اليوم يقام حفل توزيع مهرجان برلين فى دورته 66، وستقوم لجنة من سبعة أعضاء برئاسة الحاصلة على جائزة أوسكار ثلاث مرات، ميريل ستريب، بتوزيع جوائز المهرجان المرموقة خلال الحفل.. وتميز المهرجان بعرض مجموعة من الأفلام فى مختلف أفرع المسابقة، منها 18 فيلماً فى المسابقة الرسمية، وقد لفتت بعض الأفلام الانتباه لها، وعلى رأسها فيلم نيكول كيدمان «العبقرى»، الذى تعرض لسيرة (ماكس بركينز) الذاتية، وهو محرر أدبي لصالح دار نشر (أبناء تشارلز سكريبنر، نيويورك) بفترة العشرينات، حيث يُعَد من أوائل الذين وقعوا هناك، مع أدباء عظماء مثل (إرنست هيمنجواي، وسكوت فيتزجيرالد)، عندما تقع بالمصادفة بين يديه مخطوطة تصل صفحاتها لألف صفحة، مكتوبة بواسطة مجهول، يقتنع (بيركنز) تمامًا أنه بصدد اكتشاف عبقرية أدبية جديدة.. وهناك فيلم «الطريق إلى إسطنبول» للمخرج الجزائري الأصل رشيد بوشارب، حيث يعرض في مشاهد مكثفة، فرار الكثير من اللاجئين السوريين من بلادهم عبر الحدود التركية، وكيف تتعامل معهم السلطات على الجانب الآخر من الحدود، بينما تحلق المروحيات الحربية فوق رؤوسهم، كما نشاهد قصف ودمار القرى السورية القريبة من الحدود. وعلى رغم أن الفيلم يصور بحث امرأة بلجيكية عن ابنتها التي ذهبت مع صديقها وعبرت لكي تنضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، فإن مشاهد اللاجئين الذين تنضم إليهم السيدة البلجيكية خلال سعيها للوصول إلى طريقة لاختراق الحدود والوصول إلى ابنتها في مدينة الرقة بسورية، تظل من أكثر مشاهد الفيلم التي تبقى في الذاكرة. وعرض بالمهرجان فيلم سوري بعنوان «منازل بلا أبواب» للمخرج السوري الأرمني الأصل كابريليان، صوره في حلب وسط أجواء الهجرة الجماعية للفارين من الحرب. وهناك فيلم «فوكوماري» أو (النار في البحر) للمخرج الإيطالي جيانفرانكو روسي، قصة اللاجئين المتمركزين في الجزيرة من خلال الحياة اليومية لصبي (12 عاماً) يدعى صامويل. وغالباً ما تكون جزيرة لامبيدوسا الواقعة بين تونس وصقلية أول ميناء يصل إليه مئات الآلاف من طالبي اللجوء من إفريقيا والشرق الأوسط في طريقهم إلى أوروبا، وفي كثير من الأحيان بعد تحمل رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر في قوارب متهالكة في سعيهم لحياة جديدة. ولفت النظر أيضاً الفيلم الروائي الطويل «وحيد برلين» الذي أنجزه المخرج السويسري فانسون بيريز يُعرَض في مهرجان برلين السينمائي ويحظى باستحسان النقاد مثلما كان متوقَّعًا. «وحيد برلين» هو ثالث الأفلام الروائية الطويلة لفانسون بيريز الذي تؤدي دور البطولة فيه الممثلة إيما تومسون التي قالت عن هذه التجربة الفنية الجديدة في مشوارها: هذا الفيلم المُقتبَس عن رواية ضد الفاشية للكاتب الألماني هانز فالادا أنجزها عام 1947م وتحمل العنوان ذاته يحكي قصة ألماني وزوجته رافضيْن للنازية، مما يعرضهما لمشاكل مع جهاز الاستخبارات الألمانية الجستابو وأحد عملائه المكلَّف بتعقبهما ومراقبة تحركاتهما، وهو الدور الذي أُسنِد للممثل الألماني دانيال بروهلْ الذي علق عن دوره في الفيلم بالقول: «الشخصية التي تقمصتها لا علاقة لها بالشخصيات النمطية. هذه الشخصية مهمة جداً ومتناقضة. الفيلم ليس نمطياً أبداً». «وحيد برلين» عبارة عن «فيلم عن الشجاعة والذين يكافحون دفاعاً عن أفكارهم. المخرج فانسون بيريز يؤكد أنه صوَّر الفيلم باللغة الإنجليزية، لأن مضمون فيلمه مضمون أوروبي على خلفية انتشار التوجهات السياسية الشعبوية اليمينية المتطرفة في القارة العجوز، وهو محقّ فيما فعل». الكتاب المُقتبس منه القصة (Max Perkins: Editor of Genius) فاز بجائزة الكتاب الدولية فور نشره عام 1978. ويتنافس فيلم المخرج الإيطالي روسي الوثائقي مع 17 فيلماً للفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان برلين السينمائي، بما في ذلك جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم. ويعد فيلم «فوكوماري» جزءاً من سلسلة من الأفلام التي ستعرض في مهرجان برلين السينمائي لهذا العام وتتناول أزمة اللاجئين التي أثارت توترات سياسية في أوروبا ودفعت القادة السياسيين إلى تكثيف جهودهم في محاولة لاحتواء تدفق المهاجرين الجدد. وهناك فيلم «نحبك هادي» لمخرجه محمد بن عطية المولود في تونس، ويتنافس على جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم. وتدور أحداث الفيلم في أعقاب الثورة التونسية في عام 2011 حول الشاب هادي الذي يبدو أن حياته تدار من جانب أشخاص آخرين، ومن بينهم رئيسه في العمل ووالدته التي رتبت له الزواج من عروس. لكن هادي يتمكن فجأة من فرصة للسيطرة على عالمه عندما يلتقي امرأة أخرى أثناء رحلة عمل. وقال مخرج العمل «يجد الإنسان نفسه أمام خيارات صعبة ومحيرة عندما يقف في مفترق الطرق». وأضاف «اخترت تناول القصة بشكل واقعي، ومن الجيد أن حكاية تونسية تمس أجانب وتؤثر فيهم». يذكر أن الفيلم إنتاج تونسي بلجيكي فرنسي مشترك، وسيعرض بالمهرجان في 12 فبراير. وسبق للمخرج بن عطية (39 عاماً) أن أخرج أفلامًا قصيرة عدة، من بينها «سلمى» وقانون «76» و«كيف الآخرين». وكان آخر فيلم تونسي نافس على جائزة الدب الذهبي في 1996 هو «صيف حلق الوادي» للمخرج فريد بوغديرو من بين الأفلام المختارة في المنافسة أفلام من دول مختلفة بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا والبوسنة والهرسك وبريطانيا والصين وفيتنام.