأوضحت أن الوطن لا يحميه إلا الرجال الشرفاء الأقوياء، الذين لا يهابون الموت ولا يحرصون على حياتهم ودنياهم، وإنما يبتغون وجه الله- سبحانه وتعالى- بتقديم أنفسهم دفاعاً عن الحق ونصرة المظلوم وحماية الضعيف، وأرجو من الله أن يقتص له ولزملائه فى الشرطة والجيش، وكل الشهداء، لتبقى مصر، ونقضي على الإرهاب الاسود. وأكملت حديثها بصوت هادى ونظرات ممزوجة بالدموع، : "عمرو كان فى بعثة فى أمريكا فى شهر أكتوبر الماضى، ورجع فى آخر شهر ديسمبر الماضى، زى ما يكون جاي علشان يموت فى بلده ويستشهد فداء للوطن، كان هناك علشان يتدرب على الطرق والأجهزة الحديثة التى تستخدم فى تفكيك العبوات". وتابعت: "أحضر لي هدية عيد الام وهو راجع، ولكن هذا لا يكفينى.. والذي يكفيني هي ابتسامته التى حُرمت منها وحُرم ابنه من بعده من حنان الأب، كما أن هديتى الحقيقية هى القضاء على الإرهاب الغاشم، والقصاص من هؤلاء المجرمين، وأنا فرحانة لإبنى لأنه من الشهداء". وبعثت برسالة لوزير الداخلية، قالت فيها: "أطالبه برعاية بزوجة ابني الشهيد، والحفاظ على مصر لأنها الأبقى". يذكر أن الرائد عمرو عبدالخالق البالغ من العمر 32 عامًا، تخرج من مدرسة طارق بن زياد الثانوية بمنطقة شبرا مصر، وحصل على مجموع 80% آنذاك، وعمل فى بداية حياته بعد أن تخرج سنة 2006 فى محافظة أسوان، حيث قضى هناك 3 سنوات. تنقل الرائد الشهيد فى عدة أقسام شرطة، ثم عمل معاونًا بمباحث روض الفرج لمدة عامين، وبعد ذلك انتقل إلى قسم شرطة الهرم، وعمل معاوناً قرابة عام ونصف، ثم إلتحق بإدارة الحماية المدنية بالجيزة، وتخصص فى إدارة المفرقعات وتولى نقطة شرطة الاستديو، المسئولة عن منطقة الهرم واستمر حتى استشهد أثناء ضبط مخزن متفجرات داخل شقة بشارع الليبينى بالهرم، وذلك بعد ان قام أحد العناصر الإرهابية بتفجير نفسه بحزامٍ ناسف أصاب النقيب، عمرو عبدالخالق ونقل إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة ،إلا أنه كان قد فارق الحياة فى الحال، لتذهب روحه الذكية الى بارئها فى 21 يناير الماضى، ليترك خلفه ابنًا يبلغ من العمر 4 سنوات ليكمل مسيرته.