حالة من الارتباك أصابت أروقة الجامعة العربية نتيجة لرفض المملكة المغربية استضافة القمة العربية المقرر عقدها في 7 ابريل القادم.. خاصة أن وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار قد التقي منذ أيام بالأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي وتردد وقتها ان الهدف من اللقاء التحضير لعقد القمة العربية وهو ما أكدته المصادر داخل الجامعة ولم يكن تأجيل انعقادها مطروحاً بأي شكل من الأشكال بل كان هناك ترحيب واضح من المغرب لانعقادها في موعدها. وأشار أحمد بن حلي نائب الأمين العام إلي أن من حق المغرب الاعتذار عن القمة وفقا للميثاق وأن موريتانيا حسب الحروف الأبجدية يكون من حقها التصدي لتنظيم القمة وفي حالة عدم استعدادها لتنظيمها تتحمل مسئولية عقد القمة مصر بوصفها دولة المقر. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: لماذا رفضت المغرب تنظيم القمة ما الذي دفعها لتغيير موقفها بهذه السرعة بعد أن كانت متحمسة لانعقادها؟ في الحقيقة أن موقف المغرب زاد من عمق المعاناة التي تعيشها الجامعة العربية منذ سنوات. المغرب في حيثيات رفضها استضافة القمة كما هو موجود في بيان الخارجية المغربية تري أن المشاورات التي تم اجراؤها مع عدد من الدول العربية وبعد تفكير واع ومسئول تطلب اتخاذ هذا الموقف وأنه نظراً للتحديات التي يواجهها العالم العربي، فان القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها أو أن تتحول إلي مجرد اجتماع مناسبات مؤكدة أن الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة قادرة علي اتخاذ قرارات في مستوي ما يقتضيه الوضع، وأشار بيان رفض المغرب المنشور علي أحد المواقع الرسمية المغربية إلي أنه أمام غياب قرارات هامة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها علي قادة الدول العربية فان القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة علي توصيات عادية، والقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئء بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي، وأشار البيان الذي لم ينشر في وسائل الاعلام المصرية إلي أن العالم العربي يمر بمرحلة عصيبة، بل إنها ساعة الصدق والحقيقة التي لا يمكن فيها لقادة الدول العربية الاكتفاء بمجرد القيام، مرة أخري بالتشخيص المرير لواقع الانقسامات والخلافات الذي يعيشه العالم العربي دون تقديم الاجابات الجماعية الحاسمة والخادمة لمواجهة هذا الوضع سواء في العراق أو اليمن أو سوريا التي تزداد ازمتها تعقيداً بسبب كثرة المناورات والأجندات الاقليمية والدولية كما لا يمكنهم الوقوف مكتوفى الأيدي أمام المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للشعوب العربية أو الاقتصار علي دور المتفرج الذي لا حول له ولا قوة علي المآسي التي تمس الوطن العربي في صميمه. وأكدت المغرب أن سبب رفضها انعقاد القمة يرجع الي انها لا تريد أن تعقد قمة دون أن تسهم في تقديم قيمة مضافة في سياق الدفاع عن قضية العرب والمسلمين الأولى ألا هي قضية فلسطين والقدس الشريف في وقت يتواصل فيه الاستيطان الاسرائيلي فوق الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وتنتهك فيه الحرمات ويتزايد فيه عدد القتلي والسجناء الفلسطينيين، وأكدت المغرب أنها تتطلع الي عقد قمة للصحوة العربية ولتجديد العمل العربي المشترك التضامني، باعتباره السبيل الوحيد لاعادة الأمل للشعوب العربية.