أجبر حسنين كاظم، مراسل جريدة «دير شبيجل» الألمانية, على مغادرة أسطنبول، بعد ثلاثة سنوات من العمل كمراسل للجريدة في العاصمة التركية؛ بسبب كثرة الهجمات الإرهابية التي حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية. وقال «كاظم» في شهادته التي نقلتها الجريدة: «في أواخر أيامي في تركيا، كنت وعائلتي نعيش في حالة غير طبيعية, جراء العمليات الإرهابية التي ضربت البلاد في الأشهر الأخيرة، وهو ما أصابنا بالخوف والذعر الشديد، ولم أجد أي خيار سوى مغادرة البلاد؛ لافتقادنا الأمان». وأضاف «قبل أن أذهب إلى المطار, كتبت قائمة بها أرقام تليفونات أشخاص دبلوماسيين, وأساتذة جامعة وأصدقاء له في أسطنبول لزوجته فى حالة إذا احتجز فى المطار»، موضحًا «على عائلتي استكمال رحلتهم في الحياة إذا حدث لي أشياء مكروهة». وتابع «عملت مراسلا للجريدة في باكستان، قبل انتقالي إلى تركيا منذ ثلاث سنوات، وكنت أظن أني سأجد ظروفًا أفضل للعمل في أسطنبول عما وجدته في باكستان». وأشار إلى أنه «منذ بداية هذا العام رفضت الحكومة التركية تجديد إقامتي في البلاد لمنعي من ممارسة عملي في البلاد» لافتًا إلى أنه «لم يتم نجديد الإقامة لأي صحفي ألماني, بل ويتم ترحيل جميع الصحفيين الألمان، بعكس تصريحات رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، من أنه سيتم تجديد إقامة جميع الصحفيين الألمان». وقال «كاظم»، إنه اتخذ قرار مغادرة تركيا، جراء العمليات الإرهابية، وكذلك خوفًا من الملاحقة الأمنية، بتهم مثل إهانة الرئيس أو دعم الارهاب أو التحريض على التظاهر وزعزعة الاستقرار. وكشف المراسل عن أن القول بوجود ديمقراطية في هذه البلاد، لا أساس له، حيث يحكم الرئيس أردوغان، البلاد بديكتاتورية، وتستخدم الحكومة ضد أي احتجاجت أو تظاهرات الرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع , ليس هذا فقط بل يسجن الصحفيون، إذا كتبوا أشياء لم تتوافق مع رؤية الحكومة.