لا يحتاج «عبدالعزيز مخيون» إلى تقديم.. فهو المشخصاتى الذى يهوى ركوب الأدوار الصعبة وهو الفنان المثقف الذى يدرك جيداً قيمة العمل ويتمنى أن يؤثر فى جمهوره.. يضم أرشيف الرجل عدداً كبيراً من الأعمال الفنية البارزة منها «الجوع، حدوتة مصرية، شحاذون ونبلاء، مجرم مع مرتبة الشرف، دكان شحاتة» ومن يتأمل هذه الأعمال يكتشف أنها تنحاز إلى أوجاع الناس وترصد أوضاعاً خاطئة داخل المجتمع.. هكذا يختار مخيون أدواره فهو لا يبحث على الانتشار ولا يهوى الظهور الدائم تحركه دائماً قيمة العمل والرسالة الذى يقدمها للمتلقى.. منذ سنوات قرر «مخيون» أن يترك القاهرة بزحامها وضجيجها عائداً بأولاده إلى قرية مخيون التابعة لمركز إيتاى البارود ولا يأتى إلى القاهرة إلا لتصوير أعماله فقط.. يجد الراحة والتأمل بين أهل الريف الطيبين ويشعر بالأمان وسط عائلته الكبيرة. سألت عبدالعزيز مخيون لماذا الغياب عن الساحة الفنية وأجاب قائلاً: الغياب ليس قراراً بمحض إراداتى.. منذ عام تقريباً وقعت على بطولة مسلسل «الكبريت الأحمر» وبعد تصوير شهرين فوجئت بتوقف التصوير لأسباب غير معروفة.. ومضى ثمانية شهور ولم يحدث أى جديد وهذا جعلنى أغيب عن دراما رمضان العام الماضى. وبسؤاله عن مصير مسلسل «الكبريت الأحمر» قال: الحمد لله اتصلت بى الشركة المنتجة منذ أيام وأخبرتنى باستئناف التصوير وهذا العمل جيد جداً لأنه من تأليف الدكتور عصام الشماع ويناقش فكرة الجدل والشعوذة ويشارك فى بطولته داليا مصطفى وأحمد صلاح السعدنى ومن إخراج خيرى بشارة. وحول تقييمه للواقع الفنى قال مخيون: المشهد الفنى يتأثر بالحالة الاقتصادية.. ولو تأملت الواقع سوف تجد أننا فى حالة تراجع فى كل شىء.. السينما تعانى من تدهور فى مستوى الذوق وتراجع الإنتاج للوراء بشكل كبير، وهذا العام تراجع مؤشر الإنتاج الدرامى وسوف نرى فقط 16 مسلسلاً فقط.. الكارثة أن الأعمال التى يتم إنتاجها من فلوس خارج مصر مثل صادق الصباح وقناة إم بى سى.. لو توقف المنتجون القادمون من الخارج لو تختفى الدراما ويموت الفن المصرى لذا أنصح كل شركات الإنتاج المصرية بالعودة للإنتاج. وبشأن مشروعاته الفنية فى رمضان القادم قال: وافقت على الظهور كضيف شرف فى مسلسل «ولد فضة» الذى كتبه عبدالرحيم كمال ومن إخراج أحمد شفيق وبطولة عمرو سعد.. أظهر كضيف شرف ولكن دورى مؤثر جداً وعلى أساسه تم بناء العمل.. وأجسد دور رجل ثرى من الصعيد يتم تدبير محاول لقتله وتنجح المحاولة بالفعل لكن هذه الشخصية تظل حاضرة فى كل حلقات المسلسل. وحول ظهور عدد كبير من النجوم العرب فى دور البطولة المطلقة مثل إياد نصار وظافر العابدين قال: مصر بالفعل هوليوود الشرق.. ومنها انطلق نجوم عرب فى الغناء والتمثيل والمسرح ولا يجب النظر بعنصرية إلى انطلاق النجوم العرب.. الفن لا يعترف بالجنسيات الفن موهبة فطرية والمسألة عرض وطلب. وحول المشهد السياسى قال مخيون: هناك حالة من الغليان فى الشوارع بسبب تردى الأوضاع الاقتصادية وتجاوزات رجال الشرطة التى كان آخرها حادث الدرب الأحمر، الذى راح ضحيته شاب بسيط كان يخطط لمستقبله ويحلم بحياة هادئة، على الحكومة أن تدرك صعوبة الأوضاع وتحاول التصحيح قبل انفجار الموقف. وبسؤال عبدالعزيز مخيون عن قدرة الفن على التغيير قال: فى مصر نحتاج إلى رؤية شاملة للحياة الثقافية وقد طرحت رؤية للنهوض بالمشهد الثقافى وكتبت عنها فى الأهرام وعدد كبير من الصحف وبكل أسف لم يستدعنى أى مسئول للاستماع إلى رؤيتى ودراسة كيفية التطبيق.. الفن رافد من روافد الثقافة وإذا أردنا النهوض بالفن، فيجب علينا وضع استراتيجية للارتقاء بالمشهد الثقافى.