ألقي مبارك خطابا عاطفيا ومؤثرا في اول فبراير أثناء الثورة يؤكد فيه انه لم يكن ينتوي الترشح لانه قضي ما يكفي من العمر في خدمة مصر وشعبها، وادعي مبارك انه يقول كل الصدق ولكن الواقع أنه لم يقل من الصدق شيئا. فالرجل الذي أعلن انه قد انتوى الا يرشح نفسه فى انتخابات 2011 كان قد خطط لكل شىء، بل بدأ فعلا في حملته الانتخابية وفي الغالب كان لقاؤه بطلعت زكريا ووفد من الفنانين بعد ذلك وعلي رأسهم منة شلبي التي حضرت بطلب مباشر من مبارك أبلغه زكريا عزمي لأشرف زكي نقيب الفنانين وقتها. وكان من المقرر أن يتولي زكريا عزمي رئيس الديوان الرئاسي حسبما ذكرت صحيفة "الفجر" الاعداد والتنفيذ والاشراف علي حملة الرئيس السابق الانتخابية, وبدأ زكريا بالفعل في الاتصال بمجموعة من الاعلاميين غير المحروقين سياسيا , وقرر عزمي ان يستعين أيضا بخبير امريكي للاشراف علي الحملة وهو "موريس أميجو" والذي عمل تقريبا في جميع الانتخابات الامريكية من كونجرس ومجلس شيوخ ورئاسة , ولديه مكاتب في واشنطن وشيكاغو ونيويورك , ولديه فريق عمل محترف عمل في العديد من الانتخابات خارج أمريكا. وقام طبيب نفسي شاب متخصص في التسويق السياسي وتنظيم الحملات السياسية بوضع مشروعا متكاملا للحملة وبدأ الطبيب في تكوين فريقه وحاول أن يستعين بخبرات د.سامي عبد العزيز عميد كلية الاعلام السابق وخبير التسويق السياسي والذي رحب بالمشاركة في الحملة ولكنه عاود واعتذر. وحدثت خلافات بين موريس أميجو الخبير الامريكي والطبيب النفسي حول رجل الاعمال الذي يمكنه تمويل الحملة ففي الوقت الذي كان الطبيب النفسي مقتنعا بمنير ثابت شقيق زوجة الرئيس كان موريس مصرا علي نجيب ساويرس باعتباره من أكثر المستفيدين من عصر مبارك , ومن مصلحته أن يستمر لأطول فترة ممكنة في الحكم , وفعلا رحب ساويرس بتمويل الحملة ولكنه طلب مهلة للتفكير في طريقة تمويل الحملة. وقد استلم زكريا عزمي الشكل النهائي للحملة الترويجية لمبارك يوم 23 يناير وقبل يومين فقط من اندلاع الثورة التي منعت عزمي من تنفيذ الحملة.